عرض مشاركة واحدة
قديم 25/08/2008   #1
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي يبولون علينا.. و يقولون تمطر -العفو-


قد يستهجن بعض القراء عنوان الموضوع و ويعتبرونه غير لائق بمقال يبغي أن يكون جديا, لكن للحقيقة فإن هذا القول ليس لكاتب هذه السطور, بل أنه للكاتب و الرسام و الشاعر و الطبيب ألفونسو دانييل رودريغث كاستيلاو, أحد أبرز قادة الحركات الفيدرالية في اسبانيا في النصف الأول من القرن العشرين (تحديدا في فترة الجمهورية الثانية التي سبقت الحرب الأهلية), و قد قالها في سياق خطاب ألقاه لشرح أسباب خيبة أمله بمفاوضات حركته مع الحكومة المركزية بخصوص المطالبة بصلاحيات أكبر و استقلالية أكبر للحكومات الإقليمية لأنه اعتبر أن ما تعرضه عليه السلطة المركزية و تعتبره تنازلا خطيرا ما هو إلا ضحك على اللحى. فأطلق هذه الجملة الشهيرة.


الواقع أنه كثيرا ما تحضرني هذه الجملة و أنا أقرأ الجريدة أو أطالع نشرة الأخبار, و لا يقتصر الأمر على الشأن السوري, فحتى على صعيد السياسة الدولية تجد تصريحات و اعلانات تقف عندها و تفكر في درجة الاستغباء الموجودة.


فعلى الصعيد السوري حدّث و لا حرج, فكل خطوة يخطوها مستخدم دائرة حكومية لصنع الشاي أو القهوة يتم اعتبارها انجازا خطيرا و منعطفا وطنيا يستحق رفع اللافتات و تنظيم حلقات الدبكة و اطلاق الألعاب النارية ابتهاجا "للمكرمة" و "الهبة" و العطاء".. و كأن المسؤول يضع التكاليف من جيبه, أو كأنه باع الأرض التي ورثها عن والده لكي يتكفل بمصاريف "اعجوبة الدنيا الثامنة", و التي غالبا ما تكون مثيرة للضحك أو للسخرية.. ثم البكاء. فإن شر البلية ليس ما يضحك فقط, بل ما يضحك ثم يبكي بعد نوبة الضحك.


و لو خرجنا قليلا لنرى ما حولنا فسنجد مثالا آخر شديد الوضوح: بيانات الجامعة العربية. عند كل حدث يطرأ على الساحة العربية عموما و الفلسطينية خصوصا فسيتم تنظيم قمة طارئة ليخرج منها ببيان "مستنكر" و "شديد اللهجة" .. لو أعطوني دولارا واحدا عن كل بيان "شديد اللهجة" صدر عن الجامعة العربية فلربما كنت الآن أملك "شركة قابضة" تساهم في بناء الاقتصاد الوطني الحديث, و اقتصادي الشخصي الثاني, و لكنت أخذت من الحكومة ترخيص قبض الأرواح بشكل حصري.. إن لم تسبقني إلى ذلك أي من الشركات القابضة الأخرى.


كمثال أخير و من وحي المستجدات الأخيرة فسأذكر تصريحات أحد المسؤولين الرياضيين حول تقصير الرياضيين السوريين في أولمبياد الصين الأخير, حيث أنه –أي المسؤول- يشتكي من أن الرياضيين لا يفكون عن المطالبة بتحسين وضعهم المعاشي و المساعدة بتحمّل نفقات النظم الغذائية الرياضية (الباهظة جدا), لكن المسؤول يعتبر أن كل هذا ما هو إلا خزعبلات أو حجج واهية, فقد تم دعمهم بما هو أهم من ذلك بكثير, و عند سؤاله عن ماهيّة هذا الدعم الأهم بكثير قال أنه تم استقبالهم من قبل السيد الرئيس. ألا يعد هذا أكبر دعم؟


كي لا أتهم بالانبطاحية فأنا أوافق المسؤول الرياضي العتيد في تصريحه, فلو كنت مثلا عدّاءا يخوض سباق الـ 110 أمتار حواجز, فإن مجرد تذكر هذا الدعم الكبير جدا, و باستعمال الخيال قليلا و تخيّل أنني أهرب من "الدلال الرياضي السوري", و أن الحواجز ما هي إلا حدود الوطن, فإن سرعة قفز هذه الحواجز باستخدام هذه المساعدة الخيالية لكفيلة بجعلي أفوز بالميدالية الذهبية.


بعد كل هذا, سيدي القارئ, أدعوك لأن يقول لسان حالك لأي مسؤول "يتمنن عليك" أنه ليس بينك و بينه أي "موانة" أو "مزح" و بالتالي فليمزح مع أولاده أو أصدقائه إن شاء... لكن ليس معك.. فأنت "تخانق دبان وجهك", و "ما بتستحمل مزح".


و استروا ما شفتو منّا... و من مسؤولينا...



Yass




أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


آخر تعديل yass يوم 25/08/2008 في 16:08.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03256 seconds with 11 queries