الموضوع: الانتماء
عرض مشاركة واحدة
قديم 12/02/2008   #23
شب و شيخ الشباب Raw
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Raw
Raw is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
Green Idleb
مشاركات:
743

إرسال خطاب ICQ إلى Raw إرسال خطاب AIM إلى Raw
افتراضي


الموضوع بساطة أنّكم مجمعون على أنّ العامل الجغرافي هو الأهمّ بل هو العامل الأوحد الذي يجب أن يكون الولاء من أجله؛ رغم أنّي أتوق لليوم الذي أُصغي فيه بإنصات و انتباه و وقار شديد إلى النشيد الوطني الذي يذاع في نهاية إرسال التلفزيون إلاّ أنّي أخالفكم جميعاً!
إذا كان من المفترض أن يكون ولاء الشخص للأرض التي يعيش عليها إذاً على السوري (مثل yass) الذي يعيش في أوربّا أن يكون ولاؤه لأوربّا لأنّها التي يمشي على أرضها و يأكل من نباتها و يدرس في جامعاتها و يلبس من أقمشتها و يشتري بطاطا شيبس بعملتها و ...
برأيّي علينا إدراج الولاء في قائمة الأشياء النسبيّة (اعذروني؛ أؤكّد لكم أنّ هذا لا علاقة له بإعجابي بأينشتاين): لأوضّح لكم الامر بالأمثلة؛؛
عندما هاجم الاتّحاد السوفياتي أفغانستان في ثمانينيّات القرن الماضي هبّ بعض الأشخاص و من بينهم سوريّون للوقوف في وجه الاعتداء (و الذي حرّكم انتماؤهم الإسلاميّ) كما كان من بين المدافعين عن أفغانستان "أسامة بن لادن" و منظّمته (و الذي حرّكه انتماؤه لأمريكا - و الكلّ يعلم ذلك- مدّعياً أنّ الذي يحرّكه انتماؤه الإسلامي) و دافع عن أفغانستان أيضاً أمريكا (و الذي حرّكها عداوة الاتّحاد السوفياتي) و دافع أيضاً أبناء البلد المعني "أفغانستان" حيث كان الدافع الانتماء الوطني (أيّ لأنّهم أفغانيّيون) هذا كلّه عدا الغربيّون الذين دافعوا بحكم أنّهم من انصار حقوق الإنسان أي الإنسانيّة!
نجد فيما بعد أنّ أمريكا نفسها هاجمت أفغانستان؛ و دافع عن أفغانستان الآن "القاعدة" و "طالبان" و دوبلوماسيّاً "روسيا" و كان دافع "القاعدة" ربّما إسلامي أو معاداة أمريكا أو محالفة طالبان أمّا دافع طالبان كان وطنيّاً لأنّهم أبناء البلد و دافع روسيا تضارب المصالح مع أمريكا فقط؛ و كذلك كان من بين المهاجمين جماعة من نفس البلد "بقيادة مسعود" و كان دافعهم الطمع بالسلطة أو العداء العقائدي مع طالبان أو موالاة أمريكا.
في وقتٍ لاحق هاجمت أمريكا العراق و هبّ بعض الناس من سوريا أيضاً للدفاع و كان هذه المرّة دافعهم الانتماء للعروبة!
و قد تهاجم أمريكا يوماً ما سوريا فيدافع هؤلاء الناس عن سوريا لكن لا يستطيع أحد الجزم بدافعهم فهناك العديد من الاحتمالات مثلاً الشعور الوطني السوري ثمّ العروبة ثمّ الإسلام ثمّ معاداة الإمبرياليّة المتمثّلة بأمريكا و قد يكون لبناء مجد شخصي ..
إليكم هذا الاقتباس ؛؛؛
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : Hus
نحن لينا بالخلاصة، انت بني آدم منيح ، لإنك مسلم حلو، لإنك علماني حلو، لإنك ملحد حلو .. انت ما عم بتمارس القتل خوفا من جهنم (النار) او خوفا من قوانينا المدنية .. شي بيرجعلك ، الي معك انك ما تمارس القتل. و الك الحرية بإختيار موجباتك ..
.
الخلاصة من طرفي أنّ أيّ إنسان سيمنح ولاءه مَن يستطيع الدفاع عنه؛ أي يمنحه للعروبة إذا وجد انّ العروبة تلبّي رغباته و مصالحة الماديّة او الروحيّة على حدٍّ سواء؛ و يمنحه للإسلام أن كان الإسلام قادراً على منحه تلك الحاجات؛ و يمنحه لقريته الصغيرة إن منحته هذه الأشياء و يمنحه للكونغو إن منحته إيّاها المهمّ أن يحصل على راحته و يختلف مفهوم الراحة بين الناس فالبعض يجدها في الراحة الروحيّة و الآخر يجدها في الراحة المادّيّة.
أمّا إن خفّفنا من حدّة اللهجة المادّيّة يمكن أن نصل إلى قاعدة أخرى مشابهة في النتيجة مفادها أنّ الولاء يكون ردّ جميل على هبة ما منحتها الجهة التي ندين لها بالولاء؛ فتجد شخصاً ما يقدّس معلّمه أكثر من أهله لأنّه حصد و شاهد فضائله أكثر من فضائل أهله أو عامل ما ينحاز لأحد الشريكين صاحبي العمل أكثر من الآخر لأنّه منحه زيادةً ما على أجره؛ دولة تدين بولائها لدولة عظمى دون أخرى لأنّها ساعدتها بالقضاء على مرض السلّ.
و الخلاف بين أوّل نتيجة و الثانية أنّ الأولى تقضي بأن يكون الولاء للجهة التي نتوقّع الحصول منها على فائدة أمّا الثانية تكون الفائدة حاضرة يتبعها الولاء.
.
و حسب ما ذكرتُ آنفاً قد تتعدّد مستويات الولاء لذا سيكون هناك على الدوام مفاضلة؛ فلكي أحصل على منفعة ما الآن عليّ أن أكون عضواً في حزب أو جماعةٍ ما تستطيع أن تمنحني هذه المنفعة لكن أجد أنّ تعارضاً ما قائماً بين أفكار هذا الحزب و أفكار أخرى لجهة أدين لها بالولاء مثلاً ديانة ما و ليكن هذا التعارض أنّ الحزب المزعوم يشترط أن أكون لادينيّاً فتحصل المفاضلة؛ الديانة ستمنحني الجنّة في عالم ما بعد الموت و الحزب سيمنحني منفعة ما ؛ هل عليّ التضحية في النعيم بعد الموت من أجل هذه المنفعة أم عليّ التضحية بهذه المنفعة؟
.
و هنا أظنّ قصد (yass) أن يربح الانتماء الوطني السوري في كلّ المفاضلات.
حسناً... إذا أراد الوطن أن يربح هذه المفاضلة عليه أن يقدّم هباته لأصحاب الولاء بحيث تمنعهم من التفكير في التحوّل إلى ولاءٍ آخر!

.
و في النهاية أتذكّر و أقتبس توقيع أحدهم:
"إنّ الذي يدّعي أنّه يدافع عن الله أو الإنسانيّة أو الدين أو الوطن كاذب؛ إنّما يدافع عن أديلوجيّة رتّب حياته على أساسها"
.

.
®



مهندس هذا الكون العظيم قد بدأ يظهر على أنـّـه عالمٌ رياضيّ بحت.
^
^
المبادئ الرياضيـّـة هي الأبجديـّـة التي كتب بها الله هذا العالم وبدونها سوف يكون صعباً علينا أن نفهم كلمةً واحدةً من كتاب الطبيعة.


®

آخر تعديل Raw يوم 12/02/2008 في 02:43. السبب: تنسيق ®
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04110 seconds with 11 queries