بعيداً عنكَ أستقيلُ منّي ...
يا أيّها الـ"أنتَ":
ها وجهكَ بين يدَيَّ رغيف خبز في يد جائع.
أنهلُ كسرةً منه أسكِتُ بها جوعي.
أخطأتُ التقدير: صراخ أحشائي لن يُسكِتَه إلاّ تناولُكَ قرباناً يملأُ فراغها، يملأُني.
متى تتيحُ لي التقدُّم من مذبحكَ فأسجُدُ لك، وأعلنُ - بقلبي لا بفمي - انتمائي التامَّ إليكَ حتّى آخر العمر؟
***
إليكَ انتقلتُ للمرّة الأولى مسافرة الى... حلمي.
حملتُ فضائي الواسع مكلَّلاً بشَوقيَ الكثير، وانتقلتُ إليك حلماً ألتمس عيشه لا تحقيقه.
في لمستي كلّ الحنان، في يدك كلّ الشّوق الى لمسة حب.
دقائق هاربةٌ قليلة، رسَّخَت قناعتي بأن لا دفْءَ بعيداً عنك، لا حبّ خارج الـ"نحن"، ولا لقاء يمكن أن ينهي مسيرة عطشي الدّائم الى الارتواء من ينابيعك.
***
حقول الخوف جميعُها لا تتّسع لشوقي.
أبحث عن فضاءِ خارجيٍّ خارج المدار، أخترع فيه حقلاً يتّسع لشوقي ولا تحجبه دمعة خوف.
لا مكان يتّسع لنا، لا فضاء يحمينا.
خارج "حديقتنا" تتربّص بنا سيوف قد تقطعنا وترمينا على دروب الفراق.
- والبديل؟ ما البديل؟
* البديل، يا حبيبي، هو المثنّى: مثنّى المكان أو الشخص أو الحالة.
لا بديل عندي لأيٍّ منها، واحدة أنا، موحَّدة خياراتي في واحد، وواحد حبّي لكَ.
لا بديل عندي: بعيداً عنكَ أَستَقيلُ منّي.
****