25 حزيران
عندما أكون في نقمة عاطفية , لا عزيمة عندي , و عندما أشعر بألم الوحدة المضني و أحسّ بالانتقاد و الفشل يحملان الحزن إلى نفسي , آنذاك يأتي حاملاً إليَّ عونه و مواساته . و كأن قوته الشفائية لمست عمق تعاستي . فإذا كان بوسعه أن يُطهّر الأبرص فهو قدير , و لا شكّ , أن يحمل السلام إلى قلب بائس يائس . و كم من مرة وجدت نفسي متوسّلاً إليه يرفع فوق رأسي تلك اليد التي رفعها فوق بحيرة جناسرت , فيهدّئ روعي كما سكَّن هيجان العاطفة آنذاك . و لكنّي على يقين أيضاً من أنّ الله لا يأتي فقط ليحمل السلام إلى المتعبين , بل ليحمل القلق أيضاً إلى أولئك الذين استراحوا في ذواتهم و تمادوا .
و يأتي أحياناً , لا ليُزعجني , بل ليعيد ترتيب القِيَم عندي , أو ينبّهني إلى حاجة أخ أو أخت إليَّ , يتحدى في مجيئه القدرة عندي على النموّ . و ما من مرة سألته حياة هادئة لا متاعب فيها . فجلّ ما أسأله دائماً سلاماً يفرّق بين التافه و المهمّ , و صحوة أتذكّر فيها دائماً أنّه أحبّني و دعاني إلى أن أحبّ .