13 حزيران
كانت العادة أيضا ً في الأربعينيات أن تقبل المدارس الإكليركية الطلاب عند إنهائهم المرحلة الثانوية . فذات يوم وأنا في السنة الأخيرة ، إذا بي أمام مرشد روحي ، وسمعت نفسي أقول له إنني أريد أن أصبح كاهنا ً . لو سئلت آنذاك ، كما سألني هو ، لماذا تريد أن تصبح كاهنا ً ، لأتى جوابي حذرا ً و أسبابي غامضة . وربما حاولت الإدلاء بالشروحات المناسبة ، ولو شابها بعض الغموض ، لتلك الخبرة التي أحسست بيد الله تلمسني . وتيار نعمته يدفعني بهدوء وثبات في كل يوم من عمري . خيل إلي ، لسبب ما آنذاك أن خدمة الله في الكهنوت هي أفضل ما يمكنني فعله والباقي كان كلاما ً بكلام " وكم كنت بارعا ً في فن الكلام هذا "
ما من أحد في عائلتي أو بين أصدقائي أخذني آنذاك على محمل الجد أو صدّق ما كنت أقول . حتّى أبي ذاته الذي كان متثبتا ً في قرارة نفسه . انني سأصبح محاميا ً بارعا ً مكث حتى لحظة ذهابي يشك في ما أقوله وأذكر أنه كان يروق لي أن الناس لم يصدقوني . ما كنت أظهر بمظهر التقي ، وكأني " من مصاف الذين " منذ صباهم وجدوا ليكونوا في خدمة المذبح . لقد كنت الملاكم والمناظر وعازف البيانو والراقص والبهلوان . لكن قوة حب الله التي لا تقاوم كانت تدفعني إلى ما هو أهم وتقودني إلى مكان أفضل .