8 أيار
المشكلة أننا نعيش ، في غالبيتنا ، وكأننا نصارع الغرق ، ملتصقين دوما ً بطوق النجاة . نحن نعيش منشغفين بتحقيق ذواتنا ، وكل ما نقوم به يهدف إلى تأمين سلامتنا وسعادتنا . إننا نجد السبيل إلى الأنانية ببراعة ودقة . فهذا الانشغال بالذات يشكل عقبة كبرى في سبيل السعادة وتحقيق الذات ، لأن سعادة الانسان واكتماله لا تتحققان إلا من خلال الحب الصادق . على كل منا أن يتخذ قراره الأساسي في شأن طريقة الحياة التي يريد أن يعتنق . فإذا كان قرارنا أن نمضي العمر بحثا ً عن سعادتنا نحن وتحقيق ذواتنا ، فإننا نحو الفشل سائرون . وإذا شئنا أن نساعد الأخرين على تحقيق ذواتهم والعيش بسعادة ، وهذا هو معنى الحب ، عند ذلك نبلغ سعادتنا ونحقق ذواتنا .
الشخص الذي لا يبحث إلا عن تحقيق ذاته ، ولا يحب إلا في سبيل تحقيق ذاته ، سرعان ما يخيب أمله لأنه لا يزال يجعل من نفسه محور كل شي ، إن الإنسان يكبر بقدر ما يوسع آفاقه ، ومن يقرر أن يحب آملا ً أن يبلغ السعادة والاكتمال الذاتي من خلال هذا الحب فإن أماله تتحطم لأن أفاقه لم تتخط ضيق نفسه . لا يمكننا أن نفهم الحب كطريق إلى اكتمال الذات ، منطلقين دوما ً من حاجاتنا لنعود من خلال الآخرين إلى انفسنا . لا يحق أن نستعمل الأخرين كأدات . إنهم الهدف النهائي للحب ، نحن نبلغ النضج بقدر ما نتمكن من الانتقال في التركيز بعيدا ً عن ذواتنا وعن الأنانية التي نريد أن تخضع كل شيء لحاجاتنا وسلامتنا