عرض مشاركة واحدة
قديم 16/07/2008   #41
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي


Week End

امرأة
رجل
وطفل مدلل يقود شاحنة, وعجوز لاتعرف أنها ستموت بعد ساعة بجلطة دماغية حادة, وشرطي يتحرك مثل آلة كهربائية, ودكان فيه كل شيء ما عدا السجائر,
طريق محفورة الجوانب, شجرة كئيبة وحيدة لا يسقيها أحد, بناية من عشرة طوابق تميل نحو اليمين قليلا كمعجزة عمرانية, وقط نافق على حافة الرصيف, تراب على شكل خط طويل تتسلى فيه الريح, شاب يشير بإصبعه الوسطى لآخر خلفه,وصبيه يكاد يقتلها شبقها, تحلم بدعوة عاجلة من عشرة رجال سود إلى عشاء على سرير, جامع يدعو الناس ويفرقهم, وكنيسة تقرع و"لمن تقرع هذي الأجراس", هاتف عمومي, وكيس نايلون يطير في السماء, ولا غيوم.... ولا غيوم.
جدار بأسماء عصابات, وعشاق وصور زعماء وشعارات قومية وإسلامية, وزاوية مظلمة صغيرة رطبة من بول الماة, وإشارة حمراء دائما لا يراها أحد, بائع جوال يغني للخيلر والبطاطا, وامرأة منقبة تأكل سندويشة فلافل بصعوبة, زوجها يحمل لها محفظتها وابنهما حليق الرأس, مراهقة تتأكد من أن لباسها الداخلي يظهر من فوق بنطالها, وشاحنة تحمل أكياس الإسمنت والسائق شعره طويل ويغني, حادث يقع بين سيانرتين من النوع ذاته, وأسرة من خمسة أفراد يضحكون جميعا ما عدا الأم تكتفي بابتسامة عريضة, وسيارة الأسعاف تم بسرعة وخلفها سيارة إطفاء وفي السماء عمود دخان أسود... ولا غيوم..... ولاغيوم .
طفل يمشي خطواته الأولى ويسقط, ينهض قليلا ثم يسقط وخلفه خادمة إثيوبية بشامة على أنفها وبنطال أزرق فاقع, تمشي خلفه بسعادة ومعها زجاجة حليب وهاتف جوال تنقل فيه الحادث السعيد لوالديه, ممرضة تنتظر سيلرة المشفى التي تأخرت وتفكر بطبيب التخدير الذي قال لها أمس إنها أجمل ممرضة رآها في حياته, ولوحات إعلانية لأطباء ومهندسين, وشركة للملاحة البحرية, ومطعم شعاره خروف يضحك بشاربين مفتولين وطربوش, المتأمل لكي المبلابس, الحزين لتوريد العمالة, عصفور يغط يحمل قطعة خبز يابسة ويرتفع, تسقط من منقاره... يعود ليلتقطها بقوة أكبر ويمضي نحو السماء....
ولاغيوم ....ولا غيوم.
وفي المقهى انا, أنا من من وصل قبل خمس ساعات وبع الساعة,بقهوتين ونصف علبة سجائر ونادلة مؤخرتها ناتئة كورم في ظهرها, كتبت رسائل مطمئنة للجميع, أني بخير وآكل جيدا, ومديري في العمل يحبني, وأوفر القليل من المال لشراء بيت أموت فيه حين أكبر بما فيه الكفاية, والرسائل كلها انتهت بعبارة قبلاتي للجميع, المشتاق فلان, وأنا في الحقيقة لا أشعر بالشوق لأحد, المرأة المجاورة تصلح مكياجها بمرة صغيرة,تضع أحمر الشفاه على شفتها السفلى وتمص, تنكش شعرها بكلتا يديها وتعود للتدخين, والنظر إلى الساعة, والنادلة تلمس دون أن يراها أحد مؤخرتها الناتئة تفكر بعملية تجميل ربما, ورجل يوقع شيكات لرجل آخر,وفي الزاوية شخص أعرفه ادعيت أني لا أراه, فكرت بالمنزل, بالإستلقاء أمام التلفاز, أن آخذ أكبر قسط من الراحة, وفي الذهاب إلى البحر, وأحد المراكز التجارية,وشراء حذاء جديد لونه أسود, وبطاريات للساعة الجدارية النتوقفة منذ أسبوع, ومسامير فولاذ لأعلق بعض اللوحات, والذهاب إلى السنما, بحثت في هاتفي عن رقم امرأة أعرفها أدعوها إلى العشاء فلا أجد, تنتابني كآبة خفيفة لا معنى لها, فأمضي تاركا النادلة صاحبة المؤخرة تمسح آثاري لتشعر الزبون الجديد أنه أول من يجلس على هذه الطاولة, بهدوء وأغنية ومكيف أشق الطريق إلى المنزل بقليل من الإثارة أشعرها تدغدغ خصيتي, امرأة صينية تحمل مظلة حمراء وجهها أملس متعرق, وبيدها كيس أعرف محتواياته, أتمهل قربها, تتمهل بتردد, أقترب أكثر أفتح النافذة تلفحني الرطوبة.... اصعدي... تتردد للحظة قبل أن تمد رأسها من النافذة, تستكين لبضع ثوان لهواء المكيف البارد, تبقي كيسها بين رجليها النحيلتين ومن دون ان تتكلم تشير بأصابعها إلى الرقم خمسة.
أقول.... خمسة؟
تعطيني هاتفها بعد أن كتبت بأرقامه رقم خمسين, ثم يظهر صوتها الأشبه بتصادم أربع طناجر نحاسية
فاك وتكتب 50
فاك + مساج+ ساك تكتب 100
فاك+ مساج+ ساك+ فيلم تكتب 150
تستاء من عدم تفاعلي, تلكزني بمعدن مظلتها في رقبتي, أبتسم وأهز رأسي, وأتذكر أن تحت وسادتي واقيا ذكريا قديما جدا, أرفع صوت المذياع, أشعل سيجارة, وأنطلق مسرعا ونظري عالق في السماء...... ولاغيوم.... ولاغيوم.

حازم سليمان
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03806 seconds with 11 queries