عرض مشاركة واحدة
قديم 05/10/2009   #219
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


5 تشرين الأول

إن وعي تلك الحقيقة أضاف بعداً جديداً , لا إلى حياتي فقط , بل إلى تفكيري في الطبيعة البشرية أيضاً . كنت قد تيقّنت أن الحبّ هو الحلقة الأساسية في مسيرة العيش العميق الحيّ , و أنّ نجاحه رهن بإرادتي عل العمل لإنجاحه .
بدا لي جلياً أن عمليّة الاتصال هي للحبّ نبع الحياة , و أن الخبرة و التعبير عن العواطف هما بمثابة اللبّ من عملية الاتصال . و وعيت أيضاً أنّ ما من أحد يمكنه أن يُحدث عواطف في شخص خر , بل جلّ ما يستطيع المرء تحقيقه , هو عملية توعية لتلك العواطف الراقدة في انتظار مَن يوقظها .
و بعد أن انتقلت من تبصر إلى تبصر , و في كل تبصر عمق فهم جديد يكشف لي أرضاً جديدة , بقي يراودني سؤال واحد :
ماذا لو قرر المرء أن يعمل بوحي كل تبصر , و يختبر الوحدة و الخوف و الغضب ... بعمق , و يعبر عنها بنضج , ماذا بعد ذلك ؟
فهل مجرد التعبير عن تلك العواطف السلبية المضنية يكفي لإحداث تغيير إيجابي في نمط ردّات الفعل عند المرء ؟؟
من علماء النفس مَن يجيب بالإيجاب عن هذا السؤال , و منهم مَن يرى عكس ذلك .أما خبرتي الخاصة ,مع نفسي و مع اخرين ,فتقودني إلى الاعتقاد بأن تغييراً في نمط شعور سلبي لا يحصل إلا من خلال التفكير الذي يبدل في النظرة إلى الواقع , يبدل في الرؤية .
يبدو لي الآن بديهياً أن ردات أفعالنا العاطفية ليست قسماً ثابتاً من كياننا ,بل إنها تنبع من نظراتنا إلى أنفسنا ,إلى الآخرين و إلى الحياة و العالم و الله .
هذه النظرة تتحول إلى محور للحياة ,في إطاره نعمل و نتحرك . و من خلال أفكارنا و مواقفنا ,تنبثق ردات أفعالنا العاطفية . فالعواطف السلبية , إذا كانت ثابتة ,تشير إلى أن هناك وهما في تفكيرنا و تقلبا في رؤيتنا .
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03960 seconds with 11 queries