الموضوع: أسبوع وكاتب - 3
عرض مشاركة واحدة
قديم 05/02/2009   #7
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


* أنت تكتب دراما تلفزيونية بأكثر من موضوع. هناك فرق شاسع مثلاً بين »دائرة النار« كدراما اجتماعية معاصرة، وعملك الأخير »الزير سالم« كدراما تاريخية.. أو عملك الذي يصور حالياً »المتنبي«.. ما الذي تقدمه هذه الأخيرة للمتلقي.. وهل من تقاطع مع الراهن؟

** شرعت في كتابة الدراما التلفزيونية، وأنا أحس أن هذه الشاشة التي تقتحم البيوت يجب ألا نتركها لعديمي الموهبة ومروجي التفاهة إلخ.. ومن خلال ملاحظتي لما يُطرح هناك أشياء تعجبني.. وأشياء لا تعجبني، وحين أُصدم بما لا يعجبني أقول لنفسي: لو كنت الكاتب لكتبت كذا.. ولأنني قادم إلى الكتابة الدرامية من المسرح والشعر، كان يهمني بطريقة غير مباشرة، وحتى تعليمية أن أقول للكتّاب: »هكذا يجب أن تخدم الشخصية الدرامية«، لكنني بالتأكيد لم أكتب بهدف إعطاء الدروس. أنا كتبت الدراما لأروي قصصاً، وأقدم متعة، كما يفعل الفن، ففي التلفزيون، كما هو الحال في المسرح، وربما كما الحال مع الشعر، كنت أبحث عن الصلة غير المرئية في النفس البشرية. إنسان اليوم الموجود حولنا نراه في الدراما السائدة ضمن نمط واحد؛ فمعظم الأعمال الدرامية تقدّم لنا نمط الشرير أو الخائن.. والخائنة.. إلى الشريفة.. أو المرابي إلخ.. هذه كلها أنماط، وهذا أسوأ ما في الدراما، أنا أردت منذ البداية أن أبيّن كل شخصية كما هي، فكل شخصية قادرة على الدفاع عن سلوكها، حتى اللص، يمكنه أن يبرر، لماذا هو لص، فإذا سُئل أمام المحكمة لماذا سرقت، فسيقول لأني محتاج وجائع، وهكذا فدائماً هناك حجة ما.. لماذا اغتصبت امرأة؟ يقول أنا مكبوت، أو ربما يقول هي كانت متعرية وأغرتني.. فأنا أريد للشخصية أن تقدم حجتها، وهي مقتنعة بها. لقد عودتنا الدراما المصرية والهندية على تقديم الشرير شريراً مطلقاً، والخير خيّراً مطلقاً. برأيي في أعماق كل واحد منا –بما في ذلك أنا- يوجد لص وفدائي، وشريف، وشاعر، ومرابي، لولا ذلك لما استطعت أن أفهم هؤلاء الناس. طبعاً تساعدني الثقافة على فهمهم وفهم نفسي، ومعالجة هذه المسألة تتم في الدراما التلفزيونية، كما في الشعر والمسرح بناءً على هذا الفهم وسواء كان الحدث واقعياً أو تاريخياً، لذلك فأنا لا أرى على الإطلاق أي فرق في معالجتي بين »الزير سالم« و»دائرة النار« وبين »ليل العبيد« و»الخدامة«، ففي كل هذه الأعمال، هناك بشر يجب أن نفهمهم. هؤلاء البشر ليسو مصنّعين، بل هم بشر مثلنا، فالزير سالم يمكن أن يتكلم مثلنا، والمدير العام في مسلسل ما، يشبه مثيله في الحياة. كلهم يتكلمون مثلنا، ولكن كل واحد ضمن الظروف والشروط المحيطة به مضافاً إلى ذلك إيقاع العصر الذي يعيش فيه.

* لنعد إلى الشعر، وأنت الشاعر. يرى البعض أن الشعر الحداثي، يفتقر للغنائية ومغرق في الغموض، وهذا يحيل إلى قطيعة مع المتلقي. كيف تنظر إلى ذلك عبر تجاربك الشخصية، وعبر رصدك لشعراء آخرين؟ وما هي برأيك أهمية وضرورة الغنائية في الشعر؟.

** بشكلٍ شخصي أرى أن الغنائية ضرورية جداً، ولكن من الممكن أن يكون لهذه الغنائية معنىً متطوراً، فأنا أرى مثلاً محمد الماغوط الذي يكتب قصيدة نثرية هو شاعر غنائي، وأرى المتنبي شاعراً غنائياً، إذن الغنائية هي كل ما يلامس

الأعماق الإنسانية. وهي ليست في الصيغ اللغوية. هناك صياغات لغوية ركيكة، وهناك شعراء مدّعون للشعر، وهذا دائماً موجود حتى في زمن المتنبي »في كل يوم تحت إبطي شويعر«، لكن المتنبي بقي هو الشاعر. فوجود شويعرون ومدعوّ شعر، يجب ألا يلغي قدرتنا على رؤية الشعر، لا شك أن الحداثة كانت مربكة في الحياة العربية، فهي حتى بصرياً أدت إلى تغيير في شكل القصيدة، وإلى تغيير في شكل التعامل مع القارئ، أيضاً تعمقت الحداثة أكثر من ذلك عندما أخذت تتعامل مع موضوعات لم يكن يتم التعامل معها أو الاستفادة منها سابقاً وأعني الموضوعات التي تتناول الأعماق النفسية وتستفيد من المكتشفات في علم النفس والانتربولوجيا. فهذه المكتشفات إضافة إلى العقل المعرفي للشاعر نفسه هي إضافات يقولها الشاعر بينما ظل القارئ بعيداً عنها تماماً.

وبرأيي، إذا كان الشاعر شاعراً حقيقياً فهو يستطيع أن يستفيد ويمتص كل هذا النسغ الخارجي ويصنع منه قصيدة يقبلها القارئ المتوسط وليس الأمي أو الجاهل، ولكن القارئ المتوسط الثقافة ليس همه الشعر أولاً، ثانياً الشاعر اللبيب يضيف على هذه التقنية الماهرة حسّه الشعري العميق.



* لم تحدثني في إجابتك عن بعض الشعراء الذين يتعمدون الغموض ويرون في ذلك الغموض تمايزاً، ألا ترى أن ذلك الغموض يمكن أن يحيل إلى قطيعة حتى مع النخبة؟

** الغموض هو صفة الجمال، وكل جمال هو غامض، ولكن تعمّد الغموض كتعمد الوطنية، وكتعمد البذاءة.. أي
تعمّد في القصيدة يفسدها.. وأنا أريد أن أدقق قليلاً في هذه المسألة فأحياناً ثقافة الشاعر تطغى على القصيدة ، فربما يستفيد الشاعر بطريقة ما من الفولكلور ويوظفه في القصيدة، بينما فولكلوري آخر لا ينتبه لذلك الأمر، أيضاً هناك مسؤولية البحث في القصيدة. أرى أن الفن الجيد في هذا العصر لم يعد ما تتلقاه وأنت مسترخٍ، هذا ينسحب على الموسيقى والرسم والشعر وحتى الغناء.. فالغناء الذي تتلقاه باسترخاء هو غناء رديء! كل فن جيد يجب أن يوثّب ذهننا، ويوقظ في نفوسنا أسئلة ما، فضولاً ما، تنبهّاً ما. ذلك هو الفن، أما الفن الذي يؤدي بنا إلى الاسترخاء فذلك هو الفن الميت، وفن الموتى، يكتبه موتى ويتلقاه موتى..

* لا أريد أن أسألك ماذا قدّمت للتلفزيون فالكل يعرف ذلك، بل أريد أن أسأل ماذا قدّم لك التلفزيون؟

أتاح لي التلفزيون اقتحام عالم فني لم أكن أعرفه، وقدّم لي فرصة تعميم أفكاري الدرامية وتثبيتها، وقدّم لي أيضاً، مورداً مالياً لم تقدّمه لي كل الفنون الأخرى التي أمضيت عمري فيها، ومع ذلك لم أتنازل عنها، فأنا ما زلت شاعراً ومسرحياً و.. إلى جانب التلفزيون.

كذلك قدّم لي التلفزيون الشهرة، لأن ظهوراً واحداً على الشاشة يُغْني عن ثلاثين سنة من كتابة الشعر.

* دعنا ندخل بخصوصية أكثر، كيف تنظر للمرأة الأم، الزوجة، الحبيبة وضمن أية صيغة استطعت مع »إلهام« زوجتك الحفاظ على استمرار هذه الجذوة؟

** أنا كنت أعيش خائناً دائماً، أُحبُّ لكي أخون. كان لحبي متعته، ولخيانتي متعتها، ثم أحببت »إلهام« ولا أستطيع أن أوصّف المسألة عقلانياً، لكن وجدت عذرها أنه يستحيل أن تستقيم الأمور بيننا إلاّ إذا عشنا سوية، وهذا معناه أن نتزوج، وقصة الزواج بالمعنى العقلاني مرعبة، قلت لنفسي: قد تكون هذه حالة مؤقتة، نتزوج ونطلّق (أقول ذلك بصدق) وفي مقابلة سابقة أجراها معي الشاعر أحمد الشهاوي، سألني سؤالاً قريباً من ذلك فقلت له: هذه المرأة، أعني زوجتي »الهام« كل يوم أريد أن أطلّقها منذ خمس وعشرين سنة! (يضحك) لكن بالأعماق يتولد بعد الحب الذي هو توق، وعواطف، وشوق، وشهوات، يتولد شيء من الحاجة. تحس أن لديك حاجة لا يلبيها إلا هذا الشخص »الشخصة«.

* أليس في هذا أنانية؟.

** أكيد ثمة أنانية في النهاية، فهناك حاجات لا يمكن لأحد أن يلبيها حتى ولا كل جميلات الدنيا. كل العلاقات العابرة وكل الشغب الذي يحصل حول واحد معروف مثلي، يُمكّنه واقعه من »تجاوزات«، بحيث يشاكس هنا، ويغازل هناك.. لكن الحاجة الأساسية في النفس لا يلبيها إلا هذا الطرف بالذات. لا شك يمر الإنسان (سواء أنا أو الزوجة) بما يشبه ما أسميه في الفيزياء التفاعل الحروري. ضع كمية من الماء البارد مع أخرى من الماء الساخن تمر فترة فيصبحا بدرجة حرارة واحدة، فأنا لي مجموعة من المزاجيات وكذلك هي، أنا أدّعي أنني كزوج تفهمت مزاجياتها وتقبلتها على الأقل بحدود تسعين بالمائة. وفي هذا الشرق، ولأنني لا أريد أن أرتكب إحدى الخيانتين كأن أقنعها حتى تصبح ملائمة لي، وبالتالي، ولدى استجابتها، سأكون فعلياً أمارس العيش مع امرأة غير التي هي، أو أن تَقْمع هي نفْسَها، وتقدم لي بالتالي شخصية مختلفة. من هنا كنت حريصاً على عيش مناخ نكون فيه كلانا نحن تسعين بالمائة على الأقل كما نحن، ضمن اختلاف خصوصية كل منا، وهكذا أصبحت الحياة ممكنة. ولو كان الأمر مختلفاً لاختلف كل شيء.

انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06160 seconds with 11 queries