[عشتاااااااار]

عادل إمام ظهير فرعون ، وعار سـوء الخاتمة..

بالفعل لقد أثبت عادل إمام أنه ممثل يجيد تمثيل أدواره بدقة , خاصة تلك الأدوار التي برع فيها بتمثيل دور العربي الوطني الرافض لكل أشكال التطبيع أو ممالأة حكومته التي وقعت

معاهدات مع العدو الإسرائيلي وذلك ضمن ما قدمه في الشريط السينمائي ( السفارة في العمارة ) فهو يرفض وكما جاء في سيناريو الفيلم تواجد السفير الإسرائيلي في المبنى الذي يقيم

هو فيه , لكن الحقيقة التي لا يرقى إليها أي شك هي أن إمام ما هو إلا طرطور يداهن ويتملق عائلة فرعون ويتمسح بهم لأجل منافع ضيقة رخيصة يظن أنها ستدعم عائلته هو من

بعد رحيله , وتكشفت للملأ حقيقته العارية المخزية حين انحاز لحزب الظالمين وأعانهم في غيـِّـهم وجبروتهم وخيانتهم ضد شعب أرض الأنبياء والمرسلين في فلسطين عموما وفي

غزة تحديدا حينما أدلى بأقوال مشينة أوردتها صحيفة المصري اليوم في عددها ليوم الثلاثاء الفائت 30/12/2008م حين طالب حماس بالتوقف عما تقوم به من تهور وعبثية , ثم

محملا إياها تبعات ما يجري من مذابح ومجازر تقترفها آلة القتل الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني , كما انتقد ( زعيم التمثيل ) المظاهرات المؤيدة لحماس والتي تستنكر في الوقت

نفسه الجرائم الصهيونية التي تجري تحت سمع وبصر العالم , وسخر من موقف الذين يؤمنون بأن النصر قادم لا محالة على يد أهل فلسطين , واستغرب الصيحات التي تندد بتخاذل

الموقف الرسمي المصري مما يجري في غزة واصفا تلك الأقوال بـ ( الكلام الفارغ ) . أنا لن أطالب عادل إمام أن يقتدي بمواقف الشعب العربي , فلعله يعتبرهم من الغوغاء والسوقة

والدهماء , وبأن بواعث عاطفية أو ضيق أفق سياسي أو علل غريزية غير عاقلة هي التي تحركهم , بل أطالبه أن يخجل من مواقف بعض الغربيين الذين لا أعلم ما هي الغاية التي

يسعون من خلفها حين يجاهرون برأيهم العادل ويصنفون إسرائيل على أنها دولة معتدية , كما أنهم يثمِّنون موقف حماس كحركة للمقاومة الشرعية التي من المفترض أن يؤمن بها كل

حر أو صاحب مبدأ حر , ألم يسع ذلك الممثل أن يصمت خجلا من مواقف مشرفة كالتي انتهجها على سبيل المثال ( كين ليفينغستون ) عمدة لندن السابق الذي طالب بطرد السفير

الإسرائيلي من بريطانيا ؟ ألم يسع ذلك الممثل أن يخجل من موقف غربي كموقف الكاتب والصحفي ( روبرت فيسك ) في صحيفة الأندبندنت البريطانية يدين فيها الموقف الرسمي

المصري مما يجري ويصفه بالتواطؤ مع المعتدي من أجل حفنة من الدولارات ؟ ألم يسعه أن يخجل من تقزمه أمام ( جورج غالاوي ) النائب البريطاني المناصر لقضايا العرب

والمسلمين خير من كل مواقف ( إمام الذل ) الجبانة ؟ من مواقف ( بيانكا جاغـر ) الناشطة الحقوقية والمناصرة لقضايا العرب والفلسطينيين , من ( هوغو شافيز ) الرئيس

الفنزويلي , من المظاهرات التي خرجت في كوريا الجنوبية , في الهند , في استراليا , في النرويج وايرلندة وكثير من بقاع العالم , هل يحق لهذا الممثل الرخيص أن يسخر من كل

هؤلاء ومواقفهم العادلة النبيلة ؟ هل يهزأ من موقف الأمريكية ( راشيل كوري ) التي قدمت دمها في سبيل قضية فلسطين حيث أزهقت جرافة إسرائيلية روحها ؟ عار عليك يا (

زعيم الدولار ) نعم هو عار عليك . لا أستغرب تلك التصريحات لو أنها خرجت من أفواه الساسة الأمريكان أو الإسرائيليين , فالطائرات التي تقصف غزة أمريكية يقودها إسرائيلي

بنفط عربي كي تذبحنا ! غزة ليست بحاجة إلى هذيانك يا من اخترت ذل الدنيا بفضيحة سوء الخاتمة , ألم تعلم بأنه ليس بينك وبين الموت سوى خطوات أنت وفرعونك الذي إما أنك

صدقت أنه ربكم الأعلى , أو أنك تحاول أن تقتات بما يلقى إليك من فضلات موائده لتتعيش وتسترزق بها زقـُّوما ؟ فالناس ومن هم بلغوا سنك يبحثون عن حسن الخاتمة , بينما تخبُّط

تدبيرك سيوردك سوءها , ألم تستمع إلى فرعونك وهو يقول : ( إيه عرفك باللي هيدخل المعبر لو أنا وافقتهم وفتحته ؟ ممكن يدخـَّـلوا سلاح , ممكن يدخلوا حاجات ممنوعة , ممكن

وممكن ..؟ دي إسرائيل حقها تعرف إيه اللي فايت عشان هيه قوة الاحتلال وهي المسؤولة عن أي حاجة تدخل ) ! هل من بعد ذلك أي شك في عمالة أو تخاذل أو تآمر ؟ أهو حلال

لإسرائيل وحرام على من يقاومون المحتل ؟ حتى لو عملت المقاومة على تمرير أسلحة من مصر وحتى لو عملت مصر على تمرير أسلحة للداخل الفلسطيني , أليس من العار أن يأتي

اليوم الذي نرى فيه من العرب من يستنكر على العرب مقاومة المحتل الإسرائيلي ويتهيب مساعدة العربي المذبوح بل ويشجب تلك المساعدة ويعيقها تحت شعار وكذبة الحفاظ على

المعاهدات الدولية ؟ أين كانت تلك المعاهدات غير المباركة حينما كانت حاملات الطائرات الأمريكية تمخر مياه قناة السويس لتتسبب بقتل مليون ونصف من العراقيين ؟ أليست هذه

أسلحة بل وترسانات عائمة من الأسلحة وفيها النووية أيضا لنحر العرب تلكم التي مرت من المعبر المائي المصري ؟ بل أي عقل متزن هو ذلك الذي يعطي أي حقوق للمحتل ؟ فكيف

بمن يرعى مصالحه ويحافظ عليها ويصونها ضد أهله وشعبه خاصة وهو يعلم تماما بأن أراضيهم مغتصبة من عدو مجرم كإسرائيل ؟ ألم تستمع يا هذا وترعوي من :" فلا تكن


للخائنين خصيما ولا للظالمين ظهيرا " ؟على أني سأختم بقولي في ذلك علـَّك تعود إلى رشدك قبل أن تأزف آزفتك : إذا جار الأمير وحاجباه , وقاضي الأرض أسرف في القضاء
, فويل ثم ويل ثم ويل , لقاضي الأرض من قاضي السماء .




شام برس بقلم : أحمد علي المصطفى