عرض مشاركة واحدة
قديم 22/07/2009   #1
صبيّة و ست الصبايا sandra
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ sandra
sandra is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
3,859

افتراضي الحياة النفسية والعضوية.. عالمان مختلفان


الحياة النفسية والعضوية.. عالمان مختلفان
العرب اونلاين
بقلم: يمينة حمدي


ان تطور الدراسات الطبية، والفزيولوجية، والكيميائية، والنفسية دفع الأطباء وعلماء النفس في الآونة الأخيرة الى الاهتمام بالقدرات النفسية الكامنة لدى الانسان وبامكانية هذه القدرات احداث الأمراض النفسية وبالتالي التسبب في الاضطرابات العضوية والتي تعود الى عوامل نفسية بارزة، تسمى بالاضطرابات السيكوسوماتية أو "النفسية-الجسدية". وتعتبر أكثر خطورة وانتشارا في وقتنا الحاضر بالمقارنة بباقي الأمراض الجسمية المعروفة.

فبالرغم من الترف المادي، والتقدم الطبي في النواحي العلاجية الا ان هذا النوع من الأمراض في تزايد مستمر ولعل السبب المباشر في ذلك الظروف البيئية القاسية المحيطة بالفرد وتفاقم صعوبات الحياة وتعقدها وزيادة الأعباء وكثرة المشاكل. ومعاناة الانسان للصراع والقهر، والاحباط والقلق، والتوترات، والحرمان. وهذه الظروف الحياتية الصعبة يترتب عنها ضغوط انفعالية شديدة قد لا يقوى الفرد على تحملها، مما يؤثر تأثيرا سلبيا على وظائف الجهاز العصبي الذي يشرف بدوره على وظائف أعضاء الجسم.

وفي الحالات العادية يتلقى الجهاز العصبي هذه الضغوط على شكل احاسيس ومشاعر، وتتحول الى افكار تهدف الى تخفيف هذه الضغوط واخراج هذه الانفعالات في صورة حركية او لفظية، مما يساعد على تحقيق التوافق والتوازن العضوي والنفسي.

اما في الحالات الانفعالية الشديدةوالمتكررة كما في حالات القهر، والقلق والاحباط ، وكبح الانفعالات وعدم التعبير عنها، يفقد توازنه النفسي والفكري، فيؤثر ذلك على الوظائف العضوية التي يتعطل آداؤها.

ولهذا فإن التقدم الطبي وجد ان الضغوط النفسية المتراكمة، والتوترات، وحالات القلق والخوف تلعب دور المناشير او المقصات في أعصابنا، وفي أجهزتنا العضوية
فقد ثبت علميا ان هذه الانفعالات تؤدي وبكل سهولة الى اضطرابات وظيفية عضوية مثل ضغط الدم الجوهري، وقرح المعدة، والربو، والصداع النصفي، والبول والسكري، والطفح الجلدي، العقم .. الى غير ذلك حتى ان الدراسات المتقدمة حول السرطان تشير الى دور العامل النفسي في تقدم المرض .

العلاقة المتبادلة بين النفس والجسد كانت دائما محط افكار الفلاسفة والاطباء والعالم ابو علي بن سينا الذي يعتبر بعد افلاطون أول من نقل وحدة النفس والجسد الى الميدان العملي أو التطبيقي.

وهناك الكثير من العلماء والاطباء الذين ساهموا في اثبات هذه العلاقة ودرجة تأثير مشاكل النفس بالجسد وتحولها الى أمراض جسدية.

يقول هنري مودزلي " ان النفس او العقل لا تؤثر في الجسم فحسب، وانما تتدخل في تكوينه البنيوي.

ويؤكد "ايوجين بلولير"الطبيب النفسي السويسري على أنه كثيرا ما نتكلم عن ما هو جسدي.. أو ما هو نفسي ولكن الأحرى ان نتحرى ما هو نفسي في ذلك الجانب الجسدي.. كما علينا ان نتحرى عما هو جسدي في ذلك الجانب النفسي.

فالحروب مثلا تسبب أمراض انفصام الشخصية لدى الأطفال الذين عاصروها، وفقدان الآباء في حروب معينة تسبب الكآبة والخوف من الزي العسكري والظلام لدى أولادهم، نعم لأن الحالة النفسية أشد وطأة وأخطر من الأمراض البيولوجية التي تصيب الإنسان.



// وأنّ حضورك في دمي مسكُ الختام //
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03181 seconds with 11 queries