[سوا ربينا]

"استيقظ بعد 8 سنوات"
3/7/2009

على شرفة مطلة كان يدخن حارس الحارة سيجارته ، شاهد احدهم وهو يقفز عن سور جاره،يحمل بين يديه كيس ويهرب في العتمة..نظر في ملامح السارق ..عرفه جيّداً، لكنه لم يقم بتنبيهه ولم تساوره فكرة الوشاية ابداً، كل ما فعله ذلك الشاهد ، أنه أطفأ ضوء غرفته ونام..

بالرغم من شكوى وبكاء وفقر الجار، وسؤال الناس في اليوم التالي ..إلا انه لم يتعاطف معه أبدا..فقد مرّت أيام وهو يقابل اللص في الطريق، يحييه ويحترمه وينحني له دون ان يشعره او يهدده بكشف سرقاته...



حدثت سرقة أخرى وسرقة أخرى وسرقة أخرى ..وبقي الرجل يحيي اللصوص ويحترمهم، ينحني لهم، دون أن يشعرهم او يهددهم بكشف سرقة الجار المنكوب...

وفجاة بعد 8 سنوات..وعلى ذات الشرفة وبعد ان أنهى تدخين سيجارته ،استيقظ ضميره، تذكر تلك الليلة ، وتذكر كيف سلب اللص أمتعة ذلك المسكين، حمل بيديه فانوساً .. طرق باب جاره المنهوب..وكشف له عن سارقه الأول..فرد الجار بحزن وإحباط" انت سارقي الأول..لولا صمتك لما تجرأ غيرك"..

***

مجرّد قيام نائب بفتح ملف رئيس حكومة بعد 8 سنوات من مغادرته موقع المسؤولية..يضع إشارة استفهام على "حكم" الرئيس ومئة إشارة استفهام على رقابة النائب..

**

اما من سُرق بيته، وانتهكت حرمته بمباركة الجميع،لا يهمّه أبداً عدد القفزات...