عرض مشاركة واحدة
قديم 08/10/2009   #7
شب و شيخ الشباب الطائررر
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ الطائررر
الطائررر is offline
 
نورنا ب:
Jun 2009
المطرح:
فيروز الشطْئآااااان
مشاركات:
28

بعات رسالي عبر Skype™ ل  الطائررر
افتراضي ذاكرة الجسد .............تابع 4


4كيف حدث يوماً.. أن وجدت فيك شبهاً بأمي. كيف تصورتك تلبسين ثوبهاالعنابي، وتعجنين بهذه الأيدي ذات الأظافر المطلية الطويلة، تلك الكسرة التي افتقدتمذاقها منذ سنين؟أيّ جنون كان لك.. وأية حماقة!
هل غيّر الزواج حقاًملامحك وضحكتك الطفولية، هل غيّر ذاكرتك أيضاً، ومذاق شفاهك وسمرتكالغجرية؟وهل أنساك ذلك "النبي المفلس" الذي سرقوا منه الوصايا العشر وهو فيطريقه إليك.. فجاءك بالوصية الحادية عشرة فقط.

ها أنت ذي أمامي، تلبسين ثوبالردّة. لقد اخترت طريقاً آخر. ولبست وجهاً آخر لم أعد أعرفه. وجهاً كذلك الذينصادفه في المجلات والإعلانات، لتلك النساء الواجهة، المعدات مسبقاً لبيع شيء ما،قد يكون معجون أسنان، أو مرهماً ضد التجاعيد.

أم تراك لبست هذا القناع، فقطلتروّجي لبضاعة في شكل كتاب، أسميتها "منعطف النسيان" بضاعة قد تكون قصتي معك.. وذاكرة جرحي؟وقد تكون آخر طريقه وجدتها لقتلي اليوم من جديد, دون أن تتركيبصماتك على عنقي .

يومها تذكرت حديثاً قديماً لنا . عندما سألتك مرة لماذااخترتِ الرواية بالذات. وإذا بجوابك يدهشني .
قلت يومها بابتسامة لم أدرك نسبةالصدق فيها من نسبة التحايل:

"
كان لا بد أن أضع شيئا من الترتيب داخلي.. وأتخلص من بعض الأثاث القديم . إنَّ أعماقنا أيضا في حاجة إلى نفض كأيّ بيت نسكنهولا يمكن أن أبقي نوافذي مغلقه هكذا على أكثر من جثة ..
إننا نكتب الرواياتلنقتل الأبطال لا غير, وننتهي من الأشخاص الذين أصبح وجودهم عبئاً على حياتنا. فكلما كتبنا عنهم فرغنا منهم... وامتلأنا بهواء نظيف ..." .

وأضفت بعد شيءمن الصمت:

"
في الحقيقة كل رواية ناجحة, هي جريمة ما نرتكبها تجاه ذاكرة ما. وربما تجاه شخص ما, على مرأى من الجميع بكاتم صوت. ووحده يدري أنَّ تلك الكلمةالرصاصة كانت موجّهة إليه
...
والروايات الفاشلة, ليست سوى جرائم فاشلة, لابد أن تسحب من أصحابها رخصة حمل القلم, بحجة أنهم لا يحسنون استعمال الكلمات, وقديقتلون خطأ بها أيّ احد .. بمن في ذلك أنفسهم , بعدما يكونون قد قتلوا القراء ... ضجراً !".

كيف لم تثر نزعتك الساديّة شكوكي يومها .. وكيف لم أتوقع كلجرائمك التي تلت ذلك اليوم, والتي جربت فيها أسلحتك الأخرى؟لم أكن أتوقعيومها انك قد توجهين يوما رصاصك نحوي .

ولذا ضحكت لكلامك, وربما بدأ يومهاانبهاري الآخر بك. فنحن لا نقاوم, في هذه الحالات , جنون الإعجاب بقاتلنا !

ورغم ذلك أبديت لك دهشتي . قلت :

_
كنت اعتقد أن الرواية طريقهالكاتب في أن يعيش مرة ثانيه قصه أحبها.. وطريقته في منح الخلود لمن أحب .

وكأنّ كلامي فاجأك فقلت وكأنك تكتشفين شيئا لم تحسبي له حسابا:

-
وربما كان صحيحا أيضا, فنحن في النهاية لا نقتل سوى من أحببنا. ونمنحهم تعويضا عنذلك خلودا أدبيا . إنها صفقه عادلة . أليس كذلك؟!
عادله ؟من يناقشالطغاة في عدلهم أو ظلمهم؟ ومن يناقش نيرون يوم احرق روما حباً لها, وعشقاً لشهوةاللهب . وأنت, أما كنت مثله امرأة تحترف العشق والحرائق بالتساوي؟أكنتلحظتها تتنبّأين بنهايتي القريبة، وتواسينني مسبقا على فجيعتي...

أم كنتتتلاعبين بالكلمات كعادتك, و وتتفرجين على وقعها عليّ, وتسعدين سرّاً باندهاشيالدائم أمامك, وانبهاري بقدرتك المذهلة, في خلق لغة على قياس تناقضك .

كلالاحتمالات كانت ممكنه ...

فربما كنت أنا ضحية روايتك هذه, والجثة التي حكمتعليها بالخلود, وقررت أن تحنطيها بالكلمات... كالعادة.

و ربما كنت ضحية وهميفقط, ومراوغتك التي تشبه الصدق. فوحدك تعرفين في النهاية الجواب على كل تلك الأسئلةالتي ظلت تطاردني, بعناد الذي يبحث عن الحقيقة دون جدوى .

متى كتبتِ ذلكالكتاب؟أقبل زواجك أم بعده؟ أقبل رحيل زياد .. أم بعده؟ أكتبته عني .. أمكتبته عنه؟ أكتبته لتقتليني به.. أم لتحييه هو ؟لم لتنتهي منّا معاً، وتقتلينامعاً بكتاب واحد... كما تركتنا معاً من أجل رجل واحد ؟عندما قرأت ذلك الخبرمنذ شهرين,. لم أتوقع إطلاقاًً أن تعودي فجأة بذلك الحضور الملحِّ, ليصبح كتابكمحور تفكيري, ودائرة مغلقه أدور فيها وحدي .

فلا كان ممكنا يومها بعد كلالذي حدث, أن اذهب للبحث عنه في المكتبات , لأشتري قصتي من بائع مقابل ورقه نقدية. ولا كان ممكنا أيضا أن أتجاهله وأواصل حياتي وكأنني لم اسمع به , وكأن أمره لايعنيني تماما .

الم أكن متحرقا إلى قراءة بقية القصة؟قصتك التيانتهت في غفلة مني , دون أن أعرف فصولها الأخيرة. تلك التي كنت شاهدها الغائب, بعدما كنت شاهدها الأول. أنا الذي كنت,. حسب قانون الحماقات نفسه. الشاهد والشهيددائما في قصة لم يكن فيها من مكان سوى لبطل واحد .

ها هوذا كتابك أمامي.. لميعد بإمكاني اليوم أن أقرأه. فتركته هنا على طاولتي مغلقا كلغز, يتربص بي كقنبلةموقوتة, أستعين بحضوره الصامت لتفجير منجم الكلمات داخلي ... واستفزاز الذاكرة .

كل شيء فيه يستفزني اليوم .. عنوانه الذي اخترته بمراوغه واضحة.. وابتسامتك التي تتجاهل حزني . ونظرتك المحايدة التي تعاملني وكأنني قارىء, لا يعرفالكثير عنك .

كل شيء.. حتى اسمك .
وربما كان اسمك الأكثر استفزازا لي, فهو مازال يقفز إلى الذاكرة قبل أن تقفز حروفه المميزة إلى العين .

اسمكالذي .. لا يُقرأ وإنما يُسمع كموسيقى تُعزف على آلة واحدة من أجل مستمعواحد.
كيف لي أن أقرأه بحياد, وهو فصل من قصة مدهشه

بشعر نرتله كالصـــــلاه تسابيحه ...............
مـــــــــــــــــــــن حنايا الجزائـــــــــــــــــــــــــــــــر
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07223 seconds with 11 queries