عرض مشاركة واحدة
قديم 16/05/2008   #59
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : dot عرض المشاركة
حيــن تنقصف البراعـم


حطّتِ العصفورة في حقل ورد، وجدَتْهُ غارقاً بالدّمع حتّى الطوفان. استغربَتْ: الورود جميعُها نضرة، وليس ما يُعَكِّرُ صفوها. فماذا جرى؟
وردة واحدة منْزويةٌ، غارقةٌ بدمع الأُخريات لأن عينيها جفّتا من كثرة الدمع. تقدّمت منها العصفورة:
-ما الحكاية؟
-ماتت وردتي قبل طلوع الفجر.
-كيف؟
-الهرَب من آلام الغد حملها إلى ألم اليوم، فمَسَحَتْ عينيَّ بدموع القهر حتّى انقضاء الدّهر.
لم تفهم العصفورة. لم تشأ أن تفهم: كيف الوردةُ تموت وردتُها وهي وردة؟
دارت في الحقل تسأل الورود الذّاوية عمّا جرى. لم تلقَ غير اللّوعة جواباً.
استيقظ فيها قلب الأم. نَظَرتْ إلى قلب الوردة. وجدَتْهُ فارغاً من برعمها الوحيد. عندها فهمَت.
لا جواب على الـ"كيف" والـ"لماذا " حين تموت البراعم.
* *
أيّتها الغائبة حتّى انقضاء العمر،
أيتّها الحاضرة حتى الإغماضة الأخيرة،
يا طفلةً جرَحَتِ العمر بطفولتها الهاربة،
يا وردةً تشتاق عينا أمّها للمحةٍ منها واحدةٍ،
يا انكسار العمر قبل بدايته،
ارحمي أمّكِ،
أعيديها ثانيةً واحدةً من الزّمن الماضي فتعيدك إلى رحمها جنيناً لا تَلِدَه.
يا قلبَ أمّكِ أنتِ، أعيدي إليها قلبها.
لمن بدونكِ تعيش؟
قبلكِ كان العمر انتظارَكِ. بعدكِ ليتَ الولادة لم تكن.
* *
كانت الحكاية فصلاً من حكاية حلم. صار الحلم فصولَ حزنٍ وشقاء.
كانت الطريق مرسومةً على حدود الفرح حتى آخر العمر. انتهى العمر ولم تبدأ الطريق بعد.
ليس ما يكسر القلوب أكثر من رحيل الأطفال.
* *
رأيتُ يداً تحملُ لعبة صغيرة لِتُفْرِحَ بها قلب طفلة بالكاد تعلَّمَتِ الكلام.
اختارَت اليد اللّعبة بشوق وحنان. حملتْها إلى المكان الآخر. امتدّت لتهديها. عادت باللّعبة مغمورة بالدّمع.
ماتت الطفلة. بقيَت اليدان ممدودتين صوب الفراغ.
وفي الزاوية المنسيّة قبعت اللّعبة منسيّةً، وحدها، بعدما غابت الطفلة وراء رموشٍ لن تتفتّح على ابتسامة بعد اليوم.
* *
أعيدوا اللّعبة إلى الواجهة الزجاجيّة. لا أنامل تفرح بلمسها ولا عينان تبتسمان لرؤيتها.
أعيدوا اللّعبة إلى مكانها.
غداً حين يأتي العيد مُحَمَّلاً بالألعاب، لا تَدَعُوه يدخل.
فالصغيرة غابت ذات صباح، والأوراق الملوّنة ستبقى تبكي غياب يد لن تمتدّ إليها في هذا العيد ولا في أيّ عيد.
حتى الألعاب تحزن حين لا تشهق لها عيون الأطفال.* * *


أهي شريعة الوجع والفقدان؟؟؟؟؟

موجعة حد الثمالة

تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..


اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!

حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06083 seconds with 11 queries