[self directive]

المسألة لم تعد مجرّد أزمة عابرة أو خلل بالإمكان تداركه ..... فقد تمكّن العصاب من العقل (العربي - المسلم) و أصبح مرضاً مزمناً .... نتيجةً لاستحواذ الموروث المعرفيّ البالي عليه و عدم قدرته على التوافق مع معطيات عالم الحداثة التي فُرِضت على واقعه , فكانت إنجازات الكشف العلميّ المتطوّرة بتسارعٍ كبير بمثابة ضرباتٍ تدقّ مضاجع السكون الفكريّ فيه , ما أدّى إلى دخوله بمرحلة فصاميّة شديدة , فنراه (أي العقل الجمعيّ) ينعم بالإنجازات الحداثيّة العلميّة التي صنعها (الغرب) و في الوقت نفسه تراه يناصب العداء لمن قام بإبداع تلك الإنجازات الخيّرة , و ها هو الإنسان في العالم العربيّ يبذل أمواله في سبيل الوصول إلى مشافي الأكاديميّات (التي تعمل بمرجعيّة الفكر العلمي الملتزم بنظريّة التطوّر , فلا ربّ لهم و لا دين) ليعالج نفسه أو ذويه من الأمراض المستعصية تحت كنف العلماء الكفرة و نِعَم الدولة الحديثة و يتمتّع بحقوق ما سنّه العقد الإجتماعي المنادي بحقوق الإنسان... و ليس حقوق الآلهة!
نخبة مجتمعنا الكريم هم رجال الدين (معرفيّاً - سلطويّاً - تراتيبيّاً - شعبيّاً).... و ها هو علمٌ من أعلامهم (عائض القرني) بعد أن عاد من علاجه في الغرب و بعد أن أشاد بحضارة الغرب و لطافة الغربيّين و دقّة النظام لديهم , و يذمّ الشرق و يعترف بجلافتهم و غلظتهم و عشوائيّتهم ..... ينبح نباحاً لمسجّلات و كاميرات الإعلام يقول فيه : " والله إن غبار حذاء محمد(صلعم) أحب إليّ من أمريكا وأوروبا مجتمعتين!! "

هذا سيّد من أسيادكم أيّها الإخخخخخ وة , استفاد من الغرب الكافر بعد أن عومل معالةً إنسانيّة لم يقدر إلاّ أن يقرّ و يشيد بها... و بعد أن عاد إلى الحظيرة..... يقول لخرافه ذاك الكلام , الذي استقاه من فحوى موروثه الصلعميّ .

سأقوم اليوم بنشر مقالةٍ كنت قد كتبتها بصدد هذي الأزمة...... أزمة الذّات

ملاحظة :
يوجد العديد من المراجع العلميّة (المملّة) التي تتناول عمليّة التطوّر بشكلٍ تفصيليٍّ دقيق , و هي متوفّرة على الشبكة العنكبوتيّة (الإنترنت) , و لكن باللّغة الإنجليزيّة (أقوى معرفيّاً و أكثر دقّةً من العربيّة) ..... فمن لديه دافع الإستطلاع حيّ عنده... فليجهد نفسه قليلاً بغوغلتها على النبيّ غوغل... و صحتين