تاجر المـوت .. و القطط .!!
"في حياته كان ملء الدنيا و حين انطفأ لم يعد أحد يذكره في أي كتاب ..! من أطفال الشوارع في استامبول كان و حين مات عن ثروة خرافية و لم يقتل إنساناً واحداً و لم يكن قائد جيش .. و مع ذلك ففي عنقه دماء عدة ملايين من البشر ...."
باسيل زاخاروف
اسمه الحقيقي "زخريا باسيلوس زارابولوس" .. شوارع استامبول عرفته صبياً يشحذ في البارات من البحارة ثم عمل في الإطفاء - و استامبول خشبية و حراقئها معروفة و رجال الإطفاء فيها أول الناهبين -
بعد الإطفاء عمل في الصيرفة و حين أحضى صاحب ثروة قليلة غير اسمه فصار : باسيل زاخاروف ليعطي الانطباع بأنه روسي ..
أصبح وكيل شركة انكليزية للأسلحة و هنا انكشفت مواهبه العجيبة منذ الصفقة الأولى ..
ذهب إلى اليونان فقال : إن لدى تركيا أسطولاً كبيراً فإن كان لديكم غوّاصة استطعنا إجراء نوع من التوازن - و كانت الغواصة في تلك الأيام هي السلاح المعجزة - و حين أبدوا العجز عن شرائها قال لا فرق ..! أهديكم الغوّاصة ..
و هكذا دخلت هذه القطعة البحرية الهامة ميناء بيره .. و ذهب إلى العثمانين فقال لدى اليونان غوّاصة و لدي ثلاث غواصات للبيع فما رأيكم ؟ و قرر السلطان شراء الثلاث ..! و لم تنتهالصفقة ..!
ذهب زاخاروف إلى روسيا و أفشى ‘ليها السر التركي فقرر القيصر شراء ست غواصات ..
و أدخل زاخاروف تعديل على طريقة بيع الأسلحة كانوا قبله يقنعون بالنسبة المئوية المخصصة للسمسرة و جاء الرجل فقلب المعادلة رفع الرشوة التي يعطيها لمن بأيديه أمر الشراء غلى ثلاثة أضعاف و رفع أسعاره إلى الضعفين ..
و كان من الجرأة بحيث يترك حقيقة محشوّة بالملايين على مكتب الذي يزوره .. فعلها مرة مع الوزير الفرنسي أريستيد بريان فلمّا استدعاه أجاب : إنها لضحايا الحرب ..
يتبـــــــع ...
ويحَ زمَنٍ أصبَحَ فيهِ عاشِقُ الوطَنِ يُهان ..
ويُشطَبُ مِن ذاكرةِ عشقِهِ ..
ومِن قائِمَةِ بني الإنسان !!
.
|