عرض مشاركة واحدة
قديم 11/05/2005   #12
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


أتابع...

وجدت نفسي وجها لوجة مع أبو مكنى لم يبدو مكترثا بي فقد كان يتشاغل باوراق أمامة ينظر فيها و يقلبها.اطال النظر في أوراقه و أعتقد أنه فعل ذلك قصدا ليشعرني بأهميته و تفاهتي.فتشاغلت أنا الآخر بعد أصابعي ثم تمعنت جدران الغرفة و سجاد الأرضية.الى أن رفع أبو مكنى رأسة و نظر مباشرة في عيني دون أن يبدو عليه أي تعبير محدد بدت عيناه هذه المرة صغيرة و نظرته مدببة مؤذية.لم يالبث أن لعلع صوته هادرا....
-أهلا.

أهلا...هذه آخر كلمة كنت أتوقع سماعها من أبو مكنى خاصة و أن ترحيبه بدا حقيقيا و ليس ساخرا.أزدادت حيرتي فأهلا من هذا النوع لا تليق بي كمتحرشش بزوجته,و قد ظننت أنها ترلاحيب من قبيل ملاعبة القط للفأر قبل أن يقضي علية بضربة مخلبية قاتله.و لكن ما زود تشتتي أكثر عندما جائني صوته الملعلع ثانية...
-أجلس

ربما كان تلقي الصفعات و الركلات من وضع الجلوس أكثر أيلاما فهذا التفسير الوحيد لدعوة أبو مكنى لي بالجلوس.لم أتحرك من مكاني كمن لم يسمع أي شيء فجائني صوت أبو مكنى أكثر اصرارا و حزما
قلت لك أجلس

تسمارعت الى أقرب كرسي و قد لمست صيغة آمرة باته في نبرته جلست بتثاقل على طرف الكرسي و بحثت في ذاكرتي عن أدعية و أبتهالات طاردة للشر فلم اجد أثرا لها و تذكرت أنني لا أؤمن بها فلمت نفسي لأول مرة على خياري الخاطىء.أحضرني صوت أبو مكنى مجددا الى الواقع:
شو بتشرب
أشرب...قاتلك الله يا أبو مكنى ألم تجد شيئا أسهل من السم لتجرعني اياه أو قد يسقيني حمض كلور الماء المركز الساخن...رفعت حاجبي دهشة و استغرابا و تساؤلا و هززت رأسي كمن لم يفهم ما يقال له..أقترب أبو مكنى برأسه ناحيتي و همس قهوة موهيك...تابعت هز رأسي...صرخ ابو مكنى على أسماعيل و طلب منه أثنين قهوة سكر وسط...ثم أنتقل ألي ليقول بلهجة ودودة:

ولك..لا تخاف ولاه...العمى بقلبك شو خروق

عادت ألي شيء من نفسي فأنا أعرف أسلوب الخطاب هذا فهي الغة الرسمية بين الأصدقاء المقربين في وسط كوسط أبو مكنى و قدرت أن شرا كبيرا لن يصيبني مادام أبو مكنى قد تبنى هذا الخطاب معي فقلت بصوت بملأه التردد:
-أنا مو خايف
-طيب ليش عم تهز من فوق لتحت...
لم أجد جوابا و لكنه عاد ليتابع
-شوف ياواوي أنا فهمت كل شيء ولكن اريد أن افهم شيء لم أجد له تفسيرا كيف وصلت هوية زوجتي الى حقيبتك.

و تناول حقيبتي السوادء وقد كانت أمامة على الطاولة وكانت المرة الأولى التي أرى فيها حقيبتي بعد أن تركتها في الوزارة.و قدرت كمية و الهلع و الأرتباك الذان كانا يتملكاني لتدور عيني متفحصة أجزاء ومكونات الحجرة دون أن أرى حقيبتي السوداء على سطح مكتب أبو مكنى.و يمكن لأي أعور أن يراها بسهولة.قلت و ما زالت حشرجة الخوف تطوق حنجرتي

-و الله يا سيدي لا أعرف فقد أكتشفتها أول أمس و قد جئت اليوم صباحا كي....
فاطعني بحدة و قال..
-أسكوت العمى بقلبك شو مسطول ما بتعرف شو معك و شو مامعك...قلي لشوف وين بتشتغل...

قلت له أنني موظف صغير بسيط في دائرة بسيطة أجاب بلكنه أستفهامية..
-و كيفو مديركن؟؟!!
-منيح ماشي حاله
صرخ في وجهي و كأنني طفل ضغير..

-و لك أنت أكيد مسطول عم أسألك كيفو المدير معك..يعني شو وضعو..حرامي..أمين..و لك شبك؟؟!!
قلت و قد أحسست بأهانة من قسوته غير المبرره
-الرجال منيح كويس دغري..
عاود أبو مكنى الى الصراخ من جديد
-أنت يا أما أجدب يا أما عم تجدبا....و لك يا بني آدم في مدير دغري؟؟!!

لم أعرف بماذا أجيب فقد سمعت أن المدير يتلاعب أحيانا و لكني لست متأكد تماما...فأجبت:
-عملنا ذو طبيعة أدارية و ليس هناك مجال للتلاعب أو الغش
تبسم أبو مكنى ساخرا أو مشفقا ثم سدد نحوي نظرته التاقبة المؤذية و قال :
-شوف ولك...هلق بتقوم بتنقلع من وشي...و بتجي لعندي الأسبوع الجايي...دبة النملة عندك بالمديرية بدي أعرف فيها....مفهوم..

صدمني طلبه و عدت كلية الى نفسي كمن دلق عليي ماءا باردا كنت أتوقع الموت ذبحا أو تقطيعا و لم أتوقع ابدا أن يدسني لأتجسس على زملائي و لم يبدو ابو مكنى أنه يترك لي خيارا فقلت مستفهما...
-دبة النملة...كيف يعني

أجاب و قد أستخدم يدية أول مرة للشرح و الأيضاح
-متل كل شي..أذا واحد شخ بدي أعرف لون شخاخو....ثم نادى أسماعيل..فوجه أبو مكنى كلامة الى أسماعيل
-بتاخد الأخ و بتسلمو كل شي و بتفهمو...يلا شيلو من وشي..

أخذني أسماعيل الى غرفة أخرى و أعطاني أوراقا و أقفلاما وقال لي..
-يا عمي أكتب أي شي عبي ورق و بس

ثم وضع الأوراق و الأقلام في حقيبة سوداء ذات جدران معدنية قاسية مغطاة بالجلد الفاخر.و فيها ثلاث عجلات صغيرة مزودة بأرقام للقفل الأحتياطي السري.كانت هذه الحقيبة أفضل من حقيبتي الأصليه بكثير و لكني لم أرتح لشكلها الذي لا يناسب بأي حال شكلي.

حملت حقيبتي الجديدة و خرجت من ذلك المكان الذي يلفه الصمت و أنا أفكر بالمهمة الجديدة.
يتبع..

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03215 seconds with 11 queries