عرض مشاركة واحدة
قديم 14/07/2006   #6
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي الخاتمة.


ثالثاً، وجوب احترام حقوق الأفراد والأقليات، وعدم جوازاستخدام الأكثرية لقوتها كي تحرم أي إنسان من حرياته الأساسية. قد يكون هذا الأمرصعباً في أي نظام ديمقراطي في أغلب الأحيان، خاصةً إذا كان سكان المجتمع المعنيمتنوعي الانتماءات (العرقية، والإثنية، والدينية) وتختلف آراؤهم في صدد مواضيعهامة. ولكن ما أن تحرم الحكومة فئة معينة من الناس من حقوقها، فإن حقوق كل الناستُصبح في خطر.
كل هذه الأفكار تتضمنها أوراق الديمقراطية، وكل منمواضيعها يؤيد هذه المبادئ العامة. إن إرادة الشعب تتحقق عن طريق إجراء إنتخاباتحرة ونزيهة، وبواسطة إنشاء القوانين، وقيام صحافة حرة تتقصى أعمال الحكومة، وتأمينحق الناس في معرفة ما تقوم به الحكومة. تعبّر إرادة الشعب عن نفسها من خلال مجموعاتأصحاب المصالح، ولو كانت هذه المجموعات غير متوازنة قليلاً. إن الفصل بين السلطاتفي الولايات المتحدة هو أمر يفرضه الدستور، وهو وثيقة أساسية يقدّسها الشعبالأميركي تقريباً. كما أنه أمر يتبيّن من القيود المفروضة على الحكم، والسيطرةالمدنية على القوات العسكرية، والحكم الفدرالي. تكون جميع حقوق الأقليات مضمونة منخلال العديد من السبل، وأهمها القضاء المستقل.
لكن هل يمكن اعتماد هذه المبادئ في ثقافات أخرى؟ ليسهناك من جواب بسيط لهذا السؤال، لأن نجاح أي نظام حكم يعتمد على الكثير من المزاياالمتداخلة. خلال المرحلة الاستيطانية من التاريخ الأميركي، لم يكن في وسع الحكمالإمبريالي في لندن أن يمارس سيطرة مُحكمة على مستوطناته الأميركية البعيدة، ولهذاانتقلت السلطة إلى الهيئات التشريعية المحلية. أدى هذا بدوره إلى قيام نظام فدراليتضمن أحكامه دستور عكس الوضع التاريخي الخاص لشعب الولايات المتحدة في ذلك الوقت. إن التجاوزات التي كانت تُنسب إلى الملك البريطاني أدت إلى فرض قيود على السلطةالتنفيذية، في حين كوّنت تجربة مليشيا المواطنين أساس مبدأ السيطرة المدنية علىالقوات العسكرية.
أما ضمان حقوق الأفراد فتبيّن أنه كان أمراً أشد صعوبة،ولكن لدى تطور الديمقراطية في الولايات المتحدة، توسع نطاق حقوق الناس من حقوقمحصورة بالبيض من الرجال أصحاب الأملاك إلى حقوق تشمل الرجال والنساء من كلالأعراق، والألوان، والمعتقدات. والتنّوع، الذي كان يُعتبر في الأصل مشكلة للحكومة،أصبح أحد أعظم مكامن قوة الديمقراطية. بسبب وجود هذا التنوع الكبير من الناسوالأديان والثقافات في البلدان الديمقراطية الكبرى، فإن أي محاولة لفرض نمط واحد منالحياة كان سوف يؤدي إلى كارثة. وبدلاً من مكافحة التنوّع، جعل الشعب الأميركي هذهالميزة حجر الزاوية لإيمانهم الديمقراطي.
سوف يكون على البلدان الأخرى من خلال تجربتهاالديمقراطية، والديمقراطية هي دائماً تجربة، أن تدرس كيف يمكنها تحقيق المزايا التيتم وصفها في هذه المقالات والمحافظة عليها في إطار ثقافتها الخاصة. ما من طريقةوحيدة لذلك؛ فالديمقراطية، كما قال الشاعر والت وايتمان، هي مواقف متعددة غالباً ماتُناقض بعضها بعضاً. ولكن إذا ركّزنا نظرنا على المبادئ الأساسية، وهي أن السلطةالنهائية تكون في يد الشعب، وأن على سلطات الحكم أن تبقى مقيدّه، وأن على حقوقالأفراد أن تكون مُصانة، عند ذلك، من الممكن إيجاد طرق عديدة لتحقيق هذهالغايات.

معلومات عن كاتبالمقال:
ملفين يوروفسكي، محرر هذه السلسلة، هو أستاذ مادة التاريخوالسياسة العامة في جامعة كومنولث فرجينيا، وهو مؤلف أو محرر أكثر من 40 كتاباً. منأحدث مؤلفاته: "محكمة وارن" (2001)، وكتاب "مسيرة الحرية: تاريخ دستوري للولاياتالمتحدة" (طبعة ثانية 2001)، الذي شاركه في تأليفه بول فينكلمان.



13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05458 seconds with 11 queries