عرض مشاركة واحدة
قديم 24/11/2009   #1
شب و شيخ الشباب اللامنتمي
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اللامنتمي
اللامنتمي is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
في عينيها !
مشاركات:
2,873

افتراضي . . . هُوَ لا يريدُ البُكاء !


 






.. لم يفق لأنهُ لم يكن نائِمًا

كانَ يسيرُ بعينيهِ على حَبلِ الأرقِ الممتدِ بينَ عقدةِ حاجبيه و سَقفِ غرفتهِ المُعتمة

تتأرجحانِ ولا تسقطانِ في بئر النوم

من سريره يراقب رؤاهُ المُبتلة التي نشرها على حبلٍ أزرقٍ وَينتظر جفافها

وَيراه ينهضُ من سَريرهِ مُتثاقلاً ويذهب ليستحم ، وَيحلق ذقنه وَيرتدي ملابسه استعداداً للخروج



لم يكن ثاني الواصلينَ للحمام ، لأنهُ لم يكن هناكَ من يسابقه إليه

لم يجد الماءَ مقطوعاً وَ لم يقل صباحُ الخير لأيٍّ كان لأنه لم يصادف أحداً

لم يجد قهوةَ الصباح جاهزة , لم يتناول العشاءَ مع الذين لم يصادفهم ليُلقي عليهم تحيةَ الصباح

وَلأنهُ لم يتعثر بعتبةِ الباب وهو يهمُّ بالخروج إلى عمله

لم يبحث عن مفتاحِ سَيارته ، لأنه لم يفقده

لم يستغرق وقتاً طويلاً ليتذكَّر أنهُ لا يملكُ سيارة

لم يشر لِسَيارة الأجرة لأنه لم يتذكر أن يرتدي القميصَ الذي وضع النقود فيه

لم يكن حزيناً ، لأنه لم يكن حزيناً . لم يكن سعيداً لأنه لم يكن حزيناً

ولأي سببٍ آخر , لم يسمع أحداً مِن جيرانه يدعوهُ بأبي فلان لأنه لم يلتقِ بأيٍّ منهم

كما أنَّ أم فلان هذا تأخرت كثيراً عن مواعيدِ حياته و لم تأتِ بعد

لم يضع يدهُ في جيبه وَلم يُدندن بلحنِ أغنيةٍ يعرفها

لم يبق واقفاً في الشارع ، كما أنه لم يبق واقفاً في أي مكانٍ آخر

كانَ يتحرك .. لم يتعجل وَهو يعودُ أدراجه للبيت

وفجأة لم يفزع لرنين المنبه الذي لم يزعج سكون الغرفة المعتمة

كان يمسكُ به بين يديه لأنهُ يعلم أنه سيرن ويعكر صفوه

تثائب كثيراً وهو يهبط بعينيه من سقفِ الغرفة ويحولهما جهة النعاس

وَ راحَ في نوبة نوم عميق ,.

ربما هُو يحلم الآن أنه مُصاب بالأرق وَ لم ينم جيداً

وربما هوُ لا يحلم الآن لأنه تأخر عن حلمه مُسبقاً

وربما يكون هو أنا ، وأنني كذبت عليكم .

فأنا لم أعاني من الأرق ، ونمت جيداً وصحوتُ جيداً ، وتناولت عشائي بشكلٍ جيد

وفعلتُ كلَّ ما لم أفعل بشكلٍ جيد .

وَ إنني اختلقت كل ذلك محاولة مني لكتابةِ تجربة جيدة

وربما أنني ما زلتُ أنا وَلستُ هُوَ ، وأنني كذبتُ عليكم حينَ ادعيت أنني كذبتُ عليكم

وأنني فعلتُ كل ذلك كي أخلقَ جواً جنونياً . لكنني ما زلتُ لا أدري إن كانَ يحلمُ الآن أو لا

لأني لا أستطيعُ رؤية أحلامه التي خبأها تحتَ وسادتهِ الرزقاء قبلَ أن ينام





- هل أنتَ بخير

- لا

- وأنا كذلك !

- هل تريدُ أن تبكي ؟

ـ لا

ـ لماذا ؟

ـ لأني لا أريدُ أن أبكي , وَلماذا تسأل ؟

ـ لا شَيء ، فقط أردتُ أن أعرف إن كنتَ بحاجةٍ للبُكاء , لأنكَ غالباً تبكي حينَ تعود

.. حينَ تموت



- متى سَتموت ؟





 

" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05265 seconds with 11 queries