الموضوع: زعبوط
عرض مشاركة واحدة
قديم 14/02/2006   #38
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


أبو رامز جورية "رجل تعشقه النساء"



"معبود النساء" عبارة تليق بممثل سينمائي أو تلفزيوني ذو شكل أنيق وأدوار ناجحة, أو على شاب غني ينفق من أموال والده بدون حساب أو ابن سياسي كبير ذو نفوذ, يعني يجب أن تجد النساء سببا وجيها لتتعلق بشخص ما, أما أن يتحول شخص بدون "مواهب" ولا حضور إلى جلاد للقلوب فهذا شيء صعب الفهم والتفسير ومدعاة للحسد و"ضيق العين", لم أقابل معبودا حقيقيا للنساء بشكل شخصي كنت أراقبهم "بحقد" على شاشات التلفزيون أو من خلف الزجاج نصف العاكس يوزعون ابتساماتهم ويستعرضون ثقافاتهم. إلى أن تعرفت بأبي رامز جورية لم يكن ممثلا ولا سياسيا ولا ثريا كان رجلا عاديا ولكن النساء "تموت فيه".

تطوع أبو رامز جورية في الجيش صغيرا رغم أنه أبعد ما يكون عن العنف أو الوطنية, ولكنه فعل ما فعله الجميع ووجد نفسه في قلب المعمعة. في حرب السبعة والستين كان أبو رامز جورية على مقربة من الأحداث فتلقى شظية معدنية استقرت في عينه اليسرى، فقد على إثرها أكثر من نصف قوة الإبصار فيها، وجمدت على وضعية واحدة وذهب لونها العسلي. وفي حرب الثلاثة والسبعين كان على موعد آخر مع الشظايا المتناثرة، فتلقى واحدة استقرت في فخذه الأيمن لم يقو بعدها على المشي المنتظم لأن قامته مالت إلى الوراء ليتمكن من التوازن وهو يسير برجل يسرى غير قابلة للثني الكامل, تحول أبو رامز بعد إصابته الثانية إلى الخدمة العسكرية الثابته فتعلم عزف العود وكان يحلو له أن يردد، أن العزف على العود هو الانتصار الوحيد الذي حققه في معاركه.

ترمل أبو رامز جورية بعد أن رزق من زوجته بستة أولاد ثلاث إناث وثلاث ذكور, لم تمت زوجته "حتف أنفها" لأن أقرباءها يصرون أن أبو رامز "قهرمها" و"فرجاها الويل" لأنه كان "يصاحب" عليها دائما لذلك أصيبت بسرطان الثدي فتم استئصاله، ثم انتقل المرض الخبيث إلى الثدي الثاني فماتت بعد أن ذاقت الأمرين، ولكن المر الذي شربته من أبو رامز يفوق بكثير مر السرطان. كان يغازل الجارات والمتسوقات وحتى نساء أصدقائه وأقربائه، وكن يبدين غنجا ودلعا أمامه فيزيد من جرعة الغزل, قبضت عليه مرة مع زوجة مساعد الكتيبة يأكلان من "صندويشة فلافل" واحدة كانت زوجة المساعد تمسك بيدها باللفافة فتدسها في فمها لتقضم منها ثم تدسها في فمة ليقضم منها بدوره, هجمت زوجة أبي رامز عليهما بعد أن استلت "شحاطتها" وأشبعتهما ضربا وشتائم ثم ذهبت إلى المساعد وأخبرته القصة. أنقذت إسرائيل أبا رامز بهجومها المباغت في عام سبعة وستين فتلقى أبو رامز إصابته الأولى.

ظنت زوجة أبو رامز أن زوجها سيستسلم بعد أن أصبح "أعورا", ظنها خاب لأنه عاد إلى ما كان عليه وازداد تعلق النساء به رغم عينه "الزائغة" باتجاه واحد ولونها غير المألوف. كانت تركبها موجة من الانفعال عندما تقابل جارة في السوق فتبادر تلك لتسألها "كيفو جوزك". كانت تصيح في وجهه بحرقة وتساؤل "ولك شو عم تلاقي فيك النسوان يا أعور الزب" فيهز أبو رامز كتفيه بلا مبالاة ويقول لها "اسأليهن". واجه أبو رامز جورية مشكلة حقيقة عندما تنافس مع قائد كتيبته على فتاة الملهى المجاور لقيادة الكتيبة، كان المقدم قائد الكتيبة يدخل إلى الملهى بخيلاء متباهيا بثيابه العسكرية النظيفة والنجوم الكثيرة المضطجعة على كتفيه، فتلاقيه فتاة الملهى بكل الترحاب الذي يستحق, لكن ما إن يدخل أبو رامز جورية حتى تترك الفتاة المقدم وتركض نحو "جورية" لتدس نفسها بين ذراعيه.

بعد "الهجوم" العربي على إسرائيل في عام ثلاثة وسبعين كلف المقدم قائد الكتيبة أبا رامز جورية بمهمة كلفته ساقه فأخلي إلى الخطوط الخلفية، ثم بعد انتهاء الحرب ألحق بالعمل في مطبخ اللواء كأمين مستودع المؤن والأغذية. وجد أبو رامز متسعا من الوقت ليتعلم العزف على العود فأتقنه خلال ستة أشهر. لم تلتفت النساء إلى عين أبي رامز العوراء ولا إلى رجله العرجاء واستمرت بالتحلق حوله، وقد أعطاه إتقانه للموسيقا ميزة إضافية. لم تحتمل زوجته ما يجري أمامها فاصيبت بسرطان الثدي، وبدأت رحلة معاناتها المزدوجة, وأوغل أبو رامز في استغلال ما لديه من إمكانيات, كان يجلس في بيته وزوجته في المستشفى وحوله تتحلق النسوة، فيحدثهن ويعزف لهن ثم ينصرفن وتبقى واحدة.

لم تحتمل زوجته أكثر ففارقت الحياة وهي غاضبة ناقمة عليه, أما هو فلم يبد حزينا جدا لفقدها فباشر البحث عن عروس بعد أسبوع واحد من وفاتها. لم يجد صعوبة كبيرة في العثور على عروس، كانت صغيرة بالنسبة له لم تتجاوز الثلاثين ولكنه فسخ الخطوبة بعد شهر لأن العروس كما قال كبيرة, خطب الثانية صغيرة يانعة لم تبلغ العشرين كانت سعيدة به سعادتها بلعبة، ولكن أبو رامز جورية الرجل الستيني فسخ الخطوبة بفتاة ما دون العشرين لأنه كما كم قال سمينه شوي. خطب أبو رامز قريبتي فتاة في العشرين جسد مشدود ووجه جميل تعشق شخصا اسمه "أيمنم" مغن أمريكي اشتهر بتقليده لموسيقى السود. تركت قريبتي "أيمنم" الذي تعلق صوره في كل مكان وتعلقت بأبي رامز جورية، كرهت أغاني الراب وهامت بأغاني الدلعونا والهوارة التي يعزفها لها أبو رامز, كانت تحدثني عنه وكأنها تتحدث عن فارس أو أمير وعندما قابلته أحسست بثقل دمه وسماجة روحه، وشعرت بأنه قطعة من الزجاج لم أحتمل الجلوس معه طويل.

عدت يوما لأجد قريبتي وقد أحمر وجهها وجحظت عيناها من فرط البكاء سألتها بلهفة ما بها أجابت ولا تكاد تتوقف عن البكاء أبو "رامز تركني".

عرفت فيما بعد أن أبا رامز جورية خطب ممثلة إعلانات مشهورة.





الواوي

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04111 seconds with 11 queries