الموضوع: هزيمة واحدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 22/06/2009   #3
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي


وبعد مرور خمس سنوات

يعود عيسى الى وطنه حاملا درجة الدكتوراة في تخصصه فقد كان يسعى لأن يعلو أكثر وأكثر ,,,والى جانبه تلك الفرنسة الشقراء التي عشقت عينيه العشبيتين ,,لم يكن يحبها ولكنها انثى مثيرة لها جسد رخامي وشعر اشقر ,,,يكفي انها متحررة وليس لديها مجتمع كذاك الذي يحيط بحبيبته السابقة,,,ذات يوم خطر بباله ان الهة الحب قد حرمته لذة الحب كعقاب على ما فعله ولكن أجاب نفسه لحظتها لا شئ يهم لا شئ يهم,,,فهو الان رجل له منصبه ومكانته ودرجته التي يتمناها,,,

ولكنه ما زال مجحتفظا من ماضيه برفيقيه العزيزين لمياء وسامي,,,
فبعد عودته من سفره قررا ان يعزماه وزوجه على امسية شعرية فوافق دون اي تردد لولعه في الشعر سألهم هل الشاعر نزاري؟ فأجاب بل شاعرة وليست نزارية فنحن نعلم انك لا تحب شعر نزار,,,

لم تذهب زوجته معه فهي لا تفهم العربية ةلا تحب هذه الأجواء أخبرته أنها سترافقه الى حفلة رقص بكل سرور

التقى الثلاثة أمام القاعة المقررة وكانت الأمسية قد بدأت والأضواء مطفأة القاعة مليئة ما عدا بضع مقاعد في الصف الأخير أخذ كل منهم مقعده ,,,
هذا الصوت ليس غريب ونبرته تنبش في ذاكرته أكثر وأكثررفع بصره ليعانق تلك الشاعرة فما كانت الا حبيبته السمراء,,ارخى ربطة عنقه لا يمكن لا يمكن ,,,لأم يرغب ان يشعر رفيقيه بما انتابه فهو ومن البداية اخفى عنهم قصته ,,,
بدأ يسمع,,كانت قصائد من نار تقتل بدأت بقصيدة عنوانها "لن أغفر"
هل تكتبنا؟ام انها عرفت بعدي رجالا اخرين ام انها مجرد حروف عابرة؟

تلتها بقصيدة اسمها طوق الياسمين ,,,قالت: هناك هزيمة واحدة لا نملك حيالها شيئا قد تكون أمام رجل أو أمام وطن أو أمام رجل بحجم وطن
شعرت ان قلبي توقف وان الحياة تثأر مني حاولت ان اقف ان اغادر ولكني لم استطع حركتي شلت انتابني العجز,,,,
قصيدتها كانت عابقة برائحة الياسمين وزهر الليمون,,,وهي من قالت أن رائحتهما من روحي,,,,ويحي ما الذي يحدث لي؟؟؟
بعد ان انهتها صعقت بعنوان قصيدتها "زيوس " لفت بي الدنيا ,,,وتلتها بقصائد أذكر منها في المتحف ,رجل الليل, بلا اعذار,أعبدكِ لأقتلكِ,,,

ضجت القاعة بالتصفيق أما انا انسحبت بكل شرود كطائر جريح قصوا جناحيه ويحاول الطيران ولا يستطيع,,,لحقت بي لمياء وسامي وسألاني ما رأيك بشاعرتنا؟فأجاب جميلة وصادقة ,,فقالت لمياء:شعرها نقي وصوتها مجروح ,,,لقد اجبرتني ان اعيش كل حرف في قصائدها
أما سامي فقال : اشعر اني أحببتها,,,أجل هل تصدقون أني احببتها و جدا,,,
هل قالت شعرا أم رصاصات؟
لم أكن قادرا على أن أسمع المزيد اعتذرت منهما بحجة اني بحاجة للراحة فأذنا لي ولم اجد نفسي الا على شاطئ البحر الذي جمعني بها ذات يوم ,,كنت منهكا وموجوعا حد الموت شعرت اني ممتلئ بها أكثر من اي وقت مضى,,,وددت لو اني عانقتها وكسرت اضلعها بين اضلعي ولكن بأي حق وبأي عين وبعد ماذا؟
كنت متعبا حقا فارتميت على رمل البحر وتلحفت بجاكيتتي و أخذت غفوة ولم استفق منها الا على صوت يقول :سيدي سيدي
استيقظت ورفعت الجاكيت عن وجهي ليصعقني ذاك الوجه الذي سكنني أصابني البكم أما هي فنظرت اليّ بحزن مخزون لم ينقص منه شيئا ,,أجل كان الحزن يلفع نظرتها ويصفع ما تبقى مني,,,
- صبا؟
  • أنت؟ لو عرفت انك انت لما اتيت,,,
- أمسيتك كانت رائعة
احمرت وجنتاها ولم تجب,,,
- سؤال واحد هل ستجيبيني عليه؟
  • بعد ان تجبني على تساؤلي الذي ما زال يفتك بي دونما رحمة
لم تركتني وما الذي حدث معك ذلك اليوم؟
- تركتك لاني احبك وكل ما عدا ذلك كان كذبة
  • تحبني؟تقتل لأنك تحب تبتعد لانك تحب تكذب لانك تحب اي سخرية هذه التي تواجهني بها؟

- صبا هل غفرت لي؟
صمتت وانسحبت مخلفة واءها نشيجها ورائحتها وآثار خطوها,,,

وبعد أيام وأثناء تناوله القهوة مع لمياء تباغته لمياء بسؤالها هل قرأت اخر الاخبار؟
فيتساءل عن اي الاخبار تتحدث؟ فتجيب هل تذكر صبا تلك الشاعرة التي حضرنا أمسيتها؟
- أجل ولكن ما الخبر؟
  • صبا تلك الشاعرة وجدت جثتها في البحر وعندما حققوا في الأمر توصلوا الى انها انتحرت ,,كشفت صديقتها مروة للصحافة انها كانت في اخر فترة من حياتها منعزلة وكئيبة ولا تفعل شيئا عدا الكتابة ,,,وتضيف انها كتبت مجموعة من القصائد أسمتها قصائدي الأخيرة أوصتها ان تنشر بعد موتها ,,,لم تفهم لمياء أنها مقدمة على الانتحار ولكنها فهمت بعد فوات الأوان,,,

انسكبت دمعة حارة على وجنتي عيسى واخذ الجريدة كي يقرأ الخبر الذي احتوى مقتطفات من قصائدها ,,,كانت احداها معنونة ب"غفرت لك"
وإهداؤها إلى رجلي الذي هزمني بغيابه وطعنني بكذبه وقتلني بحبه,,,غفرت لكـ,,,,




النهاية




تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..


اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!

حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07582 seconds with 11 queries