[خيالات واوهام]

من طول عمرو البعث وهو بيكره الصحافة وبيعاقب الناس على آرائهم. ما معنى أنه في بلد فيها 20 ميلون لا يوجد سوى 3 صحف رسمية تنشر جميعها نفس الأخبار وتمجد بالنظام ليل نهار وكذلك ما معنى اقتصار الإعلام المرئي على القناتين الأرضيتين والقناة الفضائية التي أيضاً تستخدم أموال دافع الضرائب السوري في تمجيد النظام. حتى الأنترنت فسحة الحرية الضيقة للسوريين (نظراً للرقابة الشديدة التي يتعرض له مستخدموها) ما زال فضائها الرحب يضيق شيء فشيء. في كل الدول هناك 3 سلطات والإعلام الذي يعتبر سلطة رابعة أما في سوريا فهناك سلطة واحدة هي سلطة المخابرات. السلطة التشريعية هو مجرد مسرحية مملة أبطالها كومبارس مهمتهم التصفيق والتهليل والسلطة القضائية مجرد منفذة لأوامر السلطة التنفيذية (المخابرات) تعاني من فساد شديد وتبعية مطلقة. أما السلطة الرابعة فهي ومنذ وصول البعث إلى الحكم فهي بحكم الميتة لا مهمة لها إلا تذكير السوريين بفضل الله عليهم لمنحهم هذه القيادة الحكيمة.

وإن دفنت النعامة رأسها بالتراب فإن الأخطار التي حولها لن تختفي.