وحدها الأرض تفـي بوعدهـا
إلى كلّ سفينة قرّرت الإبحار من مرفأ أمانها الفارغ: أعيدي المرساة إلى مكانها وحافظي على أمانك وإن فارغاً.
مياه المحيط سراب، وقعره كذبة تنتظرك لتتحطمي عليها وتسكني فيها بصمت.
***إلى كلّ زهرة تحاول أن تخرج من برعم صغير: عودي إلى أمان البراعم، شمس الخارج في انتظارك لتحرقك وتسقط أوراقك.
***
إلى كلّ ثمرة تناضل لتنضج على شجرة الحياة: اسقطي وأنت خضراء، لن يكون طعمك مختلفاً بعد النضوج، بل أكثر مرارة.
خيرٌ لكِ أن تعانقي التراب لا الأفواه الشَّرِهة.
***
إلى كلّ يدٍ تمتدُّ صوب الشمس لتتدفأ بحرارتها: عودي إلى بُرُودتك، لن تحصلي إلاّ على حروق ترافقك مدى الحياة.
خيرٌ لكِ أن تظلّي باردة.
***
إلى كلّ قطار يغادر محطّة العمر ليسافر إلى محطات الحلم: لا تغادر يباس أرضك واستسلم لهدير الصّمت.
لن تصل إلاّ إلى محطّات الخيبة.
***
إلى كلّ سفينة، زهرة، ثمرة، يدٌ وقطار، لا تتخلّوا عن ثبات الحالة الرّاهنة، الحياة كذبة، وجميع الأسفار لن تحملكم إلاّ إلى الخيبة.
تزوّجوا الأرض، وحدها. حين تحتضنكم تفي بوعد الدفء الأبدي، وليست تترك فيكم جراحاً لا تندمل. وكلّ زواج آخر: وهمٌ وخيبة.
***