عرض مشاركة واحدة
قديم 10/07/2007   #2
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


مشاكل الأهداف المنخفضة


إن الطائرات الهجومية ذات السرعات العالية، والتي تطير على ارتفاعات منخفضة، لها مشاكلها الخاصة والصعبة بالنسبة لمصمم نظام التعارف، فمثلاً الطائرة التي تطيربسرعة (800) كلم في الساعة تتغيّر مسافتها بالنسبة لمستجوب أنظمة التعارف بمعدل (220) متراً في الثانية، وعلى قائد بطارية الصواريخ أن يقرر ضربها من عدمه خلال ثوان معدودة ربما يكون خلال (2 3) ثوانٍ من إجمالي حوالي (14) ثانية المطلوبة كزمن متوسط من لحظة ضرب الطائرة بالصاروخ المضاد للطائرات.
ولذا، يجب أن يُتِم جهاز الاستجواب إجراء التعارف في أقل وقت ممكن، حيث إن أي خطأ في إشارات نظام التعارف ينتج عنه خطأ جسيم يتمثل في إمكانية تدمير طائرة صديقة، أو احتمالية اختراق طائرة معادية للمجال الجوي دون التصدِّي لها، بما يترتب على ذلك من كوارث. وعملياً لا تعمل بطارية الصواريخ المضادة للطائرات منفردة، ولكنها تعمل ضمن نظام متكامل يتضمن وسائل إنذار ومصادر نيران أخرى، ولكن لظروف خاصة يمكن ألاّ يتحقق الإنذار المبكر عن طائرات العدو بسبب الإعاقة أو تكنولوجيا الإخفاء، لذلك يجب أن تعتمد البطارية على إمكاناتها الذاتية في التعرُّف على الأهداف الجوية.

مثال آخر على مشاكل التصميم


إن وضع هوائي التعارف على جسم الطائرة يواجه مشاكل أخرى، خصوصاً وأن صنع أجزاء كثيرة من الطائرات الحديثة يتم من مواد غير معدنية (Composites)، وهي اللدائن أو المواد المركبة، وهذا يشكِّل صعوبة بالغة، حيث إن عمل معظم الهوائيات يعتمد على التأريض (earthing) الجيد، حيث يمثل الجسم المعدني مستوى عاكس، ويؤدي ذلك إلى صعوبة في الأداء تقلل من كفاءة الهوائي، الأمر الذي يتطلب اختيار موضع مثالي للهوائي يكفل الحصول على الشكل الإشعاعي الجيد للهوائي دون تشويه، وحتى لا يتعارض مع الديناميكا لدى مصممي هياكل الطائرة.

التعارف IFF في حلف الناتو


يشمل نظام التعارف IFF في حلف الناتو التعارف مع الطيران الحربي، وكذا التعارف مع الطيران المدني فيما يُعرف بالنظام (مارك 12)، حيث تستخدم الترددات الثابتة (1030) ميجا هرتز للاستجواب، والتردد (1090) ميجا هرتز للإجابة.
وتتمثل نقطة الضعف الرئيسة لدى دول حلف الناتو في قِصَر المدى، وضعف الحصانة ضد التدخّل والإعاقة، الأمر الذي يتطلب ضرورة وجود نظام تعارف يعمل في الظروف المعقّدة في وجود الطيران الكثيف في الجو والسفن الحربية المتعددة، ومركبات القتال في المعركة البرجوية، حتى يتم التعارف الجيّد بين تلك الأنشطة المتعددة دون أن تتداخل الصورة وتتعقد بصورة دراماتيكية تؤدي إلى كوارث رهيبة.
ولقد أطلق على النظام الجديد للتعارف في دول الأطلسي (NIS) NATO Identification System، مراعياً أن يكون حيز التردد ضيقاً، ويعمل بنظام التشفير الآلي في السؤال والإجابة، مع قِصر فترات الكود المستخدمة، وقوة النبضات، وسرعة تغييره لتصعيب مهمة العدو في فك الشفرة، مع توفير الحصانة ضد التداخل وأعمال الإعاقة الإلكترونية. وتمثّل المشاكل المالية اللازمة للتوحيد صعوبة بالغة، ولاشك أن دخول عشر دول جديدة إلى حلف الأطلسي، مع إمكانية التوسُّع مستقبلاً، قد غيّر من خطوط الحد الأمامي للمواجهة، الأمر الذي يغير من فلسفة التطبيق وإجراءات السرية، وكذا الدول التي يتطلب أن يُبدأ بتطبيق النظام الجديد (NIS) بها.

تضارب


في الوقت الذي تتبنى فيه أمريكا عدم تغيير الترددات الحالية، فإن ألمانيا ترفض ذلك متعللة بكثافة الترددات في حيز استخدام نظام IFF، حيث توجد أنظمة أخرى تعمل بالقرب من ترددات الاستخدام الحالي للنظام (NIS)، مثل أنظمة الملاحة (تاكان) التي تعمل في حيز التردد (1 2) جيجا هرتز، علاوة على أن التغيير في حيز التردد يستلزم ضرورة حل مشاكل عديدة في تصميم الدوائر الإلكترونية، وفي شكل الهوائيات المستخدمة، الأمر الذي قد يتعارض بدرجة واضحة مع مطالب مصممي هياكل الطائرات.
إن فلسفة الاستخدام تتطلب ضرورة الثقة المطلقة في استخدام أنظمة التعارف بصورة لا يتسبب عنها وجود خطأ ولو كان بسيطاً قد يؤدي إلى حدوث كارثة بلا حدود.

المنارات الإلكترونية


لقد فرضت المعارك الليلية صعوبة في توفير التعارف بين القوات الصديقة، وخصوصاً بين المشاة والدبابات والقوات المعادية، حيث يحدث ارتباك في تمييز القوات، وخطوط المهام، والحدود، واتجاهات الهجوم، الأمر الذي ينتج عنه خسائر النيران الصديقة.
ومن هنا، يمكن اللجوء إلى استخدام بواعث حرارية خاصة تعمل على أحد حيزات طيف الأشعة تحت الحمراء تُعرف بالمنارة الحرارية (IR beacon)، يمكن تركيبها على خوذات الجنود، وفي خلفية المركبات والدبابات، تستخدم مرشحات خاصة يمكن رصدها بالأجهزة الحرارية، حتى يمكن التعرُّف على الجنود والأهداف الصديقة بدرجة يُعتدُّ بها، فتقل كثيراً إصابات النيران الصديقة، كما يمكن تجنُّب قصف الطيران، وكذا تحديد أماكن الإبرار، وخطوط المهام، والفواصل، والأهداف التي يتم الاستيلاء عليها، وذلك في أحلك فترات الظلام، وقد تم استخدام هذه المنارات بصورة ملحوظة في حرب الخليج وغزو العراق.
ومن الاستخدامات الفعّالة للمنارات الليزرية والتي هي عبارة عن مصادر إشعاع ليزري في طول موجي معين إمكانية توفير التعارف بين الصواريخ الصديقة التي تركِّب شعاع الليزر (LAzer Beam rider)، وبين الأهداف المعادية، وخصوصاً في حرب المدن، حيث يقوم العملاء أوالقوات الخاصة برمي المنارة الليزرية بالقرب من الهدف المراد تدميره، والذي يمكن أن يكون مقر تجمّع للمقاتلين، أو مخزن ذخيرة، ثم تجيء الطائرات الموجهة بدون طيار، والتي يمكنها إطلاق الصاروخ الموجَّه بالليزر ليرشق بالهدف في إصابة مباشرة ومدمّرة (Pin Point).
وقد يوفِّر العدو إحدى المنارات الإلكترونية التي يمكن استخدامها لاصطياد الأهداف بكل سهولة، وذلك عندما يستخدم الرادار، والذي يمكن استخدامه كمنارة رادارية، ولقد استُخدم ذلك كثيراً في تدمير الرادارات المعادية باستخدام الصواريخ التي تركِّب الشعاع الراداري (HARM) عالية السرعة في سيناريوهات عديدة قامت بها طائرات الفانتوم منذ أكثر من عقدين من الزمان.
وهكذا تنطلق فلسفة مفيدة بين التعرّف والتعارف، وكل منهما يلزم فهمه واستغلاله بالطريقة التي توفِّر الفائدة للقوات الصديقة.

سوف يستمر العمل لتوفير أنظمة تعارف IFF ذات قوة عالية، للتمييز بين الأهداف وبدقة عالية، واحتمالية لكثافة عالية لشبكات المعلومات المؤمّنة مع توفير الدقة الفائقة، لتحديد إحداثيات الأهداف الثلاثية للهدف وتقصير أزمنة رد الفعل بإدماج الحواسب السريعة، بل الفائقة السرعة، مع المشغّلات الآلية الدقيقة ضمن التطبيق والاستخدام.
وهكذا توفِّر الحرب الإلكترونية الاستخدام الأمثل للطيف الكهرومغناطيسي، بدءاً من اللاسلكي، ومروراً إلى الاستخدام الحديث للطيف الحراري، والأشعة تحت الحمراء، وأشعة الليزر في توظيف حديث يخدم معركة الأسلحة المشتركة الحديثة على جميع المستويات .

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04207 seconds with 11 queries