عرض مشاركة واحدة
قديم 05/05/2005   #4
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي


اذا أردنا تحقيق عدالة في هذا المجال فعلينا اذا منع الأحزاب القومية العربية أيضا . أليس كذلك؟
ليست هذه هي الفكرة....سأحاول مناقشة الموضوع على ضوء مشاركة زميلي.

لنبدء :

اقتباس:
أولا- المرض الكنعاني:
عانت سوريا منذ القدم من هذا المرض الاحتماعي الخطير.
و المرض أو الإثم الكنعاني يعني تشكيل دويلات صغيرة على غرار (مملكة دمشق، مملكة صور، مملكة أوغاريت) تتناحر و تتنافس فيما بينها و لا تتفق إلا في حال مواجهة خطر خارجي كبير. هذا المرض جعل من بلادنا عرضة للاحتلال طوال ال2500 عام الماضية، و لم تكن قوية خلال تلك المدة إلا عندما توحدت في الامبراطوريتين الآشورية و الأموية.
تنبه رواد النهضة في بلادنا لخطورة هذا الموقف لذلك لم يدعوا لتشكيل أحزاب تعتمدعلى الأقليات بل كانوا دائما يدعون لتشكيل أحزاب ذات طابع شمولي (معظم مؤسسي الأحزاب الأيديولجية في بلادنا ينتمون للاقليات مثل ميشيل عفلق، انطون سعادة، خالد بكداش، ...)
لان تشكيل مثل هذه الأحزاب سيدعوا بالضرورة إلى خلق حالة تعصب ستؤدي بالنهاية إلى تعزيز المرض الكنعاني.
اللمحة التاريخية هذه برأيي لا تؤدي الغرض المرجو منه , كون مؤسسي الايديولوجيات السياسية السورية ينتمون للأقليات لا يعني ذلك أنهم ممثلون لهذه الاقليات .
أما بالنسبة للتعصب و الكراهية الافتراضية , فهي أن وجدت لا تحتاج لوجود الأحزاب لتظهر , انما اعتقد العكس تماما , لو سمحنا للأكراد القوميين بتأسيس حزب سياسي دستوري و معتدل , فسوف يسمح لهم بهذه الطريقة بالانخراط بالحياة السياسية السورية , و لسوف تنتهي حالة الانعزال و عقدة الدونية التي يشعر بها الاكراد....و بالتالي سوف تضعف الحساسيات و الكراهيات المتبادلة ان لم تنته تماما

اقتباس:
ثانيا- عامل الثأر:
معظم الأقليات الموجودة في سوريا لها تاريخ طويل مع المجازر و الجرائم الإنسانية (مجازر الأرمن والسريان و الأكراد)
إن جزء من حقوق أي أقلية هو الإنتقام للأباء و الأجداد الذين قتلوا في تلك المجازر.
كما أن تشكيل هذه الأحزاب سيدعو بالضرورة للحفاظ على تراث و لغة و تاريخ الأقلية، و بما أن هذه المجازر هي جزء هام من التاريخ و التراث فإن ذلك سيؤدي إلى حصول اصطدامات عنيفة بين هذه الأحزاب و قد تكون مسلحة
صديقي أنا أتحدث عن أحزاب سياسية دستورية , لا أتحدث عن ميليشيات مسلحة على الطريقة اللبنانية ! أكرر كلامي السابق, لو وصلت الأمور بين الأقليات الى درجة الصدام , فان الشر سيحصل أن شئنا أم ان أبينا... ولا أعتقد أن الأمور يمكن ان تصل لهذه الدرجة من الخطورة بسوريا , رغم أن التعايش بين الطوائف و القوميات في بلدنا ليس بالمثالي , الا أنه جيد جدا بالمقارنة مع دول أخرى

اقتباس:
ثالثا- عدم الجدوى:
حتى لو سلمنا جدلا ان هذه الأحزاب ستلغي ذلك الجزء الأسود من تاريخها و المتعلق بالهولوكوستات، و حتى لو سلمنا أنها ستتمكن من وضع آلية لضبط صيانة الدستور السوري و اعتباره دستورا رئيسا لها... فإن أعداد تلك الأقليات لا تساعد تلك الأحزاب في اللعبة الديمقراطية، و ستتحول تلك الأحزاب إلى مناصب فخرية لبعض الأعضاء النافذين في الأقلية و ستصبح تلك الأحزاب لعبة بيد الأحزاب الكبيرة التي قد تتحالف معها لتمرير سياسة ما.
و كنتيجة لضعف هكذا أحزاب فإنها ستتحول إلى أداة لتمرير السياسات للجهات الخارجية التي قد تكون معادية للمصلحة السورية العليا (و ذلك لارتباط هذه الأقليات أصلا ببعض الجهات الخارجية في العراق و السعودية و تركيا و أرمينيا و ....)
الكردي السوري عندما يعرف أنه يستطيع أن يعبر عن ايديولوجيته بحرية في وطنه لا أعتقد أنه سيلجأ لغيره أو أنه سيمرر مصالح الآخرين , بل العكس تماما...
أما بالنسبة للمناصب الفخرية للأعضاء المرموقين في هذه الأقليات فهو تحصيل حاصل...و برأيي أن هذا الأمر يحصل في أي حزب في المنطقة نتيجة عدم تشكل الوعي الديمقراطي , لكن مع مرور الوقت أعتقد أن هذا الأمر سينتهي نتيجة الخبرة المكتسبة من الممارسة الديمقراطية الصحيحة
أما بالنسبة لتحالفات الأحزاب لتحقيق أغلبية برلمانية فانني اراه أمر صحيحا تماما , بل و أراه جميلا ... أعتقد أن الحكومات المتعددة الأحزاب هي الأفضل في دولة ديمقراطية

اقتباس:
كما أن تاريخ سوريا السياسي حافل بشخصيات ينتمون لتلك الأقليات و الذين تبوأوا أعلى المناصب السياسية بدون وجود تلك الأحزاب مثل حسني الزعيم و يوسف العظمة و ...

لقد تنبه رواد النهضة في بلادنا (و الذين ينتمون للأقليات كما أشرت سابقا) إلى خطورة و عدم جدوى تشكيل أحزاب خاصة للأقليات التي ينتمون إليها و استعاضوا عن ذلك بأحزاب شمولية قادرة على الوصول إلى غاياتها، و ذلك لأن مثل هذه الأحزاب ستكون أقدر على الحفاظ على حقوق تلك الأقليات.
فلا يكاد يمر بيان للحزب الشيوعي إلا و يؤكد على ضرورة معالجة مشكلة الأكراد السوريين
و لا يكاد يمر بيان للحزب السوري القومي إلا و يؤكد على ضرورة عدم تدخل رجال الدين بالقضاء و السياسة
و بحكم امساكه لزمام السلطة فقد و ضع حزب البعث أشد القوانين (و التي وصلت للإعدام) على من يحاول إثارة فتنة طائفية
ثمة مثل اسباني قديم يقول :" لا أحد أكثر كاثوليكية من البابا".... أعتقد أن أفضل محام لقضية ما هو المحامي الذي يعيش هذه القضية. الأحزاب الشمولية لا تكفي لتحقيق مطالب الأقليات

كختام لمشاركتي أود أن أشير الى قضية ........
تعريفي للتعصب : شعور بعدم الأمان يولد تصرفات تهدف للدفاع عن النفس.... اذا افترضنا شخصا اسلامي التوجه , في حال وجود حزب يتحدث بمطالبه فانه لن يكون متطرفا بتصرفاته , لو لم يكن توجه النظام السوري في السبعينات معاديا للتدين الاسلامي بشكل مقيت لما اندلعت أحداث حماه المحزنة مثلا..... عندما تسمح لشخص أن يعبر عن رأيه بحرية و أن يطالب بحقوقه بشكل ديمقراطي سليم تحت قبة برلمانية فانه لن يلجأ لطرق أخرى لتحقيق مطالبه .



تحياتي

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03837 seconds with 11 queries