[ارسلان]

/يـــا أهل الحي فيِ وَلدْ ضايع عُمرُ خمس سنين, لابس بلوزة حمرا وبنطلون أزرق, الِيِ بِلاقي يجيبو على مسجد الهُدى, ولهُ الأجر والثواب عند الله /

ويتكرر النداء ثلاث مرات, تدمعُ به مأذنة المسجد ويرتد صداه جارحاً فاجعا قلب الأُم الثكلى, والتي كلما ازدادت حُفرة الوقت عُمقا ازداد انهمار دموعها علها تطفو بالامل الذاوي على سطح النهار الآفل, فيصدمها قطار الوقت الذي فقد كوابحه، وجوع البحر للشمس كلما قضم منها قطعة ذابت من قلب المفجوعة قطعة, تتوه عيناها شرقا, غربا, شمال بيت الجارة, جنوب أشجار الحرش تحاول اقناع بقايا النهار بتأجيل رحيله, فالظلام يدٌ للوحشة والغُربة, ضَياعٌ بعضهُ فوق بعض , تتنازعها صوره التي تهُب في الذاكرة هباءً تحاول اغلاق النوافذ في وجه تلك الصور فصغيرها لن يكون مجرد ألبوم تتصفه الذاكرة بأثرٍ رجعي
تستذكر آخر كلمة نطقها تستحضر آخر طلبِ طلبهٌ منها " أه قال بدو يروح على بياع البوظة, وقال بدي أروح ألحق بابا على الثُغل" وتتقلص دائرة الاماكن التي يُتوقع أن يرتادها وتتسع دائرة الامل فيما يتبقى من اماكن لم يتم البحث فيها
الى أن يُشرق الصوت السعيد والمُنادي من بعيد يقدح في حقول القلب اليابسات دموع الفرح كل دمعة تقدح اختها لتُشعل ظلام الليل " لـقِناه لقِناه كان نايم تحت شجرة في بستان الحجة أم احمد "


وأنتم ما الذي ضاع لكم وتنتظرون لُقياه