عرض مشاركة واحدة
قديم 25/10/2007   #8
صبيّة و ست الصبايا Nay
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nay
Nay is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
هون مو بعيد كتير
مشاركات:
1,334

افتراضي زيارة خاصة


مساءً.
أخرج بنطاله وقميصه النظيفين من كيس نايلون أسود كبير، وضع بينهما صابونة معطّرة، وطواهما بحذر لئلا تخرب " الكوية" .
بحث عن كيس صغير ، ليضع فيه "حلقاً" أمضى في صناعته ثلاثة أيّام ، و " بروشاً" عظميّاً ، أمضى في صناعته أربعة.
انتصب مفكّراً، رفع منديلاً ، لفّ القطع فيه ثم طواه، ودسّه في جيب بنطاله بحذر وهدوء ، ثم جلس في فراشه شارداً .
الذباب يطير حوله وعيون أصدقائه أيضاً :
- شو أخي ... باين عم تجهّز حالك من هلّق؟!!
- اتركوه.. بكرى عندو زيارة خاصة!!
نظر إليهم صامتاً. فكّر. إن بعض الأشياء لا تحتاج ردّاً.
عاد ينظر إلى سقف المهجع سارحاً بين خطوط اصفراره، وخطوط الحديد. أسبل عينيه، شبك كفيه خلف رأسه، واتكأ على الجدار، ثم فتحهما. فكّر. إذا لبس البنطال بسرعة فقد ينكسر "الحلق".

أخرج ورقة صغيرة, وكتب عليها "البس عَ مهلك.." ووضعها على البنطال، ليراها غداً قبل أن يلبسه.
حاول أن ينام مبكراً، ليستيقظ مرتاحاً. قلق. قلب عشرات المرّات في فراشه. اقترب صديقه. ربّت على كتفه، وسأله هامساً:
ـ بتشرب قهوة..؟!
فتل رأسه ساخراً

فأكد صديقه: يمكن تنام بعدها بسرعة!!

نهض صديقه، أدخل الغاز الصغير إلى الحمام، حتى لا يوقظ أحداً من النائمين بسبب الصوت أو الرائحة أو .. فيشرب معهم، والكمية قليلة. شرب فنجانه، ودخّن نصف " سيجاره" وانسلّ في فراشه لينام. قلب على الجهة الأخرى. رفرف الغطاء، وقلب فنجانه الفارغ، ولم يكسره. فكّر أن يقوم، لكن النعاس المفاجئ اجتاحه، فأجّل أعمال التنظيف إلى الغد.
صباحاً. أيقظه صديقه مربّتاً على قدمه، ففاق مرتعباً، وأرعب موقظه:
ـ قوم.. قوم جهز حالك!!

فرك عينيه، سأل كم الساعة، وهو يراقب فنجاناُ مقلوباً، وبضع قطرات قهوة بجواره. نهض. غسل وجهه. نظّف مكانه.

شرب قهوة، ودخن نصف "سيجارة" حلق ذقنه، دخل الحمام.
استحم. خرج متفتّحاً. سّرح شعره أمام مرآة صغيرة.
خرج يتمشى في الكّردور الطويل.
ـ إي لاه ... شو هـَ الحلاوة... شوهـ الترتيب..!!
ـ اتركوه.. اتركوه.. عنده خاصة اليوم..
صبّح على الجميع، ومشى منتظراً سماع اسمه!! اقترب شرطيّ، فاقترب منه، وانتظر أن يطلبه، لكنّ صاحب البدلة، طلب مسؤول الغازات، وشرطيّ آخر طلب مسؤول الجرائد. دخل إلى المهجع، وسّرّح شعره من جديد، وخرج يتمشّى، ثم دخل إلى "التواليت" وخرج. راقب وجهه في مرآة صغيرة. سمع قرقعة مفاتيح،فخرج مسرعاً.
صرخ شرطيّ تفقّد.. تفقّد.
دخل إلى المهجع، ولم ير الشرطيّ الذي اقترب راكضاً سائلاً عنه. رفع بنطاله، ولبسه بسرعة، فتهاوت قطعة ورق صغيرة.
لبس قميصه، وسرّح شعره. أحضر له صديقه حذاءً، وتهافتت الأصوات: سلِّم... سلِّم....
ـ شكراً ياشباب. اقترب من الشرطي الذي يحصي العدد في ورقة صغيرة, وقال له:
ـ عندي زيارة خاصة!!؟
ـ هلق منشوف.
سار خلفه. أغلق باب الجناح. انتظر في غرفة جانبية. اقترب شرطي, وسأله عن اسمه، فأجاب، واقترب آخر، فذكّره, أن عنده "خاصة" قال له الشرطيّ: الحقني..
تبعه, وعندما رآه ، يدخل إلى غرفة الزيارة العامة، عاد وذكّره ب "الخاصة" طلب منه الشرطيّ أن يدخل، فدخل.
خلف الشّباك. كانت زوجته لوحدها. ابتسمت له, وأشارت بيديها.فكّر.. ما أجملها.
اقترب. مدّت يديها من خلال القضبان، فعلق طرف كمَّها بسلك نابت، وتمزَّق. مدّ يديه. تعانقت الأيدي. شدَّ على يديها، ولامس طراوتها. اقترب أكثر, أوقفه صلب القضبان. ذكّرته زوجته, أن الزيارة خاصة.
أفلت يديها، وسأل الشرطيّ الواقف عن زيارته الخاصَّة،
فقال له: طوِّل بالك. عاد وأمسك يديها، ولما اقترب شرطي آخر, ذكّره بـ "الخاصة" ذهب الشرطي حتى يبحث عن طلب الزيارة الخاصة.
رآه وهو ذاهب. تساءلت زوجته، ماذا قال، فقال لها:
ـ طولي بالك..!!
خافت ألا يزورا خاصه، وشرحت خوفها له.
فقال ثانية: طولي بالك..!!
أحاطها بعينيه، غافل الشرطي، وأرسل لها قبلةً عبر الهواء، وردّت عليها، ابتسما، وكان الوقت يمضي..
عاد الشرطيّ، وأخبره أن طلبه، لم يوقّع بعد.
سمعت الشرطيّ، طوت رأسها، وغطى شعرها القصير وجهها، شدّ يديها، هزهما. ارتعشت. ارتجفت، ثم غرقت في البكاء.
هزّ يديها من جديد. مازحها. تماسكت، شدَّ يديها، رفعت وجهها المزهر بالدموع، ارتجف قلبه. ابتسمت وسط الدموع، ابتسم منقبضاً.

قال لها: بسيطة.. بسيطة..

تذكّر. سحب يده، وبحث في جيبه عن الهديتين، فرحتْ، فرد المنديل، فوجد الحلق مكسوراً، وتذكّر أنه لبس البنطال بسرعة. أعطاها "البروش" وأجل "الحلق" حتى يصلحه.
ابتسمت. ابتسم. غصّتْ. غصّ شدّ يديه شدّت قُرع جرس جافٌ معلناً انتهاء الزيارة.
اقترب الشرطيّ, وقال: خلصت الزيارة.

سحب يديه. سحبت يديها. لوّح لها. لوّحت له.
قال الشرطيّ بانزعاج: خلصنا...

دار على عقبيه، ودخل عبر الباب الأسود الواسع.

لاحقته، حتى اختفى عن عينيها، دارت، ومضت.
اقترب من الأغراض التي أحضرتها له. فكّر. هزّ رأسه.
أغمض عينيه، فعبرت دمعه زاوية عينه، وتبعتها واحدة أخرى من الأخرى سقطتا،
وهو يحمل أغراضه، ويقطع الخطوات الباقية بين غرفة الزيارة، وباب الجناح الشاحب..!!

آخر تعديل butterfly يوم 30/10/2007 في 11:56.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05940 seconds with 11 queries