الموضوع: HOPPLESS
عرض مشاركة واحدة
قديم 17/01/2006   #6
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي الفول صديقي


الفول صديقي
بس مش فلم مصري
((ما دام دخلنا ودخلنا على هالمنتدى رح الصق موضوع قديم كنت كاتبوا قبل ما قرر اني ما بقى ادخل مرة تانية وما بعرف ليش دخلت مرة تانية هادا اكبر دليل اني جحش وحمار ما بفهم يعني الواحد بيستاهل ينحبسلوا خمسمية الف سنة منشان منتدى اي شايف ناس انحبسولون عشر سنين شافوا الله شخصي كل يوم ما بيعرفوا ليش انحبسوا ولا بيعرفوا ليش طلعوا وبعد كم سنة بطلوا يعرفوا اصلا حالون بس يلا دخلنا ودخلنا طول عمري جحش وحمار))





منذ صغري وحجمي صغير مقارنة باقراني والاولاد الاصغر مني بثلاث واربع سنين يبدو حجمهم من حجمي ودائما كنت مرميا مع اطفال اصغر مني كنت اشعر انهم بلهاء وان كان يخلق بداخلي شعورا انني الافضل بمجموعتي ولكن الحقيقة انني كنت افضل لانني كنت اكبر عمرا ووعيا اكتشفت هذا عند دخولي مدارس طلائع البعص

بداية المدرسة فعلا اعطتني شعور انني اقل من غيري وان الجميع يستطيع ضربي وكلهم ينظرون الي باستعلاء او شفقة لذلك اخترت الجنوح الى السلم فلم اهتم باستعراضات القوة بين الاطفال وكنت دائما في المقعد الاول لانني قصير وان جلست في الصف الثاني فلن ارى السبورة او الانسة وبالعادة يكون اصحاب الصف الاول متفوقين دراسيا ولكن هذا لم يكن انا على الاطلاق والمدرس يسال دائما اصحاب الصف الاول ويتوقع انهم دائما لديهم كل الاجابات عن اسئلته ولما كنت الجحش الوحيد بالصف الاول كنت الاكثر عرضة للضرب من المدرسين وكنت اشعر بضعف هائل وان الجميع باستطاعته ان يركبني من اساتذة وطلاب

ولانني ملعون كما تقول امي فقد فتشت عن وسائل بديلة لاثبات نفسي في صفي وبين اقراني الاضخم مني فلم اجد الا الشقاوة والمقالب ومحاولة التميز بالشيطنة فكنت اكثر من يهرب واكثر من يتاخر واكثر من يدخل ممنوعات ( اكلات غريبة ) وابتدأت هنا قصتي مع الفول فقد كنت اكثر واحد يشتري فول من ابو شكري الذي كان يعتلي سور المدرسة ولانه بوقت الفرصة لا استطيع مزاحمة الطلاب لاشتري فول فقد انشهرت بين الاساتذة ان بيضاتي مضروبين من كتر ما اطلب اذن للذهاب الى الحمام ( وقد كلفني هذا بولة حقيقية بداخل صفي وداخل ثيابي عندما ركبت الانسة راسها بئلا تدعني اذهب الى الحمام ومن بعد بولتي بثيابي لم تعد تعارض على الاطلاق عندما اطلب الاذن للذهاب الى الحمام وان اصبحت مسخرة بين الاولاد لفترة سنتين تلاتة قادمين بانني من يبول تحتو ولكن كانت الناتئج النهائية لصالحي ) ولكنني كنت اذهب لاصيع وكان الاذن ( البواب ) يتعاطف مع حجمي الصغير ويقول انني يجب ان اكون بالروضة لا بالمدرسة فيتركني اخرج من الباب الرئيسي بعد ان اشرح له انني اموت من الجوع لاشتري بفرنك فول ( الان سيندهش السوريين الشباب عندما يعلمون اننا كنا نشتري بفرنك واحد ما يشتروه اليوم بعشر ليرات فول ) واتفاخر على زملائي بانني جلبت ما يتزاحمون عليه وتضيع فرصتهم باللعب بانتظار الفول وهكذا اصبح اولاد صفي يتواسطون عندي لاجلب لهم ما يريدون وطبعا بهذا اصبحت اكل فول مجانا فكلما اشتريت لاحد فولا اكلت نصفهم وهو يبوس بيضاتي لانه يعلم انني اقدر على ما لا يستطيعه ضخام الحجم باساليب اخرى

ولكن بقي الخوف من الدخول بعراك يلازمني لانني اقل قوة وان كنت اشعر بقوتي من خلال حاجة الاخرين لي واصبحت اعرف ان الجميع اصبحوا اصدقائي حبا بشقاوتي فانا الذي كنت اسال المدرسة اسالة غريبة لا تخطر ببالها وان اكثر من يضحك بالصف وانا اكثر من يضربه المدرسون واكتشفت ان جميع الاولاد يحبون اللي بياكل قتل كتير من الاساتذة فكنت لا اتورع عن استفزاز اي استاذ ليضربني عصايتين وانا اعلم ان شعبيتي ستزيد وانا بالقسم الامامي فالشاطرين اصحابي ويساعدونني بالدراسة لاؤمن لهم الفول وما شابهه والقسم الخلفي من الصف اصدقائي ايضا لانهم يعتبرونيي من الطلبة الجحيش ومظلوم لانني محطوط بين الفهمانين واصبح الفول مشكلة اذ انه كل يوم اكثر من خمسة اولاد يريدون الفول وياتمننوني على خمس فرنكات وباستطاعتي ان اخبأ داخل بنطالي بفرنك فول ( امام بيضاتي ) وبكل جيب بفرنك اخر ( بعد لفهم باكثر من ورقة ) وتحملت تعنيف امي من الالوان الغريبة التي تصيب ملابسي الداخلية وملابسي فشرحت لها انني اضع بها الفول وسكتت امي عني فانا المدلل لانها تشفق علي لصغر حجمي وكان ان اخترعت مخبأ سريا للفول في الباحة ووضعت به اكياس نايلون فارغة لالف بها الفول لانه يتشتش ويبلل الورقة بعد فترة ويختلط فول الاولاد مع بعض واتفقت مع اصدقائي واعلمتهم بمكان الفول وكنا شلة الفول حوالي سبعة الى عشرة اطفال وكلنا نعرف المخبأ ويذهبون اليه مجتمعين حتى لا يراهم بقية الاولاد يخرجون الفول ( وان عرف المخبأ بعد فترة ولكن لم يجرؤ الاولاد على الاقتراب من الفول فقد كان اضخم ولد بالصف من الشلة ) وانا الوحيد الذي اتمتع بالفرصة كاملة لانني اتناول نصيبي من الفول وحيدا اثناء شرائه

احببت الفول وعشقته من ايام الدراسة فله الفضل بتميزي وتقليل عقدة نقصي كما ان (ابو شكري) بياع الفول كان يسلقه بنكهة مميزة عن بياعي فول العالم اجمع وقد اصبح صديقي لانني افضل زبون فانا اشتري يوميا ما يشتريه عشرة غيري وبخارج اوقات الزحمة فاصبح يخصني بسماق وكمون اكثر من سواي حيث كان الحصول على سماق فوق الفول اكثر شيء يكرهه ابو شكري ان يفرط بالسماق وبتحس روحه عمتطلع مع كل حبة سماق يرشها فوق الفول

ابو شكري صاحب فضل علي وهو شخصية ظريفة جدا يتميز بقبعة صوف على راسه وكانه مخلوق بها فلا يمكن ان تراه الا بها حتى في عز دين ايام الحر يضعها ولا تتغير ابدا ولا تظهر عليها القذارة لانها اقذر من القذارة وقد سالته مرة عنها ولم يضعها بالصيف فضحك كثيرا كثيرا ولم يخبرني بالسبب لعنه الله جلست عشر سنوات افكر لم يضعها على راسه صيفا شتاء ولم اعرف وبعد عشر سنوات من التفكير مللت ولم اعد افكر بالموضوع واخبرني ابو شكري بصراحة انه لم يغسلها منذ سبع سنوات وانه حالف يمين طلاق تلاتة على ام شكري اذا تجرأت وغسلتها وانها انظف من النظافة فرب العالمين يغسلها له طوال فصل الشتاء بما يغنيها عن الغسيل لعشر سنوات واكتشفت ان قبعته تلك اغلى لديه من زوجته ولانه يحبني جدا كافضل زبون ولانه يشفق علي لصغر حجمي ( كنت اعرف كيف استدر الشفقة من الكبار بكل سهولة واضمنهم الى جانبي بسرعة عجيبة ) فلم يزعل عند سؤالي عن قبعته وشرح لي كم هي مهمة ومميزة ( ولكنه لم يشرح لي لماذا وقال لي بكره بتكبر وبتعرف واصبحت فوق الاربعينات ولم اعرف وساسال عنها الملائكة يوم الحساب لعلهم يعرفون لم لا ينزع ابو شكري القبعة عن راسه فما تزال حسرة بقلبي ان اعرف وخصيصا انه اراني راسه وانها لا تشكو من اي عيب عندما سالته ببراءة هل صحيح لك زيل براسك كما يقول الاولاد فضحك ونزعها وكانت المرة الوحيدة التي اراه من غير قبعة ولم يكرر ذلك ) كما ان ابو شكري كان ماهر جدا بالتمييز بين الاطفال والدقة بالرمي فعندما يرمي له احد الاولاد بفرنك عاليا ليلتقطه من فوق سور المدرسة كان يلتقطه كالنسر الذي يصطاد عصفورا ولولا مهما كان الفرنك بعيدا عنه يصل اليه بمعجزة الهية وكان له قدرة عجيبة على رمي ورقة ملفوفة بحبات الفول فوق راس صاحب الفرنك من بين كل الاولاد كما يرمي فرنك بمنتصف يده ( اذا اعطاه الولد فرنكين وكان لا يقبل الا فرنك او فرنكين وبطبيعة الحال الاولاد لا يوجد معهم ربع ليرة اصلا ويطالب ان يرجع الاولاد فرنكا لبعضهم ويرموا له بفرنكين بدل فرنك واحد ويرمي الفول لاثنين ولكن مرات لا يصادف وجود فراطة او للسرعة يرمي احدهم بفرنكين فيرد له فرنكا ) واتخيل ابو شكري لو لم يكن بائع فول لكان لاعب سلة ماهر جدا وكان له شامة كبيرة بخده تزينها شعيرات كثيرة واخرى تشابهها فوق عينه اليمنى مما اعطاه شكلا مميزا بين الاف الرجال ويلبس لفحة بالشتاء ( هذه يخلعها بالصيف ) وكان حافيا على الاغلب اما عربية الفول فكانت عبارة عن طنجرة فهو لا يملك تمن عرباية وكان حلمه الاكبر ان يشتري عربة فول ملونة مثقوبة من منتصفها لاجل البابور الذي يبقي الفول ساخنا ولكن دائما يقول الله لا يوفقك يا ام شكري ما تاركة بجيبتي فرنك الله يلعن ابوك وابو اولادك فكان يشتم نفسه ويضحك كان شخصا مميزا وضحوكا واكتشفت بعد اربعين عاما ان البسطاء والفقراء اكثر قدرة على الابتسام من الاغنياء وهمومهم اقل بكثير واحلامهم جميلة جدا تخيل ان يكون حلمك ان تمتلك عربية فول فكم انت انسان قنوع وبسيط

وقررت ان اسلق الفول شخصيا فسالت ابو شكري فعلمني واعطاني شيئا من سر المهنة وهي الا انقع الفول اكثر من ثمان ساعات لئلا يتفسخ بالسلق وان اضيف قليلا من الكمون غير المطحون للفول اثناء السلق الى الفول ليخفف من ثقل الفول على المعدة ( هذا ما يميز فولات ابو شكري عن سواه )

اقنعت امي بان مصروفي لا يكفيني وان ابي بخيل ( رحمه الله لم يكن هناك اكرم منه ولكن امي ربما تعيره بفقره وتتهمه بالبخل ) وقد سرت امي لان احد ابنائها يرى زوجها بخيلا ( كان هذا هو المدخل لاقناعها ان اتذمر من ابي رحمه الله ) فسمحت لي ببع الفول المسلوق مثل ابو شكري بعد نقاشات وحردات كثيرة وشجعتني بان امنت لي ثمن 2 كيلو فول حب وطنجرة كبيرة واخذت انقع الفول يوم الخميس ظهرا واضعه على البابور مساء وعلى نار هادئة جدا الى الصباح ( الحقيقة ابو شكري لم ينصحني بهذا ولكنني اريده مسلوقا في الصباح وساخنا فقالت لي امي انا اسلقه لك في الثانية عشر ليلا على نار هادئة فتراه في الصباح جاهزا بل على العكس ابو شكري اعترض وقال لي ان الفول سيخرب وتظاهرت بانني اسمع كلامه ولم اخبره بسر الفول الخاص بي وهو سلقه على نار هادئة جدا فمنذ صغري اكتم اسرار نجاحي ولا اعلنها الا بعد ان تصبح لا اهمية لها بالنسبة لي ) وهذا اعطى فولي المسلوق نكهة مميزة بالاضافة الى كمونات ابو شكري واكتشفت ان الربع ليرة تبع الفول تصبح بقدرة قادر بعد سلق الفول وبيعه ليرة وربع او ليرة ونصف وكانت مصروفي الاسبوعي ربع ليرة من ابي واصبح الفول مصدر مصروفي فهو يؤمن لي على الاقل خمسة اضعاف ما يعطيني المرحوم ابي فاشتد حبي للفول اكثر واكثر واشتد اعجابي بابو شكري واصبح حلمي ان اصبح كابو شكري لما اكبر وكان ابو شكري سعيدا جدا بي اكثر من ابنائه الحمير على حد قوله حيث لا يحب احدهم الفول ولا يطمح ان يصبح بائع فول كبير مثلي كما تحسن وضعي جدا في صفي فقد اصبحت تقريبا من اغنياء الصف فبالاضافة الى صداقات الفول المتغيرة والمستمرة اصبح بامكاني ان اعطي نصف فرنك لتلميذ غلبان ( لمن يذكر النصف فرنك ولكني كنت لا افرط بنصف الفرنك المبخوش حيث كان المبخوش نادرا وكنت اخبأه وافتخر ان لدي انصاص فرنكات مبخوشة اكتر واحد بسوريا ) والويل له اذا اغضبني اطالبه بفلوسي كما ابتدأت اخاطب البشر اكثر من غيري وانا طفل لديه سبع ثمان سنوات وادلل على فولي كما تعلمت انك يجب ان تتميز باي عمل فقد كنت ازود من كمية الفول اكثر بكثير من بقية البائعين ولان ربح الفول كان خالصا لي فلا يهمني ان اربي عائلة كاملة من وراء بيع الفول واصبح الجيران ينتظرون يوم الجمعة فقط لانزل الى الشارع حاملا طنجرة الفول الضخمة ( مشكلتي الكبرى كان ضخامة وثقل طنجرة الفول وكنت اغري احد اخوتي بفرنك كامل ليساعدني بحملها ) واصبحت مشهورا بالحارة بهوبليس بياع الفول والذي يعطي اكبر كمية فول في المنطقة مقارنة ببياعين الفول الاخرين واصبح كل اولاد الحارة اصحابي ومنهم من يتوصى على فولاته لفطور يوم الجمعة من يوم الخميس ليضمن نصيبه فقد كان فولي ينباع بسرعة واصبحت خبيرا بالفول وبالكمية التي يجب ان اسلقها التي تكفي زبائني اصحاب البيوت والناس المتجولين ولا مرة استمريت بالبيع لبعد الثانية عشر ظهرا فيتبقى لي بقية اليوم للصياعة واللعب

واتت المصيبة الكبرى فقد مازح احد الجيران ابي قائلا (بعد تمتعي بنعمة الفول لاكثر من سنة ونصف) ونعم الخلف بياع الفول فشعر ابي بالمهانة وقرر حرماني من نبع القوة ومصدر السعادة بحياتي الفول




يتبع

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06198 seconds with 11 queries