الموضوع: أسبوع وكاتب - 3
عرض مشاركة واحدة
قديم 07/02/2009   #13
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


احتفالاً بالجنون
قال سانشو بانزا لدون كيخوتي وهو على فراش الموت:
(( إكبر جنون يمكن أن يرتكبه الإنسان هو أن يدع نفسه يموت دون أن يقتله أحد, ودون أن يجهز عليه شئ من الحزن )).
نحن أمة خالية من المجانين الحقيقيين. وهذا أكبر عيوبنا.
كل منا يريد أن يظهر نفسه قوياً وعاقلاً وحكيماً ومتفهماً. يدخل الجميع حالة من الإفتعال والبلادة وانعدام الحس تحت تلك الأقنعة فيتحول الجميع إلى نسخ متشابهة ومكررة .... ومملة.نحن في حاجة إلى الجرأة على الجنون, والجرأة على الإعتراف بالجنون.
صار علينا أن نكف عن اعتبار الجنون عيباً واعتبار المجنون عاهة إجتماعية.في حياتنا شئ يجنن. وحين لا يجن أحد فهذا يعني أن أحاسيسنا متبلدة وأن فجائعنا لا تهزنا, فالجنون عند البعض منا دلالة صحية على أننا شعب معافى لا يحتمل الإهانة ... ودلالة على أن الأصحاء لم يحتفظوا بعقولهم لأنهم لا يحسون, بل احتفظوا بعقولهم لأنهم يعملون, أو لأنهم سوف يعملون على غسل الإهانة.
نحن في حاجة للجنون لكشف زيف التعقل والجبن واللامبالاة, فالجميع راضخون, ينفعلون بالمقاييس المتاحة ... يفرحون بالمقاييس المتاحة ... يبكون ويغضبون بالمقاييس المتاحة ... ولذلك ينهزمون ... بالمقاييس كلها, ولا ينتصرون أبداً.
بغتة يجن شخص ما, يخرج عن المألوف الخانق فيفضح حجم إذعاننا وقبولنا وتثلم أحاسيسنا. يظهر لنا كم هو عالم مرفوض ومقيت وخانق ... وكم هو عالم لا معقول ولا مقبول. كم هو مفجع ومبك. وكم نحن خائفون وخانعون وقابلون.
جنون كهذا شبيه بصرخة الطفل في إسطورة الملك العاري.
أمر الملك أن يروه مرتدياً ثيابه فرأوه, وأمر أن يبدوا آراءهم فيها فامتدحوها وأطنبوا, وحين خرج إلى الجماهير فاجأه صراخ طفل لم يدجن بعد: ( ولكنه عارٍ ... عارٍ تماماً ).لو كان هذا الطفل أكبر قليلاً لاتهم بالجنون. ولكن لأن فيه تلك البراءة الواضحة العفوية الصارخة كانت صرخته فاضحة للملك وللحاشية وللمتملقين وللخائفين.
صرخة الطفل, مثل صرخة جنون الفنان, تفضح كم الناس منافقون ومراؤون وخائفون إلى درجة تجاهل حقيقة يومية بسيطة يستطيع الطفل أن يشير إليها بإصبعه ويعلن عنها, فهو يرى الحياة على حقيقتها دون رتوش ودون تلوين بالمطامع ودون مكياج بالتبريرات. وفي أعماق كل فنان طفل صادق بهذا المقدار, طفل لا يحتمل ما تعودنا على احتماله, طفل يبكي حين يتألم, ويصرخ حين يجوع, ويغضب حين يهان, ويجن حين يجبر على أن يحيا حياة الحيوان.


ممدوح عدوان
1941-2004
دفاعاً عن الجنون

انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03798 seconds with 11 queries