عرض مشاركة واحدة
قديم 15/06/2007   #8
صبيّة و ست الصبايا ليندا
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ليندا
ليندا is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
1,130

افتراضي أريد أن ألمس النار، لكن لا نار في حياتنا الحاضرة.


اقتباس:
(قبل الحرب كان الكتاب اليابانيون يقدمون الحياة الخام للمجتمع الياباني بتقاليده الخاصة، أما اليوم فالشعب الياباني يشعر بالحرية. أصبح الناس ماديين وأغنياء ولا يريدون شيئا سوى الاستمتاع بالحياة لأقصى حد، لكن كل هذا الاستمتاع والحرية اصطناعي زائف . هذا ينعكس أيضا على الكتاب فليس هناك مادة خام يكتب عنها لأن حياته أيضا أصبحت اصطناعية وزائفة وطعاماً معلّباً. لهذا وصلت إلى الاقتناع بضرورة البحث عن شيء أصيل في مجتمعنا . أريد أن ألمس النار، لكن لا نار في حياتنا الحاضرة. من هو الشخص في الأسطورة اليونانية الذي أخذ النار من الجبل؟ نعم، بروميثيوس . أنا أريد أن أكون بروميثيوس)..................من اقوال يوكيو ميشيما.
كم هو غريب أمر هذا الكاتب اراد التخلص من غربنة اليابان فكانت كتاباته سلاحً لذلك ,
مع ذلك نجده ممزقا بين الشرق والغرب فقد كان يسكن فيلا ايطالية فاخرة، كما أنه أرسل زوجته إلى مدرسة طبخ غربية ويتصل مع الغربيين من دون أية مشاكل، لكن رواياته كانت في الوقت نفسه مليئة باحتقار كل ما هو غربي في اليابان إذ أنه يرى أن التأثير الغربي قد أفسد اليابان وسلبها روحها الصافية وقيمها الماضية

لانستطيع القول الا انه (موهبة منفلتة من عقالها)بغير هذه الصيغة نعجز عن إيجاد مدخل للحديث عن الأديب الياباني يوكيو ميشيما وإلا كيف نفسر عبقريته ونهايته?!!

يبدو لنا كأحد أبطال ديستوفسكي أو تولستوي لأنه نفذ ما آمن به ولم يعش قط ازدواجية الأدباء حين يكذب الكثير منهم فيخترع الأديب بطلا مفارقا لا يجرؤ أن يشبهه على عكس ميشيما?!!.‏




في 14كانون الثاني عام 1925ولد يوكيو لعائلة تنتمي الى الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة,درس القانون في جامعة طوكيو والتحق بعد تخرجه بوزارة المالية ثم استقال من عمله ليتفرغ للكتابة وبدأت تتوالى نتاجات ذلك الشاب الضئيل الحجم والمولع بدراسة الكلاسيكيات اليابانية القديمة, في عام 1944صدر له (الغابة,في ريعان ازدهارها)وانضم الى حركة الرومانتيكيين اليابانيين التي عرفت بإيمانها بتدمير الذات كقيمة في ذاتها وتقديرها الصرف للعاطفة.‏
مع كل عمل جديد له يجدد يؤكد دعوته للعودة الى الجذور اليابانية وبشخصيتها المستقلة ونبه الى خطر التوجه الى الغرب. ترافق بناؤه لشخصيته مع بنائه الجسدي فقد قرر التخلص من ضئالة جسده وشحوبه وخلال مدة وجيزة امتلك العضلات وتدرب على فنون القتال وقبل أن يبلغ الأربعين كان قد رشح لجائزة نوبل ثلاث مرات ,ويؤكد النقاد لو أنه أجل موته قليلا لكانت من نصيبه??!‏
ميشيما الذي قال ذات مرة:التاريخ هو الذي يعرف الحقيقة وأعلن بزهو صارخ قائلا:لنؤثر في التاريخ, علينا أن نعمل فحسب باعتبارنا درة جميلة متألقة خالدةَ بهذه النرجسية تعامل مع التاريخ لهذا ولجه من بابه العريض وتعزز وجوده كأيقونة على جدار التاريخ بنهايته التي وظبها بنفسه!!‏
ففي 1970تسلل ميشيما مع أربع من ميليشياه (جمعية الورع) إلى مقر القوات المسلحة واختطف جنرالا.اشتبك مع جنود حاولوا إنقاذه ثم خرج الى الشرفة ليحرضهم للانقلاب على حالة التأمرك التي تعيشها اليابان وسادت حالة هرج جعلته يعود إلى مكتب الجنرال ويغرز سيفا طويلا في بطنه على الطريقة اليابانية المعروفة ب(السيبوكو)وهي طريقة موت الساموراي,احتجاجا على غربنة اليابان أشهر نهايته وربما أيضا تنفيذا لجملته الشهيرة التي أطلقها ذات مرة:لا موتا جميلا بعد الأربعين.‏
من أعماله :اعترافات قناع,غابة الأزاهير,هدير الأمواج,الجياد الهاربة,معبد فجر,سقوط الملاك....‏

كل ما كتب كان مشفوعا بنهايته وهو متشابها مع ايفان بطل ديستوفسكي في سؤاله:هل نستطيع أن نحيا وأن نستمر في التمرد .



لا تحلموا بعالم جديد
فخلف كل قيصر يموت
قيصر اخر جديد
وخلف كل ثائر يموت
احزان بلا جدوى
ودمعة سدى

،،أمــل دنقل
:
((We ask the Syrian government to stop banning Akhawia ))

آخر تعديل ليندا يوم 15/06/2007 في 18:20.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04728 seconds with 11 queries