[باشق مجروح]

قوات الجيش اللبناني تجوب الشوارع بعد انسحاب حزب الله




بيروت (رويترز) - تجوب قوات الجيش اللبناني شوارع بيروت يوم الأحد بعد انسحاب مقاتلي حزب الله من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها خلال معارك عنيفة مع أنصار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة والتي ادت إلى سقوط 39 قتيلا.
واحتدمت الاشتباكات مساء السبت في مدينة طرابلس بشمال البلاد وهي ثاني أكبر المدن اللبنانية بين مسلحين من أنصار الحكومة ومسلحين من المعارضة وقالت مصادر أمنية ان شخصين على الاقل قتلا واصيب خمسة اخرون في القتال.
وقالت الشرطة ان حصيلة خمسة أيام من القتال في بيروت ومناطق اخرى وصلت إلى 44 قتيلا و128 جريحا.
وأقام مئات الجنود المدعومين بالسيارات المدرعة حواجز طرق وأتخذوا مواقعهم في شوارع الجزء الذي تسكنه أغلبية مسلمة من العاصمة بيروت.
واختفى تقريبا المسلحون من الشوارع ولكن شبانا أبقوا على حواجز في بعض الطرق الرئيسية مما أدى لاستمرار اغلاق الميناءين الجوي والبحري في بيروت.
وقال حزب الله المدعوم من إيران وسوريا يوم السبت انه قرر انهاء وجوده المسلح في العاصمة بعد أن ألغى الجيش الذي ينظر له على أنه طرف محايد الاجراءات التي اتخذتها الحكومة ضد الحزب.
وفي حين عاد الهدوء إلى بيروت كان هناك تقدم ضئيل في مساعي حل الازمة السياسية التي ادخلت لبنان في اسوأ عنف داخلي منذ الحرب الاهلية بين عامي 1975 و1990.
وقالت المعارضة التي يتقدمها حزب الله انها ستبقي على حملة "العصيان المدني" حتى تلبية مطالبها.
قال بول سالم مدير مركز كارينجي في الشرق الاوسط "انه على مستوى ما سبب الازمة الحالية فاننا نرى بان الحل وصل إلى منتصف الطريق لنزع فتيل الازمة." واضاف "انه يبدو اننا تجاوزنا العقبة الاولى للازمة." لكنه أضاف بان الازمة الكبرى ما زالت مستعصية على الحل.
وسيطر حزب الله على معظم مناطق بيروت يوم السبت بعد انزال الهزيمة بمسلحين موالين للتحالف الحكومي المناهض لسوريا.
واندلع القتال بعدما اتخذت الحكومة اللبنانية قرارات تستهدف شبكة اتصالات حزب الله وتتضمن ابعاد مدير جهاز أمن المطار المقرب من الحزب.
واعتبر حزب الله خطوة الحكومة ضد شبكة اتصالاتها إعلان حرب قائلا ان الشبكة لعبت دورا مركزيا خلال 34 يوما من الحرب مع اسرائيل.
ورحبت الولايات المتحدة التي تعتبر حزب الله جماعة ارهابية بانهاء القتال. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوردن جوندرو لوسائل الإعلام السبت "نأمل ان تستمر طريق التهدئة وان يوقف حزب الله جهوده التخريبية."
واتهمت إيران واشنطن بالوقوف وراء الازمة في لبنان وقالت انها تساند الوصول إلى حل دائم للازمة في بيروت. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني ان "الولايات المتحدة تتدخل مباشرة في شؤون لبنان الداخلية وفي نفس الوقت فان الولايات المتحدة تتهم الاخرين بالتدخل في لبنان."
وتعصف بلبنان أزمة سياسية منذ 18 شهرا فيما يتعلق بمطالبة المعارضة بصوت مؤثر في الحكومة.
وقال فؤاد السنيورة رئيس الوزراء الذي تصفه المعارضة بانه غير شرعي يوم السبت انه وضع القرارات التي تستهدف حزب الله في عهدة الجيش الذي سعى إلى تجنب الصراع مع أي من الجانبين.
وألغى الجيش قرارات الحكومة قائلا في بيان انه سيبقي رئيس جهاز أمن المطار في منصبه وانه سيتعامل مع شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله بطريقة "لا تضر بالمصلحة العامة وأمن المقاومة".
وطالما نظر إلى الجيش على انه محايد في الازمة السياسية بين التحالف الحكومي والمعارضة. ودار جانب كبير من القتال بين مسلحين شيعة موالين للمعارضة وسنة مؤيدين لزعيم التحالف الحكومي سعد الحريري.
وما زال موالون للحريري يسيطرون على مناطق في الشمال حيث احتلوا عددا من المراكز للمعارضة وابقوا على منطقة عبور اساسية مع سوريا في البقاع مغلقة.
والحريري هو نجل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي اجبر اغتياله منذ ثلاثة اعوام القوات السورية على الانسحاب من لبنان.
وتتهم الحكومة حزب الله بالسعي لاعادة النفوذ السوري. كما اثار استخدام الحزب لقوته العسكرية انزعاج الغرب وحلفائه من العرب السنة الذين يخشون من تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة.
ودعت المملكة العربية ومصر إلى اجتماع لوزراء الخارجية العرب يوم الأحد.