ننتظر سنة كاملة لتطفأ الأنوار لحظات ذات ليلة ، ونغمض أعيننا ونتمنى .
ننتظر سنة كاملة نجمع خلالها الامنيات والاحلام والقرارات ، ونلقي بها لتلك اللحظة المظلمة أملين تحقيقها .
وأنتظر مع الآخرين ، أملة أن أضيء أنوار العام الجديد معك ، أن تلتقي أمنياتنا واحلامنا ونغيّر معا ً رقم السنة الجديدة .
وأتساءل في نهاية كل عام ، لماذا يفرح الناس لقدوم سنة جديدة ، لماذا لا يحزنون لانتهاء عام من حياتهم ؟ وأنا لم أعرف الفرح والأمل إلا منذ ان عرفتك . قبلك كان الحزن رفيق كل اعيادي .
كل عام يمضي يصبح تاريخا ً ، والناس تكره التاريخ ، تحاول تناسيه ، والا لماذا نكرر أخطاء تاريخنا في كل خطوة من خطوات المستقبل ؟
كل عام يمضي ، يرحل ومعه أحزان البعض وأفراح البعض ، يرحل ومعه أمنيات لم تتحق ، ينطوي ومعه أيام عمر عشناها ، وأيام تمنينا لو أنها لم تنته .
انظر اليك بكل الحنان الذي اعرفه ، يا فرحة سنواتي المقبلة ... انظر الى سنوات حياتي الماضية التي لا أذكر منها الا تاريخ لقائنا ، وتاريخ حبنا وتفاصيل حكايتنا . قبلك لم تبدأ السنوات في حياتي . يوم حفظت اسمك كان يوم مولدي .
كل سنة أخاف أن أكون قد أنفقت كل الحب الذي خبأته لك ، أخاف أن أكون قد فقدت سحر الحبيبة ، أخاف أن تتغير أنت بتغيّر تاريخ السنة ، وأتحول أنا إلى جزء من تاريخ .. من عام انتهى .
أقف معك على أعتاب مرحلة جديدة قد تفرحنا ، وقد تشقينا ، لكني ككل الناس قوية بالأمل ، أحاول التفاؤل رغم خوفي ، وأقف بعناد متحدية كل تغيرات الدنيا ، رافضة مساومة سنة جديدة قادمة على استمرار حكاية حب أظنها أبدية لا تتغير .
أبحث عنك قبل أن تطفأ الأنوار ، أبحث عن تأكيد للحب في عينيك عن ابتسامة ثقة على شفتيك ، عن نظرة لامبالاة بكل ما يحدث أو قد يحدث ، أبحث عن تأكيد لحبك ، عن وعد باستمرار الفرح والحب .
وتطفأ الأنوار وأتمنى .. اتمنى لو استطيع اختيار أفضل سنواتي الماضية ، وأكررها مرة بعد مرة ، فأنا أخاف مفاجآت الغيب في سنة جديدة ولا أعرف كيف يمكن للسنة أن تكون أفضل
كل عام وأنت حبي كما عرفته لا كما قد أعرفه .