عرض مشاركة واحدة
قديم 02/02/2008   #3
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

Lightbulb


قالت ذلك بارتباك. ورددتُ على السؤال بسؤال آخر، محاولاً أن أعرف منها أو أن تزيد في الموضوع شرحًا: "هل هذا هو السبب الوحيد برأيك؟" أجابت: "يعني كيف بدي قلك... مثلاً ما بقدر أتخيل حالي عم نام معه أو حتى أنو شوفه عاري." لاحظت هنا أن لديها وعيًا بهذه النقطة مع خليل الثالث، فحاولتُ أن أنقل هذا المعنى إلى علاقاتها الأخرى، فسألتها عما إذا كانت تستطيع أن تتخيل أنها تنام مع شخص آخر؟ وكان ردها بعد التفكير بعض الوقت (وكأنها تحاول أن تفتش عن مثال ما) وتابعت: "نعم... عفيف، مثلاً. في البداية تخيلت معه أنني أستطيع ذلك... في البداية فقط."
تابعت استفساري عن الموضوع فسألتُها: "لماذا، برأيك، لا تستطيعين أن تري خليل الثالث عاريًا؟" وهنا فلننتبه جيدًا إلى جوابها: "لا أعرف... أنا لم أره إلا مرة، وذلك عندما كنَّا في تركيا صغيرين، تقريبًا بعمر 5 سنوات... رأيته واقفًا يبول على الحائط في الطريق. وعندها ذهبت لعند والدتي وصرت أصرخ وأضرب الأرض برجلي، وقلت لها: "بدي مثل اللي عند خليل!" ولكنها قامت بتوبيخي وضربي لأنني أكثرت من الصراخ. وهذه هي المرة الوحيدة التي شفته عاريًا فيها." وهنا لم أشأ أن أعلِّق أو أعقِّب على كلامها، لأنني أحسست أنه كلام مهم، ويحتاج إلى المزيد من التفكر فيه.
وقبل أن ينتهي اللقاء قالت لي: "لقد أعجبني تفسيرك للحلم. وأريد أن أحكي لك عن حلم ثان حلمته البارحة أيضًا." وكان الحلم كالتالي:
حلمت أنني أحضِّر نفسي للذهاب إلى مكان ما. عندئذٍ دقَّ جرس الباب. فتحت الباب ووجدت هدية صغيرة متروكة أمامه، دون أن أجد صاحبها. فتحت الهدية – وكنت سعيدة المزاج – ووجدت دبًّا صغيرًا، جميلاً، يحمل بيده شمسية صغيرة مغلقة. كما أني وجدت سعرًا على الهدية، وكان على ما أذكر 12790، وبدأت ألعبُ معه بفرح. وفجأة بدأ الدب يكبر ويكبر. وأذكر أنني لم أعد في البيت وإنما في فضاء أوسع. وبدأ الخوف يتملَّكني شيئًا فشيئًا. وأخذ الدب يلاحقني بشمسيته التي تحولت سيفًا، وراح يكبر أكثر، حتى حَجَبَ ضوء الشمس عنِّي، فسقطتُ أرضًا وأنا خائفة جدًّا. وهنا انتهى الحلم.
تأويل اللقاء السابع:
ظهر بداية في هذا اللقاء خليل الثالث الذي يطلب الزواج منها. وخليل هذا ظروفه مناسبة، ولديه نقطة هامة في صالحه، وهي قبول أهلها له. ولكن ما هي الحجة هذه المرة؟ ومن خلال بحثنا عن الحجة ظهرت حادثة هامة عظيمة جدًّا في طفولتها، نستطيع من خلالها – حادثة التبول – أن نربط بين الكثير من الظواهر السابقة. فسهاد تعرَّضتْ في طفولتها في عمر الخمس سنوات – وهو العمر الذي يكتشف فيه الجنسان تميزَهما واحدهما عن الآخر – إلى توبيخ ومعارضة شديدة بإزاء رغبتها القوية آنذاك في امتلاك قضيب. إن في ذلك لإشارة هامة إلى إمكانية كبت هذه الرغبة لديها على حساب تمثُّلها لأنوثة ستبقى ناقصة ما لم تتَّحد بالجنس الآخر (الذكر)، موضوع رغبتها السابقة – هذا الاتحاد الذي لم يُكتَبْ له النجاح حتى الآن.
لم أستطع أن أجد تفسيرًا منطقيًّا للحلم الثاني، سوى أن هناك وضعية ارتياح للشمسية الصغيرة التي ترمز إلى قضيب صغير، وربما إلى بَظْرٍ مخصيٍّ، ووضعية خوف وانزعاج وهرب من قضيب كبير كالسيف يحاول إيلامها.
اللقاء الثامن:
أتيت إلى اللقاء حائرًا، بعد فشلي في تفسير حلمها الثاني. وكنت أفكر كثيرًا في ما سأقوله لها إذا ما سألتْني – وهي ستسألني حتمًا. دخلت إلى منزلها محاولاً اخفاء ارتباكي. وبينما كنت أهمُّ بالجلوس قمت بمحاولة لتهدئة توتُّري قليلاً، وبدأتُ أكتب تاريخ الجلسة بتروٍّ، وشردتُ قليلاً في التاريخ الذي لا أدري لماذا كتبته هذه المرة على الشكل التالي: 01 4 15، مع العلم بأني، في الحالة العادية، أكتب التاريخ على الشكل التالي: 01-4-15. وقرأت الرقم أمامي كالتالي 15401.
وهنا باغتتْني فكرةٌ أعتقد أنها خرجتْ من لاوعيي بسرعة شديدة، لم تسمح لي بالتفكير بها في وعيي، وسألتها مُعلِنًا ابتداءَ اللقاء: "ماذا يعني لك تاريخ: 90-7-12؟" فوجئت سهاد كثيرًا بسؤالي، وفكَّرتْ طويلاً قبل أن تجيبني: "لا أذكر تاريخ اليوم بدقة، ولكني أذكر أننا في الشهر السابع من عام 1990 خرجنا في نزهة مع جماعة كشفية إلى هضاب الكورة، وأذكر أنني أصبتُ بصدمة قوية في تلك الرحلة، لدرجة أنني استفرغت كثيرًا." وسألتُها متابعًا إياها في الحديث: "لماذا؟" أردفتُ: "كنَّا نتنزَّه – أنا وصديقتي – في إحدى استراحات الرحلة – وكنَّا قد ابتعدنا قليلاً عن الحافلة. وفجأة رأيتُ شخصًا غريبًا ومخيفًا، وعنده الكثير من الشعر على وجهه وجسمه. لم أفهم تمامًا ماذا كان يعمل، ولكنه كان نصف عارٍ، وكانت يده ممدودة إلى منطقة ما بين الفخذين. وبعدها رأيت بقعًا بيضاء على يديه – استطعتُ أن أراها لأن بشرته كلنت سمراء غامقة. ولا أعرف لماذا خفتُ كثيرًا وقتها، لكنني صرتُ أصرخ وهربت من خوفي." أوقفتُ الحديث، وقد بدا عليها الكثير من الارتباك، مترافقًا بحركات وجه ويدين مضطربة واتساع في حدقة العين.
عندما انتهتْ من حديثها تنفستْ الصعداء. ولا بدَّ أن هذه الاشارة التي انبعثت من لاوعيي قد ساعدتْني كثيرًا، كما قد ساعدتْها. قررتُ أن أتابع الحديث في نفس السياق، وأن أربط هذه الحادثة بموضوع خوفها من القضيب، وسألتُها عن ماذا جرى مع خليل الثالث. وأجابتْني، بعد أن بانت الحيرة والحزن في عينيها: "يمكن أن أقبل... أهلي عم يضغطوا علي كتير... وأبي خاصة... وهو بدو يجي على لبنان في هذه العطلة خصوصي من شان يشوفني... وماني عارفه شو بدي قله وأحكي معه... شو رأيك، بقبل؟" سألتْني طالبة العون. وأنا طبعًا لا أستطيع أن أجيبها، لا نفيًا ولا قبولاً. فكررتُ عليها السؤال ذاته: "وما رأيكِ، هل تقبلين؟" هنا سهمت سهاد، وبعد بعض التلعثم أجابت: "يا ألله... ما كانوا يفهموا أنو ما بقدر أتزوجه... ولا أنام معه... وبعدين إذا هم موافقين يعني لازم أنا وافق." وسألتها: "هل ذلك لازم فعلاً؟" فأجابت "والله ما بعرف شي... كل اللي بعرفه إني مش عارفة كيف بدي أفهمه هذا الأمر... لآن أهلي مش راح أقدر أحكي معهم بشي من هذا النوع... مش متعودة... يعني أحكي إله أحسن."
بدا لي هذا الحلُّ الآن مناسبًا قليلاً لأنها، وإن لم تستطع حتى الآن أن تحلَّ مشكلتها، إلا أنها ابتدأتْ بقبول فكرة الحديث عنها إلى العالم؛ أي أنها ربما بدأت تتقبل هذه المشكلة الآن، ولم تعد تخاف منها كما في السابق. طبعًا لم أبدِ لا رفضي ولا موافقتي على فكرتها، لأنها بدت أصلاً مقتنعة بها."
تأويل اللقاء الثامن:
لن أستطيع أن أفسِّر ما حصل معي؛ فقد لا أكون موضوعيًّا. لكنني أرى أن تفسير الحلم الثاني بات واضحًا بعض الشيء. فسهاد تعرضت في سنِّ المراهقة – هذه الفترة التي لم تكن فيها على ودٍّ مع أهلها – إلى صدمة بَدَتْ، بحسب حديثها، قوية. وهذه الصدمة، على ما يبدو، أن قد أثرت كثيرًا على سلوكها. فهي، كما نعلم، لا تستطيع أن تأكل أي شيء أبيض اللون، كلون السائل المنوي الذي رأتْه على يد هذا الرجل المخيف. كما ساهمت في تعزيز هذا الرفض الخارجي للقضيب الذي تعاني منه العميلة.
ولم يكن هذا التحول في حجم الدب–اللعبة والشمسية–القضيب سوى دلالة على تدرُّج مشكلتها مع تقدم الزمن، حيث إن هذه الرغبة التي تُشعِرُها بالفرح لامتلاك قضيب قد تطورتْ مع الزمن إلى مشكلة تظلِّل عليها حياتها، وتوقِعُها في المشاكل والحزن والرفض لامتلاك القضيب، وحتى الخوف منه.
وقد ظهرتْ لديها مباشرة بوادر لاواعية تدلُّ على فهم أكبر الآن لمشكلتها وقبول لذاتها من خلال الحلِّ الذي افترضتْه بالحديث عن حقيقة ما تشعر به، لأول مرة، إلى خليل الثالث عندما تراه في عطلة نهاية الأسبوع. كما أن هذا التدرُّج الزمني يعبِّر أيضًا عن جدوى استبطانها لذاتها أو لنقل تفكُّرها العميق في مشكلتها.
اللقاء التاسع:
أتى هذا اللقاء بعد فترة انقطاع دامت عشرة أيام، وذلك بناءً على طلبها. فهي قد أرادت مدة من الزمن حتى تستطيع أن تنهي موضوعها مع خليل الثالث. أتيتُ إلى منزلها، وأنا أتوقع أن يكون لديها الكثير لتخبرني به. ومنذ اللحظة الأولى التي استقبلتْني بها بدأتْ تُخبِرُني عمَّا حصل معها حتى دون أن أسألها: "قلت له... كان كتير لطيف معي... وفهمني وسمعني كتير." سألت: "وماذا قلتِ له؟" أجابت: "قلت له إنني لا أحمل الآن أية مشاعر تجاهه، وأنني لا أقدر أن أنام معه، أوحتى أشوفه عاريًا... بس هو كان كتير منيح معي، وقال لي: "أنو هدا الشي طبيعي وأنو ممكن يتغير مع الزمن والعشرة."" وأضافت بتساؤل قلق: "هل صحيح أنو ممكن أن يتغير هذا الشي." فأجبتُها: "ممكن... ولكن إذا كانت لديكِ الرغبة الحقيقية في ذلك والوعي الكافي لتغييره."
وبدأت هنا تسألني، وتسأل نفسها، عن الكيفية التي سيتغيَّر معها ذلك. وأعادت جوابي السابق على نفسها، وراحت تفكر فيه، ثم قالت: "يعني لازم يكون عندي الرغبة الكافية حتى أقدر أخلص من خوفي ورفضي أنو كمِّل أية علاقة جنسية مع الآخر." وأجبتُها أن ذلك صحيح، فأكملت بتساؤل: "يعني لازم جرِّب أعمل شي قبل ما أتزوج؟... ما بقدر هلق أعرف إذا كنت بقدر أعمل هيك." وتابعت: "ما بعرف... فكرت كتير بالموضوع، وأهلي ضغطوا علي كتير... وأنا قلت لأبي إني قبلت حتى ما أزعله، بس أنا حقيقة مش قبلانة كتير."
وهنا حاولتُ أن أستوضح عما إذا كان السبب هو الذي ذكرتْه سابقًا؛ أم أن هناك شيئًا ما في شخصه يمنعها من الارتباط به. فقالت لي: "لا أبدًا... هو كتير منيح، وظروفه كتير مناسبة، وأهم شي أنو بيحبني كتير... هو بس هداك الموضوع."
وهنا شعرت أن العميلة تحاول أن تستبصر الحلَّ لمشكلتها، ولكنها لم تستطع حتى الآن. وبين أن أتركها تصل بنفسها إلى الحل أو أن أساعدها قليلاً، خطر لي أن أطرح لها عدة حلول. فقلت لها: "ممكن إنك تجربي تخطبيه فترة، ويمكن خلالها أن تقرري أكثر." فأجابتني: "لا... ما بعتقد هيك منيح، لأنو الخطبة هي فرصة للتعرف على بعضنا... ونحن نعرف بعضنا منيح." وتابعت أنا: "ممكن أن تقومي بزيارة له في تركيا، مثلاً... من ناحية، تكوني قد أخذت إجازة بسيطة من العمل المرهق الذي تقومين به؛ ومن ناحية، تجربين العيش معه وحدكما ولفترة قصيرة." وبدا أن هذا الحل أو الاقتراح نال اعجابها، وبدأت تفكر فيه. وتابعت الحديث: "وليس ضروريًّا أن يحدث بينكما أي شيء، ولكن المهم هو أن تتركي لنفسك حرية التصرف، وأن تكوني واعية لكلِّ ما تشعرين به وأنت هناك." قاطعتْني هنا سهاد وأضافت: "خصوصًا أننا هناك لن نكون وحدنا فقط؛ فأخته تسكن معه في نفس المنزل."
لم أشأ أن أزيد عليها الخيارات، وفضلتُ أن أتركها تفكِّر في هذا الحل الذي رحَّبت به كثيرًا. وأحسستُ هنا أن سهاد، وإن لم تبدأ تمتلك القدرة الكافية على حلِّ مشاكلها، إلا أنها الآن باتت تحتفظ بوعي أكبر لمشاكلها ورغباتها وهي تسعى إلى حلِّها – وخصوصًا بعد أن أخبرتني عن حلمها الثالث وهو:
حلمت أنني في المكتب عند مديري في العمل، وهو كبير في العمر. وبعد قليل رأيت نفسي أمارس معه الجنس. كنت سعيدة، وكانت رائحته، كالعادة، عطرة. ولا أدري لماذا كنَّا في غرفة صغيرة، وباب الغرفة كان مفتوحًا، ومن الخارج أرى فضاءً أوسع وأجمل. انتهيتُ، أو توقفتُ، لا أذكر وذهبتُ إلى الباب. لم أغلقه، إنما استمتعتُ بالنظر إلى الطبيعة الجميلة من هناك.
انتهى اللقاء. وقلت لها إنني سأتصل بها لأخبرَها عن تفسير الحلم، وأنها – إن أرادتْ أو شعرتْ بعد الآن أنها في حاجة إلى ان تراني وتخبرني عما يحصل معها – فأنا جاهز دائمًا.
تأويل اللقاء التاسع:
نلاحظ في هذا اللقاء أن عملية الاستبصار لدى العميلة قد بدأت فعلاً. ولكن لا يمكننا القول إنها استطاعت أن تستبصر مشكلتها، لكنها بدأت بفهم ذاتها أكثر. والحلم الذي حلمتْه أكبر دليل على ذلك: فالعميلة استطاعتْ هذه المرة أن ترى صورة واضحة أكثر عن الأنيموس خاصتها. فهو الكبير الذي تتعلَّم منه، وذو "الرائحة العطرة". وكما قلنا سابقًا فللحلم وظيفة تعويضية؛ وهذا ما بدا من خلال قدرتها على ممارسة الجنس معه. ولم تستطع العميلة أن تحدِّد ما إذا كانت قد أكملت الممارسة أم لا، ولكنها، على الأقل، قد تقبَّلتْ ذاتها أكثر وشعرتْ بالسعادة أكثر. وعلى المستوى الرمزي فالغرفة الضيقة، بحسب يونغ، ترمز إلى اللاوعي الشخصي، وهنا نقول إن هذا التعويض قد حَصَلَ على مستوى اللاوعي الشخصي؛ وأيضًا الفضاء الأوسع يرمز إلى اللاوعي الجمعي Collective Unconscious، لم تدخل فيه هذه المرة، ولكنها اكتفت بالانبهار والاستمتاع برؤيته. إن في هذه الرمزية دلالة واضحة على رغبة لدى العميلة على ولوج أبعادٍ أعمق في شخصيتها. كما أنني أرى فيه رمزًا إلى إمكانية تحقُّق ذلك. إذن، العميلة لم تدخل أكثر في لاوعيها الجمعي، ولم تفهم ذاتها كليًّا، ولكنها وضعت الخطوة الأولى على طريق ذلك – وهذا بحدِّ ذاته أمر جيد.

***

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07183 seconds with 11 queries