عرض مشاركة واحدة
قديم 02/11/2008   #25
صبيّة و ست الصبايا personita
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ personita
personita is offline
 
نورنا ب:
Feb 2008
المطرح:
بلاد الغُرب أوطاني
مشاركات:
932

افتراضي



ومن كانَ بلا نسب أو عرق إذا عيّر من يفتخر بهما فهو أيضاً من تلك الفئة المتطرّفة المتعصّبة التي تريدُ نزعَ صفات الآخر لتقولبه ضمن قالب العولمة التي ليست إلا قناعاً يخفي تجار البشريّة والعابثين بكرامة الإنسان كإنسان!

للإيضاح فقط، و آسفة إن عدت لفتح السيرة رغم رجائك لي ألا أفعل، لكن إذا كان فهمك لقولي بأن الأنساب لا تعني لي شيئا البتة هو أنني بلا نسب، فأريد أن أقول لك، "فهمك خاطىء"، كوني لا أفتخر بنسبي، لا يعني أنني أتيت من الشارع، و لا في نفس الوقت أنه مصدر عار بالنسبة إلي، ربما لو سألت والدي (و هو مهووس آخر بأشجار و غابات العائلة) كان قال لك من أي جذر ننحدر و كان شَهَر وثائقه هو أيضا ليثبت نسبه الضارب في التاريخ، لكن أعود و أقول: كل هذه الأشجار لا تعني لي شيئا،و هذا لا يعني أنني أحقد على من كان له نسب (لا أري سببا لحقدي عليه)، لكني، نعم، أرى أنه هراء (سامحني يا أبي!) لا سيما و أن التاريخ حافل بالشواهد على أشجار من نسج خيالنا تصب كلها –و يا لمحاسن الصدف- في الرسول و آل البيت!! و قس على ذلك
و الآن، أنا التي ترجوك ألا تعود لفتح السيرة، أنا لا أفتخر بنسبي لكن، هذا لا يعني أن عندي "عقدة النسب"!


عزيزتي نحن لسنا في معرض جدل لإثبات الرأي على حساب الحقيقة...

بالضبط، و هذا آخر ما أرمي إليه، و إذا ما تابعت خيوط الحوار سترى تطورا في فهمي و أني صححت فكرتي الأولى، و هذا إن عنى شيئا، فهو يعني أنني لا أرمي إلى إثبات رأيي على حساب الحقيقة
و إنما إلى فهم الحقيقة.


أنا أقرأ كلَّ كلمة تثبتينها على هذه الصّفحات وما قولي إليكِ "لو قرأتِ أفضل" إلا لأنّك أعدتِ أكثر من مرّة "موتَ السريانيّة" أو "انقراضها" برغم تأكيدي أنا وسوريويو بالأدلّة والوقائع الحيّة على بطلان ذلك! فمن منّا عليه أن يتمهّل في القراءة؟!

ما قلته كان انطلاقا من مصادر ذكرتها سابقا، لكن، بين مصدر يقول بأن لغة ما هي لغة ميته، و ناطق بهذه اللغة يؤكد لي أنه يملكها كلغة أم، أنا بطبيعة الحال أصدق الشهادة الحية و ليس المصدر.
و كلامي كان استنادا أيضا إلى ما ذكره ظل جيفارا:

"وللأسف وخوفا من بطش الجلاد الإسلامي أحيانا العربي أحيانا نراها خجولا تختبئ فيالاديرة السريانية فلو نستطيع أعادة نشرها لكي نلقي لراكبي الجمال بكل ما يربطنابهمولي طلب شخصي إن كان هناك من يملك منهاجا كاملا لتعلم اللغة السريانيةأن يشاركني به ,أو من يستطيع التواصل مع الكنائس السريانية المنتشرة في الكثير منالمحافظات واهمها حمص دمشق والحسكة من يستطيع التواصل مع أحد مدرسي اللغةالمتواجدين في تلك الكنائس والأديرة أن يطلب منه مساعدتي في توفير منهج نستطيعالإطلاع عليه وحتى وإن كان يتطلب إقامة فأنا راغب في دراسة تلك اللغةّ"

فهنا ما فهمته أولا، (بالإضافة إلى أنه يكره العرب) هو أن السريانية ليست لغته الأم، ثم إنها لغة مقتصرة على بضع أديرة تؤدي بها طقوسها الدينية (و هذا ما أكدته لي المصادر التي كنت قد راجعتها)، فلا داعي لأن نتهم بعضنا البعض بعدم التمعن في القراءة، لأن كل ما كتبناه يثبت أننا لم نقرأ ما كُتِب فحسب، لكننا حفظنا بعضنا البعض عن ظهر قلب.

أوّلاً: هذا الردّ لا علاقة له بما قلتُه عن اللهجات ويبدو أنّ العربيّة الفصحى لا تسعفنا في فهم بعضنا البعض!!!

هنا لا أتفق معك: بل لعلها تسعفنا أكثر مما يجب!! أنا أتحدث عن واقع يعيشه العالم العربي جملة، و ليس المغرب العربي فقط، فليس هناك بلد عربي واحد يتحدث العربية الفصحى في الشارع، و ليس له لهجة محلية يستعملها لهذا الغرض.
الهوة بين الفصحى و اللهجات قد تختلف من قطر إلى آخر، و بحسب المستوى الثقافي و الدراسي للشخص، لكن لا أحد ينكر بأنها باتت هوة سحيقة.
لا أعرف نسبة الأمية في سوريا (و أعتقد أنها أقل من المغرب مثلا)، لكن لو سألنا سوريا أميا من أي ريف من أرياف البلد عما تقوله نشرة الأخبار، لا أظنه سيستوعب الكثير، و لو سألنا مصريا من الصعيد أو سودانيا، لكان الأمر كذلك، فهذه الحالة اللغوية التي نعيشها الآن.

ثالثاً: جميعُنا نعلم الدورات التي مرّت وتمرّ بها اللغات، وهذا لا يكفي لنؤيّد به القول! النّظر يا صديقتي لم يكن يوماً حكماً على العمل... (النظري والعملي كي لا تسيئي الفهم)، لا بل على العكس الميدان هو اختبار الفكر ومدى قدرته على تجسيد ذاته. فحكمك على لغة موجودة حالياً بالانقراض مستقبلاً (بعد أم قرب) هو حكمٌ نظريّ لا يُمكنه أن يُقبل إلا تحت وقع التجربة!

حال اللغة العربية الآن و هذا التفرع الذي عرفته هو وقع التجربة و هو أبعد ما يكون عن حكم شخصي، هناك أعراض واضحة، و لنا أن نقبل أنها تدل على خلل ما (أو تطور إن شئت)، أو نتعامى و نقول "نحن بخير و لن ينال منا شيء"!! لأن في هذه الحالة، ستكون نظرتنا نظرة رومانسي يهيم هياما بلغته!


شكراً يا صديقة لرحابة صدرك في هذا الحوار الشيّق معك .[/quote]

وشكرا لك أيضا ل "طول بالك" (و إن كان لسانك أطول من بالك)




لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه دان
و قد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
و بيت لأوثان و كعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنَّى توجهت
ركائبه، فالحب ديني و إيماني
ابن عربي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05476 seconds with 11 queries