عرض مشاركة واحدة
قديم 08/08/2008   #4
شب و شيخ الشباب اللامنتمي
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اللامنتمي
اللامنتمي is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
في عينيها !
مشاركات:
2,873

افتراضي








إبليـس*




قبلَ أيام .. ذهبتُ إلى السِّـيرك.

لا أدري لماذا ذهبت ؟

أنا أكرهُ السِّـيركَ لأنَّ الألوانَ الكَثيرةَ التي فيه تصيبني بالصداع.

تخيّل لو سَـألكَ أحدٌ: "ما لونُ السِّـيرك؟"

باللهِ.. كيفَ تسـتطيعُ أن تجيبَه ؟

أحمر ! برتقالي ! أخضر ! أبيض ! أصفر ! أزرق ! بنفسـجي ! زهري !

مجردُ الفكرةِ تصيبني بالصداع ِ وَ الغثيان وَ مع ذلك ذهبت.

أفترضُ أنني ذهبتُ لكي أجيبَ على من يَـسألني:

" هل ذهبتَ إلى السيرك ؟ " بالإيجاب . أكرهُ أن أقولَ: " لا ".

" لا " من عمل ِ الشَـيطان وَ أنا اكتشَـفتُ قبلَ أيام ٍ أنَّ الشَـيطانَ يسكنُ في السِّـيرك

كنتُ أجلـسُ على مَقعدي في الصفوفِ الأمامية

وَ أنا أحاولُ أن أتجنبَ النظرَ إلى أعلى الخيمةِ كي لا أُصابَ بالصداع.

كانت الفقرة الأولى مُملة ً جداً.

مُجردُ أشخاص ٍ تافهين يقفزونَ من سَـلالمَ مُرتفعة.

هل يظنُ ذلك القافز أنني سَـأحزنُ عليهِ لو وقعَ على الأرض

وَ تحول إلى بركةِ دم ٍ وَ بقايا أشـلاء ؟

أنا لا أعرفه وَ لذلك لنْ أحزنَ عليه لو وقعَ على رأسـهِ أو وقعَ على مؤخرته.

الفقرة الثانية كانت أكثرَ إمتاعاً.

أحضروا فيلاً ضخماً وَ جعلوه يقفُ على كرة ٍ صَفراءَ صغيرة.

أصابتني الدهشَـة عندما لم تنفجر الكرة ُ الصفراء.

كنتُ أضعُ يديَّ فوق آذاني مُترقباً صوتَ انفجار ِ الكُرة.

لا بدَّ أن الكرةَ مَـسحورة أو أنَّ الفيلَ مُزيف.

في الفقرةِ الثالثة ظهرَ إبليـس !

كانَ يخفي وجههُ خلفَ الأصباغ

وقد تحولَ أنفه إلى كرة ٍ حمراء بفعل ِ الرشـَح.

لا بدَّ أن جوَّ الكرةِ الأرضية أصابهُ بالبردِ , بعدَ أن تعوّدَ على درجةِ حرارةِ جهنم.

كانَ يحملُ كُراتاً مُلونة يقذفها في الهواء وَ فتعل البلاهة َ كلما سَـقطت على الأرض.

أخذَ اللعينُ يرمقني من بين ِ الحضور ِ جميعاً

وهوَ يتكلفُ الابتسـامَ وَ يضمرُ في جوفِهِ الحقد.

آهٍ كم أكرهه!

عندما انتهى العرض وَ انصرفَ الناس

اختبأتُ خلفَ عارضةٍ حَديدية تفصلُ مَدخلَ السِّيركِ عن سَكن ِ الأعضاء.

أخذتُ أترقبُ مرورَ إبليـس اللعين.

كنتُ أحملُ بينَ يديَّ مضربَ بيسـبول ابتعتهُ من الدكان المُجاور

ضربةٌ واحدةٌ على الرأس وَ تتحررُ الأرض مِنْ كُل ِ هذهِ الشُـرور.

سَـمعتُ صوتَ أقدامهِ يقترب.

أحكمتُ قبضةَ يدي على المضربِ وَ اسـتعنتُ بالله.

عندما ظهرَ أمامي أغمضتُ عينيّ، وَ قذفتُ المضربِ الحديديّ فوقَ رأسـه.

اسـتطاعَ اللعين أن يتفادى الضربةَ وَ يتراجعَ قليلاً ليقعَ المضربُ فوقَ كتفِه الأيسَـر.

سَـحَبَ إبليـسُ المضربَ من يدي بكل ٍ بسـاطة ، ثمَ هوى بهِ فوقَ جُمجمتي المسـكينة.

تداخلت جَميعُ الألوان ِ فجأةً في عينيّ

لـِ تتحولَ إلى لون ٍ واحدٍ لا أذكرُ أني رأيته في السِّـيرك : الأسـود !



_____________________________


* وُجدت هذه الصفحة في كتابِ شَـخص ٍ مُتوفى في مَصحةٍ عقلية.
الكتاب ملئ بمثلِ هذه الشَـطحاتِ وَ التخاريف التي تدلُ على الإضطرابِ العقلي الحاد.
أنا إذاً أعرضُ هذه الصفحات هنا..
أُخلي مَسـؤوليتي تماماً منَ الجنونِ وَ الاضطراب الواضح المُتواجدِ بشَـكلٍ صارخ بين السـطور.
سَـوفَ أنشـرُ باقي الصفحات تباعاً.










" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05786 seconds with 11 queries