عرض مشاركة واحدة
قديم 27/09/2009   #2
شب و شيخ الشباب Nasserm
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nasserm
Nasserm is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
نقطة زرقاء باهتة
مشاركات:
998

افتراضي



الآن لماذا بنو أمية؟
!

وما الذي أريده من ذلك؟!

صراحة لا يمكن أن نفصل بين الطريقة التي تعامل بها البعث مع مدينة مثل دمشق ـوهي التي لا مثيل لها حقاًـ وبين طريقته في التعامل مع السوريين جميعاً..
هناك رغبة كبيرة في الانتقام من كل الحالات المتطورة والتي كانت قد بدأت ترسخ في المجتمعات السورية خلال الخمسينات منتهية إلى لحظة الوحدة العاطفية مع مصر عبد الناصر ثم إلى الكارثة التي حلت بحلول حركة الثامن من آذار.

كنت في الجزيرة منذ أيام ولم أكن قد زرتها لسنوات، لن تصدقوا ما رأيت..
رأيت انتقام البعثيين من البلاد، التي كانت خزان ثقافات وخزان اقتصاد وخزان مياه وزراعة وثروات حيوانية، اليوم درجة الحرارة في الجزيرة لا تقل عن 50 درجة في الظل أثناء النهار والأنهار التي كانت تفيض عليها وتغذي أراضيها جفت بالكامل، بحجة أن نظام البعث قد بنى سدوداً للري، ولكن ما حصل هو مشاريعهم قد فشلت كالعادة أو أنها نجحت حقاً في القضاء على الحياة الطبيعية في أكثر مناطق سوريا والشرق الأوسط خصباً.
عدا عن الانهيار الإنساني الذي لا يمكن وصفه بالكلمات، وتلك الروح المستسلمة التي طغت على تقاسيم وجوه سكانها أكراداً وعرباً وسريان وأرمن وغيرهم..

لم كل ذلك ؟! أهو حقاً من أجل (أهداف الثورة)؟! هل حقاً تمكن البعث من تحويل فلاحي الجزيرة إلى (أحرار)؟!
أم أنه شوّه مسار تطورهم وخلخل العلاقات فيما بينهم وجعلهم أمساخاً يسخر منها المشاهدون؟!

وماذا حدث أيضاً في دمشق ؟!
ألم يقصموا ظهر مبنى سكة حديد الحجاز ويسلموه لمستثمريهم دون أن يحتج عليهم أحد؟
وهي الأرض التي أعلنها السلطان عبد الحميد وقفاً لمسلمي العالم الذين كانوا يجيئون من كل مكان إلى شام شريف في طريقهم إلى الحجاز في رحلة الحج السنوية؟
حتى أن الدولة العثمانية التي آلت ممتلكاتها إلى السلطات المتعاقبة على حكم بلاد الشام لم تكن هي المالك الشرعي لذلك المكان فقد بني من تبرعات مسلمي الهند وإيران والمغرب والعالم العربي..
من الذي يقرّر إذا كانت هذه القطعة من الأرض ملكاً لنظام عابر أو حكومة ستتغير أو لشخص ما أو لجهة لعينة ما؟! إنهم يمارسون كل تلك السفاهة في إدارة هذه البلاد، ويفعلون كل ما يمكن فعله قبل أن يحين أوانهم كي لا يبقى في البلاد حجر على حجر، دون أية حروب ودون أن يغزونا أحد، فقط يسلطون استبدادهم على الإنسان والشجر والحجر والمياه والهواء كي يمشي كل إلى حتفه المقدر على يد صناع القرار في عاصمة بني أمية.

وماذا فعلوا بدمشق أيضاً؟!

أصبحت مكاناً غامضاً للأصولية والانحلال في آن معاً، أصبحت خارطة فصام لا تطاق، مدينة منتهكة بمعنى الكلمة، لا طابع لها ولا ملامح..
وحدها المدينة القديمة تمكنت من
المحافظة على شخصيتها كامنة خلف كونها خلف زجاج عازل يتفرج عليها السيّاح ويتجولون داخلها.

وماذا فعلوا بدمشق أيضاً ؟!

ألم يجففوا أنهارها السبعة ؟!
ألم يقتلعوا أشجار غوطتها من أجل مشاريعهم الوهمية التي تغطي على السلب والنهب الذي مورس طيلة العقود الماضية ويمارس الآن؟!
بنو أمية حكموا هذه الأرض بسيوفهم ولكنهم عمروها ولم يقلبوها فوق رؤوس أهلها ولم يتأخروا عن دفعها إلى الأمام بالقوة أحياناً وباللين في أحيان أخرى، وجعلوا من مدينة تحت الاحتلال البيزنطي عاصمة للعالم خلال سنوات قليلة، ولم يكن في نياتهم سحق كل شيء وتشويه كل شيء ومحو كل شيء.



ربما كان عدم الاتفاق أقصر مسافة بين فكرين. (جبران النبي)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04877 seconds with 11 queries