يسعى البرازيلي فيليبي ماسا سائق فيراري إلى تكرار سيناريو الموسم الماضي وبالتالي مواصلة صحوته والعودة إلى ساحة المنافسة على اللقب عندما يخوض في نهاية الأسبوع الحالي جائزة إسبانيا الكبرى، المرحلة الرابعة من بطولة العالم لسباقات فورمولا وان، الأولى على الحلبات الأوروبية بعد 3 سباقات عبر البحار.
وسيكون بطل العالم الفنلندي كيمي رايكون زميل ماسا في "الحصان الجامح" ابرز "أخصام" البرازيلي خلال سباق كاتالونيا إضافة إلى سائق ماكلارين مرسيدس الإنكليزي لويس هاميلتون الساعي إلى تعويض خيبة السباقين الآخرين، فيما سيكون ثنائي بي أم دبليو ساوبر البولندي روبرت كوبيتسا والألماني نيك هايدفيلد متربصاً لأي خطأ من هذا الثلاثي ليخطف الفوز الأول للفريق الألماني-السويسري في رياضة الفئة الأولى التي يتربع على صدارة ترتيبها ولأول مرة في تاريخه الحديث بعد صعوده إلى منصة التتويج في السباقات الثلاثة الأولى.
وكان ماسا نفض عنه غبار سباقي ملبورن وسيبانغ وأحرز المركز الأول في جائزة البحرين الكبرى قبل حوالي ثلاثة أسابيع أمام زميله الفنلندي الذي تربع على صدارة ترتيب السائقين في صخير.
وصعد فريق بي أم دبليو ساوبر إلى منصة التتويج للمرة الثالثة على التوالي بعدما حل في المركز الثالث عبر كوبيستا الذي انطلق في صخير من المركز الأول للمرة الأولى في مسيرته ومسيرة فريقه الذي حصل أيضاً على 5 نقاط إضافية بفضل هايدفيلد الذي حل رابعاً.
ورفع الفريق الألماني-السويسري رصيده إلى 30 نقطة وتصدر بفارق نقطة أمام فيراري ونقطتين أمام ماكلارين التي تخلت عن الصدارة بعدما حصلت على 4 نقاط فقط بحلول الفنلندي هايكي كوفالاينن في المركز الخامس، فيما خرج هاميلتون خالي الوفاض.
ويأمل ماسا أن يكرر سيناريو الموسم الماضي عندما استهل الموسم بطريقة سيئة ثم فاز في البحرين واتبعه بفوز ثان في إسبانيا ليسترد اعتباره قبل أن يعود ويتراجع في المراحل التالية ويترك ساحة المنافسة لزميله رايكونن وهاميلتون والإسباني فرناندو ألونسو الذي كان مع ماكلارين الموسم الماضي قبل أن يعود في 2008 إلى رينو.
ولا يريد ماسا أن يخلي الساحة أمام زميله كما حصل الموسم الماضي ما جعل الأخير يحصل على صفة السائق الأول في فيراري.
ويهدف البرازيلي إلى أن تكون حلبة كاتالونيا بداية مشواره نحو "سحب" البساط من تحت قدمي زميله قبل أن يفوت الأوان ويتكرر ما حصل في 2007، وهو يتخلف حالياً بفارق 9 نقاط عن رايكونن الذي اعتبر أن الموسم يبدأ بشكل فعلي انطلاقاً من سباق نهاية الأسبوع الحالي.
ورأى رايكونن أن التنافس سيكون متقارباً في سباق الأحد لان جميع الفرق أدخلت تعديلات على سياراتها خلال فترة الثلاثة أسابيع التي فصلت بين سباق البحرين وسباق كاتالونيا.
وأضاف الفنلندي "يمكنني القول أن حلبة برشلونة تشكل تحدياً كبيراً لكن هذه المرة ستكون مميزة لأنني قادم إلى إسبانيا وأنا في صدارة الترتيب العام في حين كنت في العادة أخوض هذا السباق وأنا متخلف عن المتصدر. إذا تمكنت من إبقاء منافسي خلفي في السباق فسأحافظ بالتالي على الصدارة".
وتابع "سأقارب السباق كما العادة: أعطي مئة بالمئة من إمكانياتي كما الفريق بأكمله. الوضع قد يتغير بسرعة في فورمولا وان وبالتالي علينا الحصول على اكبر عدد من النقاط في كل سباق. لا تزال الطريق طويلة قبل الوصول إلى اللقب. الفريق بصحة جيدة. التجارب التي خضتها هنا الأسبوع الماضي كانت محدودة بسبب الأمطار لكن ليس هناك مشكلة. اعتقد سنقدم أداءً جيداً وسنكون منافسين أقوياء".
وواصل "أنا سعيد بالعودة إلى أوروبا لأنه ليس علينا الآن أن نسافر طويلاً وبالتالي سنركز كل طاقاتنا على السباق بحد ذاته. يمكننا القول بان الموسم بدأ الآن تقريباً. بالنسبة إلي سيكون الوضع مميزاً لأنها المرة الأولى التي ابدأ فيها السباقات الأوروبية وأنا في صدارة الترتيب العام. أنا فزت في برشلونة عام 2005 وبالتالي تلك كانت أجمل ذكرياتي من هذا السباق، في الواقع أنها كانت المرة الأولى التي اصعد فيها على منصة التتويج في هذه الحلبة".
وختم الفنلندي "أتطلع بفارغ الصبر لتكرار هذا الأمر. كل الفرق أجرت العديد من التجارب على هذه الحلبة وبالتالي من الصعب جداً أن تحصل على أفضلية".
ماكلارين استعد جيد
وفي المعسكر الآخر، استعد فريق ماكلارين مرسيدس بشكل جيد لسباق نهاية الأسبوع على أمل تعويض ما فاته في السباقين الأخيرين.
وكان الفريق البريطاني-الألماني استهل بداية الموسم بفوز مستحق في ملبورن عبر هاميلتون، قبل أن يعود ويتراجع أمام هيمنة ثنائي فيراري في سباقي سيبانغ وصخير حيث فاز رايكونن في الأول وماسا في الثاني.
ورد مهندسو ماكلارين على نتائج السباقين الأخيرين بإدخال تعديلات على "ام بي 4-23" خلال التجارب التي خاضتها الفرق الأسبوع الماضي على حلبة كاتالونيا.
وقال المدير التنفيذي في ماكلارين مارتن ويتمارش "جائزة إسبانيا الكبرى هي بداية المشوار في الموسم الأوروبي وستتواجد ماكلارين في برشلونة، كما حال جميع الفرق الأخرى، بتعديلات جديدة على السيارة".
وتابع "بدت السيارة ثابتة بشكل عام من حيث الأداء خلال السباقات التي أقيمت عبر البحار. وسيكون سباق نهاية الأسبوع الفرصة الأولى لنفهم ما حققناه من تقدم وتطور على أم بي 4-23 مقارنة مع منافسينا الأساسيين".
وواصل "نحن واثقون من أننا حققنا تقدماً لكن التجارب التي خضناها لم تشكل مرجعاً دقيقاً لتحديد أداء السيارة وبالتالي علينا الانتظار حتى السباق لنرى كيف ستكون أم بي 4-23".
ويأمل هاميلتون أن يتناسى سباق البحرين حيث خرج خالي الوفاض، وهو متفائل من مقدرة ماكلارين على المنافسة بقوة في إسبانيا، لكنه اعترف انه من الصعب جداً مقارنة ما حققه فريقه من تقدم مقارنة مع الفرق المنافسة الأخرى.
وأضاف هاميلتون "من الصعب جداً دائماً أن تتوقع هذه الأشياء (المقارنة) لان جميع الفرق في تقدم مستمر. التجارب الشتوية التي خضناها هناك (في برشلونة) كانت ايجابية وتمكنا خلال التجارب الأخيرة من القيام بعدد كبير من اللفات. اشعر بأننا نملك سيارة منافسة تعمل بطريقة جيدة".
وختم "هناك العديد من التعديلات التي سنلجأ إليها من اجل هذا السباق وقد اختبرناها وكانت النتيجة ايجابية لكننا لم نكن الوحيدين الذين نفعل ذلك (التقدم والاختبار)".
كوبيتسا يثق بقدرته
أما من جهة بي أم دبليو ساوبر، فبدا سائقها كوبيتسا واثقاً من قدرته على تأكيد النتائج الجيدة التي حققها فريقه في المراحل الثلاث الأولى، وبالتالي مواصلة ضغطه على فيراري وماكلارين.
ورأى كوبيتسا الذي أصبح أول سائق بولندي يخوض غمار الفئة الأولى، لا يوجد هناك سبب يمنع فريقه من مواصلة نتائجه المميزة في نهاية الأسبوع، مضيفاً "سيأتي الجميع إلى هذا السباق بأفضل مستوى ممكن لأنهم ادخلوا تعديلات على سياراتهم والأمر ينطبق علينا، ما يعني أننا سنستخرج من سياراتنا أقصى طاقاتها".
وتابع "إذا تمكنا من تحقيق هذا الأمر، وأنا متأكد أننا سنتوصل إلى ذلك بعد التجارب التي خضناها هنا الأسبوع الماضي، سأكون متواجداً في المقدمة مرة جديدة".
واعتبر البولندي أن سباق برشلونة سيكون مختلفاً تماماً عن السباقات الثلاثة الأولى لهذا الموسم، لان الفرق تعرف تماماً الحلبة الكاتالونية وبالتالي لن تيسطر فيراري على السباق كما فعلت في البحرين، مضيفاً "أتوقع أن يكون الفارق بين الفرق ضئيلاً جداً مقارنة بالسباقات الأولى".
أما المدير التنفيذي في بي أم دبليو موتورسبورت ماريو تيسين فاعتبر أن فريقه لم يعد الرقم 3 في البطولة كما الموسم الماضي، بل انه دخل على خط الصراع الثنائي بين فيراري وماكلارين ليجعل التنافس ثلاثياً.
الجماهير ستدعم ألونسو
ومن المتوقع أن يتواجد أكثر من 130 ألف متفرج الأحد المقبل لمؤازرة سائقهم المفضل ألونسو على الحلبة التي تمتد على 4.627 كلم ولــ66 لفة (305.256 كلم)، لكن ابن أوفييدو في 2008 ليس في الوضع الذي يسمح له بمنح جماهيره فرحة الفوز أو حتى المنافسة على المراكز المتقدمة كما كان الوضع في الأعوام الثلاثة الأخيرة.
ورغم الوضع السيئ الذي يختبره الإسباني فهو يريد البقاء مع رينو الموسم المقبل كما صرح مؤخراً، على أمل أن يزوده الفريق بسيارة منافسة منذ بداية موسم 2009.
وكان ألونسو الذي يشعر بالإحباط نتيجة البداية المخيبة للفريق الفرنسي هذا الموسم، هدد بترك الأخير إذا لم يحصل على سيارة بإمكانها المنافسة.
وعلق ألونسو على هذا الموضوع قائلاً أن خياره الأول هو البقاء مع رينو إذا تمكن الفريق الفرنسي من تزويده بسيارة قادرة على منحه الفوز منذ بداية موسم 2009، مضيفاً "الحقيقة هي أننا حالياً في طور التقدم"، في إشارة منه إلى التجارب الجيدة التي قام بها مع الفريق الفرنسي الأسبوع الماضي على حلبة برشلونة تحضيراً لسباق نهاية الأسبوع.
وكان ألونسو حقق الأربعاء الماضي في برشلونة أفضل زمن خلال اليوم الثالث من التجارب، منهياً أسرع لفة له بزمن قدره 1.18.483دقيقة، ليتفوق على الألماني الأسطورة ميكايل شوماخر (فيراري) الذي سجل 1.19.323دقيقة.
وأجرت رينو تعديلات جذرية على سيارتها ويبدو أنها بدأت تحصد ثمار هذه التغييرات.
ويحتل ألونسو حالياً المركز التاسع في بطولة السائقين بعد 3 مراحل على انطلاق الموسم، فيما تحتل رينو المركز السادس في بطولة الصانعين بفارق كبير عن ثلاثي الصدارة بي أم دبليو ساوبر وفيراري وماكلارين مرسيدس.
ويأمل ألونسو أن يفي مدير رينو الإيطالي فلافيو برياتوري بوعده عندما قال أن البطل الإسباني سيحصل على سيارة منافسة خلال سباق الأحد، معتبراً أن المشاكل التي يعاني منها الفريق الفرنسي حالياً سببه فضيحة التجسس التي عصفت بالبطولة الموسم الماضي.