عرض مشاركة واحدة
قديم 20/11/2007   #1
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي ظاهرة الاعتداء على النساء .. من الفردية إلى الجماعية


المحامي ميشيل شمّاس

تتواصل الاعتداءات الجنسية على النساء والفتيات وحتى الأولاد على امتداد العالم العربي والأمر الخطير فيها خروجها من دائرة الاعتداء الفردي إلى الاعتداء الجماعي ، فمؤخراً أقدم سبعة شباب بالتمام والكمال بالتناوب فيما بينهم على اغتصاب فتاة في السعودية، وقبلها في الكويت أقدم 11 شاباً على اغتصاب امرأة متزوجة، وفي المغرب حيث ذكرت صحيفة الأخبار المغربية أن ثلاثة شبان اختطفوا فتاة قاصر ثم تناوبوا على اغتصابها، وفي الجزائر بلغت عدد حالات الاغتصاب في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري 170 امرأة بينهن 88 قاصر، وفي القاهرة تجمع المئات من الشباب أمام سينما مترو لمشاهدة الفيلم العربي "عليّ الطرب بالتلاته" أول أيام عيد الفطر وفوجئ الحاضرون بالراقصة دينا تنبري أمام الجماهير في رقص فاضح أثار الشباب المكبوت الذين انطلقوا في مجموعات تتراوح بين خمسة إلي 150 شاباً شارك معهم أطفال في العاشرة من عمرهم محاولين إشباع رغباتهم المكبوتة، فأخذوا يعتدون على الفتيات والسيدات من دون التفرقة بين المتبرجة والمحجبة، فالمهم هو إشباع تلك الرغبات، وتحول وسط القاهرة إلي حرب مفتوحة بين الشباب والفتيات اللاتي يحاولن النجاة بأنفسهن من تلك الكارثة، والمارة وأصحاب المحلات الذين حاولوا بقدر المستطاع حماية الفتيات اللاتي استنجدن بهن، وفي مشهد تقشعر له الأبدان اعتدى مجموعة من الشباب علي فتاة محجبة ونزعوا ملابسها، إلا أن تدخل أصحاب المحلات حال بينهم وبين إشباع رغباتهم.

ومنذ أيام تناقلت مواقع النشر الالكترونية خبر تعرض فتيات للرش بالأسيد على أجزائهن السفلية الحساسة في عدد من أحياء دمشق، وقد أثارت تلك الحوادث موجة من التعليقات اتسمت أكثريتها بالحدية والإقصاء والقمع، فمثلاً بعض المعلقين دعا إلى حرق الذي قام بهذا العمل الإجرامي، بينما رأى البعض منهم أن لباس الفتاة هو السبب في رش الأسيد عليهم، وقال أخرون: " يعني اذا كان رش البنت بالأسيد هو اعتداء على الحرية، فان لبس البنات المتبرج بوقاحة أحياناً هو اعتداء قذر على حرية الشباب أيضا" .وأضاف آخرون : " الله يعين هالشباب على هيك شوفات، نحنا المتجوزين ماعم نحسن ننضب كيف الشباب المراهقين؟" وعلق أحدهم بالقول : "صحيح ان الذي حدث جريمة وغلط برأيي, لكن ربما هالبنات إذا ما خافوا من الله, بيصيروا بيخافوا من الأسيد". وقال آخرون: أن السبب في ذلك يعود إلى ضعف الوازع الديني، بينما علق دكتور علم الاجتماع ماهر عثمان على تلك الحوادث قائلاً: "يحق للمرأة أن تلبس ما تشاء حتى لو أظهرت مفاتنها، ولايحق لأحد أن يحاسبها أو أن ينصب نفسه الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، ويجب قمع هؤلاء الشباب إن لم يكن بالحسنى يكون بالسلطة ". أما الشيخ أحمد رمضان مدرس بمعهد "الفتح الإسلامي" وخطيب بمسجد الشيخ رسلان بباب توما فقال معلقاً : " لايجب ردع الفتيات بهذه الطريقة على الرغم من حاجة الفتيات إلى التوجيه كي لايكونوا السبب بإغراء الشباب وإحداث فتنة، وعلى الحكومة إقامة لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالوطن بحاجة لصيانة "، وقلة من المعلقين وضعت يدها على الجرح، عندما اعتبرت أن الكبت والتشدد والموروثات المتخلفة وغياب التربية الأخلاقية هو الذي يدفع بشبابنا للقيام بمثل تلك التصرفات بين الحين الأخر.


نعم أنه الكبت والتشدد والقمع الذي نمارسه على أنفسنا وأولادنا في بيوتنا، وذاك الذي يمارس علينا في المدارس والجامعات وأماكن العمل، وحتى في دور العبادة..الخ. هذا الكبت وذلك القمع هو الذي يدفع بالشباب وبعض الرجال المتزوجين إلى التحرش بالنساء والفتيات وحتى الأولاد والاعتداء عليهم، ومن يراجع أقسام الشرطة ودواوين المحاكم الجزائية سوف يجد أن نسبة الجرائم المتعلقة بالتحرش والاغتصاب واللواط هي الطاغية على الجرائم الأخرى. نعم أنه الكبت والتشدد والقمع الذي أرخى ومازال يرخي بظلاله الثقيلة على شبابنا وشاباتنا الذين منعوا من الاختلاط منذ الصغر وحوصروا بمجموعة من التدابير الزجرية والممنوعات، لهذا لم يكن مستغرباً لجوء طلابنا وشبابنا إلى دورات المياه في المدارس ودور السينما والعبادة ومحطات السفر وغيرها باعتبارها ملاذا آماناًً للتعبير عن رغباتهم الجنسية المكبوتة بكلمات فاضحة ورسم الأعضاء التناسلية علي الجدران والأبواب.. ولم يكن ليحصل ذلك لولا غياب التوجيه الأسري، وتراجع الدور التربوي الأخلاقي في مدارسنا وجامعاتنا وحظر النشاط السياسي فيها، لذلك فلم يعد أمام طلابنا في ظل غياب الموجه، والتعليم الكفء والوظيفة المناسبة وانتشار البطالة وارتفاع سن الزوج بسبب تدني مستوى المعيشة والغلاء المستمر، وقلة الأماكن التي تمكن هؤلاء الشباب من ممارسة هوياتهم المختلفة، إلا التوجه نحو الجنس والعنف والإدمان .
لنعترف أن أكثر ما يشغل تفكيرنا وذهننا هو الجنس، وطالما أن معظم تفكيرنا منشغل في الليل والنهار في هذا الاتجاه، فإنه لن نتمكن بمثل تلك الذهنية أن نبني مجتمعاً ناضجاً، وسنبقى نضحك على أنفسنا بأننا مازلنا مجتمعات عفيفة. وللأسف يرى البعض إن مثل هذا الأمر موجود في الغرب أيضاً، وأنه ليس مقتصراً على مجتمعاتنا، وكأننا نقول أنه ما دام موجودا عند الغرب فلا ضير من أن نتعامى عنه ونصم آذاننا عن نتائجه السلبية، فكلنا في البلية سواء ! حتى أن البعض يحاول إنكار هذا الواقع تماماً ، وكأن التهرب من الاعتراف بالمرض هو الوسيلة الناجعة للشفاء منه والتحرر من سرطانه المستشري في جسد البنية الاجتماعية لمجتمعاتنا، وما ذلك إلا محاولة للتنصل من مسؤولياتنا والتهرب من الواجبات التي سيلقيها على عواتقنا الاعتراف بذلك المرض، ولا أرى في ذلك إلا امتدادا لذلك الإحساس المرضي بالتآمر الذي يسقط العقل العربي في فخاخه حين يواجه بالحقيقة المرة.


إن ما يحدث اليوم في مجتمعاتنا العربية،يجعلنا نخشى على براعمنا اليانعة ونخاف على الصحة النفسية لأجيال المستقبل، الذين تقع على سواعدهم الفتية متابعة بناء بلداننا وقيادتها نحو التقدم والتطور، ويجب أن تدفعنا تلك الخشية وذلك الخوف إلى تلمس الأسباب الحقيقية لتلك الظواهر المرضية حتى نتمكن من القضاء عليها وأن نجتثها من جذورها، وإن بداية العلاج تتجلى في الاعتراف بالمرض وإثارة الأسئلة النائمة ومحاولة تحريك المياه الراكدة. فنحن بحاجة إلى تربية تزرع الوعي في العقول، لا إلى تربية كاذبة تزرع الرعب في النفوس، ومجتمعاتنا بحاجة إلى العلماء المدنيين لا إلى الملالي والخطباء والشباب اليافعين من المعمّمين الذين ليس لهم إلا بضاعة الكلام والمواعظ وإصدار الفتاوى والمحرمات .. ولنجعل من مدارسنا وجامعاتنا بيئات صالحة لتنشئة أجيال جديدة لها تكويناتها المدنية التربوية والأخلاقية والمعرفة الحقيقية.

المصدر: موقع الحقيقة ( www.syriatruth.org )

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05149 seconds with 11 queries