عرض مشاركة واحدة
قديم 04/10/2009   #2
شب و شيخ الشباب الطائررر
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ الطائررر
الطائررر is offline
 
نورنا ب:
Jun 2009
المطرح:
فيروز الشطْئآااااان
مشاركات:
28

بعات رسالي عبر Skype™ ل  الطائررر
افتراضي وعقدنا العزم ان تحيا الجزائر فاشهدوا ...فاشهدوا ....فاشهدوا ....


* احلام مستغانمي *


رواية "" ذاكرة الجسد ""

*1*

إهداء ...


إلى مالك حداد ..


ابن قسنطينة الذيأقسم بعد استقلال الجزائر ألاَّ يكتب بلغة ليست لغته ..

فاغتالته الصفحة البيضاء .. ومات متأثرا بسلطان صمته ليصبح شهيد اللغة العربية, وأول كاتب قرر أن يموت صمتاًوقهراً وعشقاً لها .

وإلى أبي ...

عساه يجد "هناك" من يتقن العربية , فيقرأله أخيراً هذا الكتاب ... كتابه .

أحـــــــــــــــــــــــ ــــــلام

الفصل الأول

ما زلت أذكر قولك ذات يوم :
"الحب هو ما حدث بيننا. والأدب هوكل ما لم يحدث".
يمكنني اليوم, بعد ما انتهى كل شيء أن أقول :
هنيئا للأدبعلى فجيعتنا إذن فما اكبر مساحة ما لم يحدث . إنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب .
وهنيئا للحب أيضا ...

فما أجمل الذي حدث بيننا ... ما أجمل الذي لميحدث... ما أجمل الذي لن يحدث .

قبل اليوم, كنت اعتقد أننا لا يمكن أن نكتبعن حياتنا إلا عندما نشفى منها .
عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم , دونأن نتألم مرة أخرى .

عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين, دون جنون, ودونحقد أيضا .

أيمكن هذا حقاً ؟
نحن لا نشفى من ذاكرتنا .
ولهذا نحننكتب, ولهذا نحن نرسم, ولهذا يموت بعضنا أيضا .

- أتريد قهوه ؟
يأتي صوتعتيقة غائبا, وكأنه يطرح السؤال على شخص غيري .
معتذرا دون اعتذار, على وجهللحزن لم أخلعه منذ أيام .

يخذلني صوتي فجأة ...
أجيب بإشارة من رأسي فقط .

فتنسحب لتعود بعد لحظات, بصينية قهوة نحاسيه كبيرة عليها إبريق، وفناجين, وسكريه, ومرشّ لماء الزهر, وصحن للحلويات .
في مدن أخرى تقدم القهوة جاهزة فيفنجان, وضعت جواره مسبقاً معلقه وقطعة سكر .
ولكن قسنطينة مدينه تكره الإيجاز فيكل شيء .
إنها تفرد ما عندها دائما .تماما كما تلبس كل ما تملك. وتقول كل ماتعرف .
ولهذا كان حتى الحزن وليمه في هذه المدينة .

أجمع الأوراقالمبعثرة أمامي , لأترك مكاناً لفنجان القهوة وكأنني أفسح مكانا لك ..

بعضهامسودات قديمة, وأخرى أوراق بيضاء تنتظر منذ أيام بعض الكلمات فقط... كي تدب فيهاالحياة, وتتحول من ورق إلى أيام .

كلمات فقط, أجتاز بها الصمت إلى الكلام, والذاكرة إلى النسيان, ولكن ..
تركت السكر جانبا, وارتشفت قهوتي مره كما عودنيحبك .
فكرت في غرابه هذا الطعم العذب للقهوة المرّة . ولحظتها فقط, شعرت أننيقادر على الكتابة عنك فأشعلت سيجارة عصبيّة, ورحت أطارد دخان الكلمات التي أحرقتنيمنذ سنوات, دون أن أطفئ حرائقها مرة فوق صفحه .

هل الورق مطفأةللذاكرة؟
نترك فوقه كل مرة رماد سيجارة الحنين الأخيرة , وبقايا الخيبة الأخيرة. .

من منّا يطفئ أو يشعل الآخر ؟
لا ادري ... فقبلك لم اكتب شيئا يستحقالذكر... معك فقط سأبدأ الكتابة.

ولا بد أن أعثر أخيراً على الكلمات التيسأنكتب بها, فمن حقي أن أختار اليوم كيف أنكتب. أنا الذي أختر تلك القصة .

قصه كان يمكن أن لا تكون قصتي, لو لم يضعك القدر كل مره مصادفه, عندمنعطفات فصولها .
من أين جاء هذا الارتباك؟

وكيف تطابقت مساحة الأوراقالبيضاء المستطيلة, بتلك المساحة الشاسعة البياض للوحات لم ترسم بعد.. وما زالتمسنده جدار مرسم كان مرسمي ؟

وكيف غادرتني الحروف كما غادرتني قبلهاالألوان. وتحول العالم إلى جهاز تلفزيون عتيق, يبث الصور بالأسود والأبيض فقط؟

ويعرض شريطا قديما للذاكرة, كما تعرض أفلام السينما الصامتة .

كنتأحسدهم دائماً, أولئك الرسامين الذين كانوا ينتقلون بين الرسم والكتابة دون جهد, وكأنهم ينتقلون من غرفه إلى أخرى داخلهم. كأنهم ينتقلون بين امرأتين دون كلفة ..

كان لا بد ألا أكون رجلا لامرأة واحدة !

ها هوذا القلم إذن.. الأكثر بوحا والأكثر جرحا ً.

ها هو ذا الذي لا يتقن المراوغة , ولا يعرف كيفتوضع الظلال على الأشياء . ولا كيف ترش الألوان على الجرح المعروض للفرحة .


يتبع.............

بشعر نرتله كالصـــــلاه تسابيحه ...............
مـــــــــــــــــــــن حنايا الجزائـــــــــــــــــــــــــــــــر
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06875 seconds with 11 queries