15 تشرين الأول
الإنسان الذي يعيش ملء الحياة حيّ في عقله . هو يعي أهمية قول سقراط و حكمته : " الحياة التي لم تُفهم لا تستحق أن تعاش " . و هو بفكر باستمرار , و بتساءل عن معنى الحياة ، و يصغي إلى ما تطرح عليه الحياة من أسئلة . فيه قلب يخفق بقوة و له إرادة لا تخشى الصعاب .
يحبّ كثيراً و في حبه صدق . إنه يحترم نفسه ، و على هذا الاحترام يبدأ بناء الحبّ . الإنسان الذي يعيش ملء الحياة إنسان يقدر نعمة الحياة و ما وضع فيه الله من قدرات . و يقدر نِعمَ الآخرين و يقلق عليهم . فسعادتهم و نجاحهم و سلامة عيشهم في صلب همومه . إنه ملتزم بالأمانة الصادقة لمَن يحب .
إنّ لأمثال هؤلاء الناس فرح الحياة ، و لهم فيها دائماً بهجة عيد . فحياتهم ليست مسيرة جنائزية مستمرة ، بل إنهم في كل غد على موعد جديد مع الحياة . للحياة عندهم معناها و للموت أيضاً معناه . و ساعة يأتي يجد فيهم قلوباً مفعمة بالامتنان لكل ما كان ، و لما كانوا هم عليه ، و لخبرة حياتهم الجميلة . فكأن ابتسامة تعمّ كيانهم بأكمله و هم يستعرضون حياتهم . و العالم من بعدهم سيبقى مكاناً تحلو فيه الحياة ، و يعمه الفرح و روح الإنسانية ، لأنهم هنا عاشوا و هنا ضحكوا و أحبوا .