20 تشرين الأول
بعد أن يكون الإنسان قد تعلم كيف يتخطى ذاته ، آنذاك يبدأ يكتشف معنى لحياته . هذا المعنى هو ما سماه فيكتور فونكل Victor Frankl " دعوة خاصة أو رسالة حياة " . إنها قضية التزام بشخص يؤمن به أو بقضية يجند في سبيلها قواه . هذا الإيمان - الالتزام هو الذي يعطي حياة الإنسان نهجها ، فيأخذ كل جهد معناه و قيمته الخاصة . و إذا ما كرس الإنسان نفسه لمثل تلك المهمة ، فلا بد و أن يرتفع فوق تفاهة صغائر الأمور التي تنهش معنى الحياة فتشوهه . و إذا ما خلت حياة امرئ من المعنى ، تحول همه من خدمة الآخرين إلى ذر الرماد في عيونهم . و قد يلجأ إلى اختبارات متعددة ، يبحث دائماً من خلالها عما يحطم التراتبية الفارغة المقلقة في حياته . و لربما بلغ به الأمر إلى ضياع في أدغال أوهام خلقها فيه مخدر أو مسكر . الطبيعة البشرية تمقت الفراغ . فأما أن يكون لنا قضية نؤمن بها ، و أما أن نقضي ما تبقى من العمر في محاولة تعوبض عن فشل نعيشه في عمق أعماقنا .