17 تشرين الأول
الإنسان الذي يعيش ملء الحياة يقبل نفسه و يحب ذاته كما هو . هو لا يعيش في انتظار غد قد لا يأتي ، يظهر هو فيه كما يود ان يكون . إنه يشعر ، كما أنت و أنا أشعر ، عندما نلتقي شخصاً نقدر و نحب . يرى ما هو حسن في حياته ، و يقدر حتى صغائر الأمور من قدراته على الابتسامة ، إلى أكبر القدرات عنده ، يقدر ما هو في أساس طبعه و ما حققه هو بتعبه . و عندما تصدر عنه الصغائر يتعامل مع ذاته بعطف و وداعة . يحاول أن يفهم من دون أن يدين . يفرض على نفسه نظاماً قاسياً و لكن بوداعة .
إن النبع الذي منه يستقي المرء ملء الحياة إنما ينبت في الداخل .
و يعلمنا علم النفس أن قبول الذات و النظرة الإيجابية إلى النفس و الفرح الداخلي في الحياة ، كلها تشكل الأساس الذي عليه تُبنى الحياة الحقيقية و النبع الذي فيه يبدأ كمال الإنسان .