عرض مشاركة واحدة
قديم 05/05/2005   #11
شب و شيخ الشباب قصي مجدي سليم
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ قصي مجدي سليم
قصي مجدي سليم is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
مشاركات:
169

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : عاشق من فلسطين
اقتباس:
السؤال الأول: لنبدأ بنشأة الفكر القومي العربي, ما هي الدلائل مع أو ضد الفكر القومي على مستوى الانتربولوجيا أي علم الإنسان.. أي هل هناك دليل على وحدة الشعوب العربية بشريا؟ هل هم شعب واحد فعلا ام شعوب منفصلة؟ (ناحية عرقية)
أن الحالة الطبيعية لأي مجموعة بشرية تملك بعض الصفات المشتركة .. من حيث مكان الاقامة .. والعادات والتقاليد .. واللغة والتكوين الفيزيولوجي البشري .. يخلق تلقائيا" فكرة الرهط ( أي شمل الأفراد في مجموعة واحدة) وهنا أنا لا أعني الدولة لأن الدولة هي فكرة أقدم وأقل اتساعا" من فكرة القومية العربية .. يعني أن فكرة القومية العربية هي موجودة باطنيا" وأسباب وجودها هي من خلقها .. وليس هي التي خلقت أسباب وجودها.. فالعرب بموجب موقعهم الجغارافي المشترك .. والحضارات القديمة التي ينتمون اليها .. ولغتهم المشتركة .. وتكوينهم الفزيولوجي المشترك .. وفر المناخ الملائم .. لوجود فكرة القومية بشكل باطني .. ولكنها لم تظهر حينها لعدم وجود اخطار تهددهم .. لتدفعهم للتوحد .. بل كانو يتناحرون فيما بينهم (ولا أظن ان هناك أحد لم يحضر مسلس الزير سالم) وبعد ذلك توحدوا حت راية الاسلام الذي انتشر عندهم بلغتهم ..(يعني أنا هنا سأتحدث كملحد) أن محمد لو لم يرى في العرب نقاطا" مشتركة جدا" .. وروابط تجعلهم يستطيعون الاندماج تحت دين أو فكر أو قومية أو أي شيء .. لما استطاع أن ينشر دينه بينهم .. يعني عندها أيضا" كانت فكرة القوميية العربية موجودة باطنا" ... ومن ثم تتالت الحضارات والدولة الاسلامية الأموية والعباسية والحمدانية .. الخ الخ .. وكل هذه الحضارات لم تكت تعتمد على الدين السلامي كموحد للعرب .. بل اعتمدت على العرب الوحدة الموجودة أصلا" في عدة أوجه بين العرب .. لا أريد ان اطيل الحديث .. واستمر الوضع هكذا .. الى أن جاء الاحتلال العثماني ... الذي فجر فكرة القومية العربية .. فهنا كان العرب في حالة خطر .. فهم مسلمون .. والعثمانيون مسلمون .. ولكن هم عرب وأولائك أتراك .. هم في أرضهم وأولائك جاؤوا ليحتلوا أرضهم بحجة الدين .. وهنا أحب أن أقول نقطة أظهرت نفسها بنفسها أن القومية العربية رابط كان أقوى من الدين بين العرب .. وكان متأصلا" في داخلهم طوال عقود دون أن يظهر .. أكثر من الدين .. بل أن الدين نفسه سهل دخوله اليهم وجود بذور مشتركة بينهم (تسمى بالقومية العربية حاليا) .. (وهنا لم أذكر المسيحيين ، لأنهم كانوا أقليات ولم يظهروا حتى فترات متأخرة في التاريخ العربي الاسلامي الطابع ) .. اذا بدأ فكرة القومية العربية بالخروج من العقل الباطني للأيديولوجيا العربية .. الى العقل الظاهري لها .. في أواخر الاحتلال العثماني ...ومن الناحية النظرية كانت مسالة القومية العربية وفكرة الأمة العربية قد نضجت على أيدي عدد من المفكرين في سوريا الكبرى ..قبل قيام ثورة تموز في مصر والتي انتهجت العمل الواقعي ،والأدوات العسكرية في تحقيق هذه الفكرة التي أنضجها الوضع في فلسطين ،والتحديات ،والانتهاكات التي حصلت من قبل الحركة الصهيونية . أي ان شعور العرب بالخطر هو الذي أظهر القومية الدفينة فيهم ..وبالمقابل فقد عمل البعثيون على انتهاج طريق منظم لتحقيق القومية العربية على أسس اشتراكية ،أي ربط القومية بالاشتراكية ،ورغم إن عبد الناصر و البعثيين ينتهجون الفكر القومي إلا إن تقاطعات كبيرة بدت بينهما من حيث الأيديولوجية ومن حيث التطبيق.
واما في العراق فقد بدأت الفكرة القومية منذ بداية الدولة العراقية وربما تكون ولادة هذه الفكرة جاءت من رحم الثورة العربية الكبرى التي قام بها الشريف حسين بالتعاون مع البريطانيين حيث التحق به ياسين الهاشمي وجعفر العسكري ونوري السعيد وهما من أهم الشخصيات العسكرية السياسية التي كان لها الدور الاهم في السياسة العراقية ،وفي صياغة أسس المشروع القومي في العراق.
ومن الملاحظ أن عصر القومية العربية الذهبي قد تلاشى مع تلاشي زمن حركات التحرر الوطني في الشعوب التي فشلت في استثمار عملية الاستغلال الوطني في أيجاد وخلق فرص تنموية تقفز بها الى مصاف الدول المتقدمة.
يعني ان القومية العربية سواء كانت موجودة في العمق التاريخي العربي .. أو أنها افتعلت من قبله للرد على أخطار محدقة بهم ( وساعدهم في تحقيها وظهورها أمالاهم وآلامهم وجغرافيتهم المشتركة .. وكل ما تعلمناه في كتب القومية) بكلا الحالتين فهي عندما كانت في أوجهة كانت لو تم الهتمام بها بقوة ووطنية مشروعا" رائعا" للعرب .. وهنا أنا أعني لو أنهم انطوى تحت راية القومية العربية .. مع الاحتفاظ بالاستقلال السياسي والجغرافي لكل دولة .. والاتحاد المصيري والمعنوي بينهم .. لكن ساسة العرب انهمكوا بتصدير سياسات فاشلة كما في ليبيا والعراق ومحاولة تعميم نظامها السياسي على الدول المجاورة ،بدعوى التحرر القومي العربي ،وان التعاطي مع الفكرة القومية العربية افسدها كثيرا رغم انها اسهمت في صعود ساسة وضباط ونظم لاتستحق الحكم ،وجعلتها المتحكم الوحيد بمصير ملايين الناس.
يعني أنا حاليا" لازلت مؤمنا" ( وهذا شيء شخصي لا أطلبه ولا أعتبر أي شخص لا يؤمن به أنه خائنا" أو ليس وطنيا") بالقومية العربية وأعمل عليها ولو في اطار ضيق .. فأنا أتعرف على أشخاص من بلدان عربية أخرى يسكنون في سوريا . وخاصة بسبب طبيعة عملي في مقهة انترنت في أحدى ضواحي الشام التي تعج بالجنسيات العربية المختلفة ..
الخلاصة : انا لازلت أرى بأن القومية العربية هي أروع مشروع طرحه المفكرين العرب للوضع العربي .. ولكني أرى أن الوقت الآن غير مناسب لطرحه والتمسك به .. لأن الجو ليس ملائما" له .. وكل من يطرحه حاليا" هو غالبا" يطرحه ليزيد من اجهاض فكرة القومية العربية في فكر الشارع العربي .. التي تعرضت لثلاثين سنة من الاجهاض من خلال سياسة الحكام العرب . الذين أفهمونا بأنهم يعملون لصالح القومية العربية (وكانوا عكس ذلك ) ولكننا لم نعرف انهم عكس ذلك .. ولكن كل ما عرفناه بأنهم فعلا" يعملون لصالح القومية العربية .. وفي الوقت نفسه كنا نرى حالتنا كمواطنين (كل في دولته) تزاداد سوء" .. مما دفعنا الى نبذ القومية العربية دون أن نعرف أن ما كنا نتعاطاه خلال 40 سنة كان عبارة عن زيف قومي .. وقومية كراسي ..
ولا تستغربوا ذلك .. فهذا ما حصل أيضا" بالنسبة لنزيف الأمة العربية .. فلسطين .. وبسبب الزيف السياسي الازدواجي .. كره الشارع العربي قضية فلسطين .. التي لم تكن مطروحة بشكلها الصحيح في أعلامنا ومن قبل قاداتنا ..

أعتقد في رأيي الشخصي أن الأخ العزيز (العاشق) قد اخطأ في سرد بعض الحقائق .. ولقد أوقعه خطأه هذا في سلسلة تصورات وأفكار خاطئة ..
في البدء أحب أن أشير الى أن القومية العربية فكرة (عنصرية) وهي التي قد اوقعت العرب في كل المشاكل التي وقوعوا فيها منذ العام 1936 وحتى الآن.. فلولى العنصرية في التعامل والأنفة الكاذبة والصور الشائهة التي حاولوا تقديمها عن اليهود والغرب .. لولا كل هذا لكانت القضية الفلسطينية قد حلت من تلقاء نفسها منذ العام 1936 ولكننا جررناها الى 1948ثم الى 1956 ثم الى 67 ولا زالت الخطوات نحو الهاوية .. كل هذا بدعوى (العنصرية العربية)
وليس العرب (شعب) ولا هم (أمة) لكي ينادوا بالقومية العربية.. ولم يكن العرب في يوم من الأيام شعب .. ولم يكونوا أمة في يوم من الأيام ..
ولم يستبطن (محمد النبي) هذا في دعوته للعرب .. فإن محمد (النبي) ليس ذو أصل عربي بل هو (عبري) الأصل وهو ينتمي الى العرب المستعربة وليس العاربة..
لم تمتلك القبائل العربية مقومات وحدة في ذلك الزمان (ولا يمتلكوها على أساس القومية الآن)..
لم تكن القبائل متوحدة لغة ، ولا دينا ، ولا ثقافة، ولا جغرافية ، ولا على أي مستوى إثني أو إداري ..
كانت القبائل العربية مختلفة في ثقافاتها وفي اديانها وفي عاداتها وفي تقاليدها وفي (لغتها) .. وما فعله (محمد النبي) هو أن جمعهم على (لغة قريش) ووحدهم تحت دولة المدينة .. ولكنه لم يصهرهم كبوتقة واحدة أبدا .. لأنه وفي صميم دعوته يقول :
(يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
ولأنه يقول:
(لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى)..
وبهذا فلقد جاءت الدولة وهي تعلم تماما أن تمايز الناس فيها ليس (للجنس) مصير فيه .. وإن صاحب هذا المشروع هنات عديدة أولها هو وجوده في الرقعة (التي تضم قبائل عربية) وتكونت جيوشه الأولى (من القبائل العربية) لهذا كان لهم الفضل الاول في كل هذا .. ولكن العرب لم تكن لهم حضارة في يوم من الايام وهم أميل الى البادوة منهم الى الحضر (راجع صاحب المقدمة إبن زيدون) .. لهذا فإن ما حدث هو الذي حدث لليونان.. لقد قيل :
(إن الرومان قد إنتصروا عسكريا ولكن اليونان إنتصروا ثقافيا)
والعرب أنتصروا عسكريا .. لكل ما ذكرنا .. ولكن كل حملة الثقافة التي (جاء بها الاسلام) قد كانوا غير عرب .. وللعجب فإن أكبر عالم لغة عربية كان غير عربي (سيبويه) وصاحب أكبر كتاب للأحاديث النبوية غير عربي (البخاري) ورواد الفكر والفلسفة والعلوم كانوا غير عرب .. وما كان للدولة الإسلامية أن تستمر في العهد العباسي لولا المماليك .. لهذا فإن تصوير دور الأقليات وكأنه دور _ثانوي) لم يكتمل الا في العهد العثماني .. يعتبر تصوير مخل .. وحتى في العهد الحمداني كان حاكم مصر (أكبر دولة عربية) غير عربي (كافور) ...
ليس للعرب حظ في الحضارة الاسلامية إلا الدين الجديد و الا من قبيل إنصهارهم فيها مع البوتقة التي شكلها الاسلام .. ثم هم بعد العهد (الراشد) لم يكن لهم حظ من الدين الجديد الا الشكل فقط فأنتهت بهذا (أسباب عزهم)..
لأن تعاليم الدين الجديد كانت بلا شك(أتكلم كمؤمن هنا ، وكتاريخي أيضا) كانت بلا شك أفضل بما لا يقاس من تعاليم الجاهلية .. ولكنهم لم يكن لهم حظ منها بعد العهد الراشد..
إذن خلاصة هذه النقطة .. لم يكن للعرب شيئا مشتركا غير (الدين الذي وفره محمد النبي) وقبلها لم يكن لهم شئ مشترك .. لا دين ولا لغة ولا ثقافة (مبحث اللغة هذا يمكن الرجوع اليه بصورة أكثر تفصيلا أذا أحب المشاركون)..
والاسلام لم يخلق من العرب (شعبا) لأنه ينقض في نصوصه العنصرية (الإثنية) ويأبى أي تكتلات على مستوى الجنس أو النوع..
النقطة الثانية / أعتقد أن السياسات العربية الفاشلة لا يكمن العيب فيها للنظرة القومية فقط بل الى الجهل وسوء الخبرة والدكتاتورية .. وما تم تصديره من أنظمة قومية فاشلة هو في نظري أفضل نموذج للقومية ولن تستطيع القومية أن تأتينا بأفضل من (عبد الناصر) .. ورغم هذا فإن عبد الناصر بالذات يتحمل المسؤلية كاملة عن كل ما يجري الآن في المنطقة العربية .. وهو صاحب العقلية التي ترفض (الإعتراف، والتفاوض، والسلام) مع إسرائيل.. وهو من أكبر مزيفيي الديمقراطية بعد (الشيوعيين، وموسليني، وهتلر) وهو قبل هذا وذاك صاحب الشعبية الكبيرة التي إن نمت عن شئ انما تنم عن الجهل الذي وقعت فيه شعوبنا ولا زالت تقع فيه حتى الآن....
ختاما كما بدأت أختم .. إن القومية العربية (عنصرية) ، وهي دجل .. اسأل الله أن يعافي أفكار أهلنا منه وينظر كل منهم الى (الإنسان) بدلا عن العرب.. ويصبح التمايز بالافكار ، بدلا عن الجنس واللون واللغة.
دمتم
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05197 seconds with 11 queries