عرض مشاركة واحدة
قديم 30/07/2007   #42
شب و شيخ الشباب brave heart2
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ brave heart2
brave heart2 is offline
 
نورنا ب:
May 2007
المطرح:
طريق الحرية
مشاركات:
705

افتراضي أشرقوا ..كالشمعة


يقول حسام :"مع نسمة صباحية العبق..غريبة عن رياح الليل المعتم ..أشرقوا .. كالشمعة ..ليحترقوا ..ويضيئوا .. سبات الأرض "

حسام ملحم شاعر شاب مصاب بلوثة الحرية. عمر العبد الله طالب في كلية الفلسفة شغله سؤال الحرية. علام فخور خريج كلية فنون جميلة وطالب دبلوم، كان يعد مشروع تخرجه قبيل اعتقاله. أيهم سقر يهوى رسم الكاريكاتير. وعلي علي طالب كلية إدارة الأعمال، كان يهوى كتابة الخواطر. طارق غوراني خريج المعهد المتوسط شاب طموح وحالم. مع ماهر اسبر ودياب سرية يصبح المجموع ثمانية شبان انتزعوا من لحظاتهم الصاخبة إلى صمت الزنزانة. ما بين كانون الثاني وآذار 2006 تم اعتقالهم. وبعد أشهر طويلة ومع بدء محاكمتهم أمام محكمة أمن الدولة، تبين أن نشاطهم السلمي الذي لم يتعد خطوط الحوار ، "يعرض سوريا لخطر أعمال عدائية أو يعكر صلاتها بدولة أجنبية أو يعرض السوريين لأعمال ثأرية" كما نصت عليه المادة 278 عقوبات عام. وتبين أن أشعارهم ورسوماتهم وخواطرهم وأحلامهم من شأنها أن "تنال من هيبة الدولة" كما نصت عليه المادة 287، وفقا لقرار الاتهام.

في السادس والعشرين من شهر نوفمبر الحالي، حيث الجلسة الأولى لمحاكمتهم، كان ثمة شيء ما مختلفاً عن بقية محاكمات الرأي. لم يستطع أحد التعبير بدقة عن ماهية هذا الاختلاف. قال البعض أنه إحساس غامض بالنشوة، ووصفه آخرون بشيء غير مرئي ملأ مساحات المحكمة والطريق الملاصق لها، فيما ادعى غيرهم بأن شيئاً ما يشبه ظل شمعة كان يرتفع عالياً في المكان.

يبالغ آخرون فيقولون، بأن الروح الشابة التي طالما ندبنا فقدانها في حراكنا الديمقراطي، ظهرت لنا في العتمة فدوختنا فرحاً وقلقاً.من يمسك بهذه الجمرة بدون أن يطفئها؟ تساءلوا.

قالت الأمهات، بأنهم كانوا يشعون أكثر بكثير مما تحتمل أنظار البعض، فخبأوهم وراء القضبان، ولو أنهم يحسنون النظر لخبأوهم في بؤبؤ العين..

وقال الآباء بعد زيارة الدقيقتين عقب غياب أشهر طويلة، كان المطلوب أن يتوقفوا عن الأمل، فازداد أملهم صخباً، وأن يتوقفوا عن الحلم، فتبعثرت أحلامهم حتى هطلت كالطل على نوافذ خيباتنا..

قال زملاؤهم، ولم لا، واحدهم فقط لم يقبل أن يكون "السجن والسوط معلمه الأول، وجامعة العذاب الأبدية التي يتخرج منها إنساناً معذباً خائفاً إلى الأبد" كما هو معلم وجامعة محمد الماغوط، نموذج السوري المعذب بين خوفه وتوقه إلى الحرية. هم مصممون على تلقي ثقافة المحبة والحياة وليس ثقافة الضغينة و الخوف.

وتساءل رجل مسن عابر طريق، هل شاخت البلد أكثر من اللازم فلم تعد قادرة على احتمال شبانها؟ أم أنها ما زالت في سن ما قبل الرشد؟ ولماذا تطلب من أبنائها التمتع بحكمة الكهول وصبر الأنبياء، فيما تحترف هي نفاذ الصبر حتى الطيش؟.

ويضيف حسام : .." مضوا بحلم الأزل ..حلم الصخرة بالحياة ...حلم الياسمين بإنعاش القبور ....لم يستطع الحاضر أن يحتويهم.. حملوا ذاكرتهم وجراح آبائهم ..وليالي الأرق .. والأمل المتسلل من تحت بوابة الزنزانة ..وأسرفوا بالحلم دهراً..

..استرسلوا في المضي ...تاركين ظلالهم للعابرين "

وكان العابرون، جميعهم، يتحسسون دفء تلك الظلال. ما يزال في الحلم بقية، يقولون.



رزان زيتونة ....

يا دامي العينين والكفين
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
ولا زرد السلاسل
نيرون مات ولم تمت روما
بعينيها تقاتل
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل.
______________________

We ask the Syrian government to stop banning Akhawia
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03041 seconds with 11 queries