رحيل
رحيل
يا رجلا قبلني عند المغيب، ثم على محراب العرف.. نحرني
من الوريد إلى الوريد..
الآن ترحل؟
لطالما انتظرت،
و لم يأت الفدي العظيم..
تلك السنوات العجاف
لم تتبعهن سنوات سمان..
و كذبتِ الرؤيا..
و لم يأت وعدك الحق
و أنا ما زلت أنزف..
و رأسي مترنح بين يدي..
يا رجلا تقمص الحضارة
لكم أنت متوغل في البداوة!
ارحل.. فالقبيلة تجتاحك،
و صهيلها أسمعه أكاد داخلك
و العشيرة تعتريك،
كسحر أسود..
من رأسك إلى أخمص قدميك..
اذهب و علق شواهدك على أعلى تلة هناك،
كي ترى كل العشيرة كيف تحضرت و ارتقيت..
لعلها تصير المعلقة الثامنة،
و تصير الفارس الرحال،
يا دون كيشوت القبيلة..
أما أنا، فقد عرفتك
مذ رأيتك تشتاق لغناء الحداة
و نكهة الهيل في القهوة..
ارحل، فعذرك معك
و عُرفك معك..
أما أنا، فيكفيني أني تعلمت
كيف أمسك برأسي كي لا يترنح،
عندما ينحرني رجل مسكون بالعرف ويرحل!
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه دان
و قد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
و بيت لأوثان و كعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنَّى توجهت
ركائبه، فالحب ديني و إيماني
ابن عربي
|