[tiger]

انتهت مغامرة الجلاء في بطولة غرب آسيا بشكل دراماتيكي كما تابعنا جميعاً أمس بانسحاب فريقنا من المباراة بعد ظلم تحكيمي فاضح . في مشهد مسرحي مدبر أقل ما يقال عنه بأنه فضيحة الموسم على المستوى الآسيوي .
لسنا معتادين على اللجوء إلى نظرية المؤامرة كلما خسرنا والدليل على ذلك بأننا جميعاً اعترفنا بخسارة بطولة الدوري وبأن من فاز بها كان الأجدر . ولم يحدث أن ألقينا وزر خسارة أي من المباريات التي أطاحت بأحلامنا بالبطولة المحلية على عاتق الحكام . بل كنا دوماً ننبه ونحذر من أخطاء المدرب أو اللاعبين وتهاونهم .
إلا أن ما حصل مع الحكمة كان أمراً مختلفاً تماماً وإن كانت تباشيره لاحت في المباراة الأولى في حلب التي شهدت اعتراضات كبيرة على الحكام الذين وصفوا بالمهزوزين حتى أن صحيفة الرياضية المحلية عنونت مقالتها" الحكمة يفوز على الجلاء بمساعدة الحكام " يومها لم نعلق كثيراً على الأمر وقلنا كون الحكام يونانيين – محايدين فهذا ضامن لنزاهتهم . وبررنا لهم الأخطاء الكثيرة التي وقعوا بها وخصوصاً تجاه فريقنا ولعل من شاهد المباراة يذكر دفع محترف الحكمة ألفن سيمز بيده لزعيم بشكل واضح لا يحتاج إلى تأويل وتغاضى الحكم عن هذه الحادثة وفي نهاية المباراة الخطأ الأكبر الذي سجل منه جيرولد وورد ثلاثية بعد ارتكابه لخطأ المشي وهي السلة التي قلبت نتيجة المباراة . طبعاً عدا الخشونة الواضحة لفادي الخطيب ضد كل من دافع عنه والضرب كان واضحاً تحت السلة !!!
كل ذلك تغاضينا عنه واعتبرناه مجرد أخطاء غير مقصودة لا تعني شيئاً . ولكن ما حدث في مباراة الأمس أثبت بأن تلك الأخطاء لم تكن بريئة بل كانت موجهة ضد فريق على حساب الآخر . فبعد أن تقدم الحكمة بفارق 17 نقطة مع نهاية الربع الأول ظن مدربهم ولاعبيهم بأن المباراة حسمت لصالحهم ليفاجؤوا بانتفاضة من الأزرق قلبت الموازين ولولا تدخل الحكام لانتهى النصف الأول بفارق مريح للجلاء .
فهل كان معقولاً الخطأ الهجومي الذي احتسب على جوليوس ضد باسم بلعة ؟؟؟ أظن أن أي حكم درجة ثالثة في سوريا ما كان ليرتكب هذه الكفرية لتتفاقم بعدها المشاكل ويبدأ احتساب الأخطاء الشخصية على الجلاء مثل المطر ومن حالة دفاعية عادية يحتسب الحكم خطأً ثالثاً على جوليوس ألحقه بالخطأ الفني . وهذا أيضاً لم يكن بريئاً والهدف واضح إخراج جوليوس من المباراة الأمر الذي قلب كفة الريباوند التي كان يسيطر عليها الجلاء قبل ذلك . أضف إلى ذلك أن الأخطاء الشخصية كانت تحتسب على لاعبي فريقنا على اللمسة بينما مارس لاعبو الحكمة فنون الضرب تحت السلة دون تدخل من الحكام . ورغم ذلك قلب الجلاء تأخره بـ 17 نقطة إلى تقدم بنقطة واحدة مع نهاية النصف الأول .
لتبدأ المهزلة الحقيقية في الربع الثالث مع الاحتكاك بين كاستس و وورد والتي اعتبرها الحكم أمراً عادياً( ربما في لعبة المصارعة ) أما في كرة السلة فالحالة واضحة وهي خطأ متعمد وهذا ما دفع مدرب الجلاء للاعتراض بشدة فنال خطأ فنياً . وهو صرح لجريدة النهار قائلاً : " أول مرة أشهد حكماً لا يحتسب خطأ على لاعب يمسك بيد لاعب آخر ويقول له تابع تابع. ما حصل معنا معيب وغير مقبول. "
أما القشة التي قصمت ظهر البعير فكانت الخطأ الذي لا يصدق المحتسب على حكمت حداد الذي ألحق بالخطأ الفني ( 3 أخطاء فنية في أقل من 5 دقائق من عمر المباراة ) فكان أن اهتاج اللاعبون وحصل ما حصل .
انتهت المباراة بهذا الشكل المؤسف . والحكام وحدهم من يتحمل مسؤولية هذه النهاية ولن نقبل القول بأن انفعال حكمت أدى إلى الانسحاب لأنه ما من لاعب منفعل يؤدي إلى انسحاب فريقه " القصة قصة قلوب مليانة " والقرار هو للإدارة وليس للاعب . وما زاد الطين بلة هو الشتائم والسيمفونيات المتنوعة التي وجهها الجمهور اللبناني إلى الجمهور والفريق .
نهاية لا يسعنا إلا أن نقول مبروك للحكمة على تأهله بهذه الطريقة . صحيح أنه فاز بمباراة إلا أن إدارته ورئيسه خسرا الكثير . فبعد ما حدث أظن بأن استمرارية البطولة باتت في مهب الريح فأية عقوبة قد يفرضها اتحاد غرب آسيا على الجلاء بضغط من هنري شلهوب ولجنة وصل ستكون نتيجتها انسحاب الفرق السورية من النسخ المستقبلية لهذه البطولة إن وجدت وقد تتبعها الفرق الإيرانية عندها فلينعم منظمو البطولة بمشاركة فرق اليمن والعراق .