عرض مشاركة واحدة
قديم 08/10/2009   #8
شب و شيخ الشباب الطائررر
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ الطائررر
الطائررر is offline
 
نورنا ب:
Jun 2009
المطرح:
فيروز الشطْئآااااان
مشاركات:
28

بعات رسالي عبر Skype™ ل  الطائررر
افتراضي ذاكرة الجسد ....... احلام مستغانمي......تابع 5


5



كتبتها الصدفة, وكتبها قدرناالذي تقاطع يوما؟

يقول تعليق على ظهر كتابك إنه حدث أدبي .
وأقول وأناأضع عليه حزمة من الأوراق التي سودتها في لحظة هذيان..
" حان لك أن تكتب.. أوتصمت إلى الأبد أيها الرجل . فما أعجب ما يحدث هذه الأيام !"

وفجأة.. يحسمالبرد الموقف, ويزحف ليل قسنطينة نحوي من نافذة للوحشة. فأعيد للقلمغطاءه, وانزلقبدوري تحت غطاء الوحدة .

مذ أدركت أن لكل مدينةٍ الليل الذي تستحق, الليلالذي يشبهها والذي وحده يفضحها, ويعري في العتمة ما تخفيه في النهار, قررت أنأتحاشى النظر ليلا من هذه النافذة .

كل المدن تمارس التعري ليلا دون علمها, وتفضح للغرباء أسرارها , حتى عندما لا تقول شيئا .
وحتى عندما توصدأبوابها.
ولأن المدن كالنساء, يحدث لبعضهن أن يجعلننا نستعجل قدوم الصباح. ولكن ...

"soirs, soirs.que de soirs pour un seul matin .."

كيف تذكرتهذا البيت للشاعر "هنري ميشو" ورحت اردده على نفسي بأكثر من لغة ..

"أمسيات .. أمسيات كم من مساء لصباح واحد "

كيف تذكرته, ومتى تراني حفظته؟ .. ترانيكنت أتوقع منذ سنين أمسيات بائسة كهذه, لن يكون لها سوى صباح واحد ؟

أنقببعض الشيء في ذاكرتي عن القصيدة التي اخذ منها هذا البيت, وإذا بعنوانها "الشيخوخة" ..

فيخيفني اكتشافي فجأة وكأنني أكتشف معه ملامح وجهي الجديدة. فهل تزحفالشيخوخة هكذا نحونا حقاً بليل طويل واحد. وبعتمة داخليه تجعلنا نتمهل في كل شيء, ونسير ببطء, دون اتجاه محدد؟

أيكون الملل والضياع والرتابة جزءا من مواصفاتالشيخوخة أم من مواصفات هذه المدينة ؟

تراني أنا الذي ادخل الشخوخة.. أم ترىالوطن بأكمله هو الذي يدخل اليوم سن اليأس الجماعي؟

أليس هو الذي يملك هذهالقدرة الخارقة, على جعلنا نكبر ونهرم في بضعة اشهر, وأحيانا في بضعة أسابيع فقط؟
قبل اليوم لم أكن اشعر بثقل السنين, كان حبّك شبابي, وكان مرسمي طاقتي الشمسيةالتي لا تنضب, وكانت باريس مدينه أنيقة, يخجل الواحد أن يهمل مظهره في حضرتها . ولكنهم طاردوني حتى مربع غربتي, وأطفأوا شعلة جنوني ... وجاؤوا بي حتى هنا .

الآن نحن نقف جميعا على بركان الوطن الذي ينفجر , ولم يعد في وسعنا , إلاأن نتوحد مع الجمر المتطاير من فوهته, وننسى نارنا الصغيرة... اليوم لا شيء يستحقكل تلك الأناقة واللياقة. الوطن نفسه أصبح لا يخجل أن يبدو أمامنا في وضع غير لائق !

لا أصعب من أن تبدأ الكتابة, في العمر الذي يكون فيه الآخرون قد انتهوا منقول كل شيء.
الكتابة ما بعد الخمسين لأول مرة ... شيء شهواني وجنوني شبيه بعودةالمراهقة.
شيء مثير وأحمق , شبيه بعلاقة حب بين رجل في سن اليأس, وريشة حبر بكر .
الأول مرتبك وعلى عجل... والثانية عذراء لا يرويها حبر العالم !
سأعتبر إذنما كتبته حتى الآن, مجرد استعداد للكتابة فقط, وفائض شهوة ... لهذه الأوراق التيحملت منذ سنين بملئها .

ربما غدا ابدأ الكتابة حقا .
أحب دائما أن ترتبطالأشياء الهامة في حياتي بتاريخ ما .... يكون غمزة لذاكره أخرى .

أغرتني هذهالفكرة من جديد, وأنا استمع إلى الأخبار هذا المساء واكتشف، أنا الذي فقدت علاقتيبالزمن, أن غدا سيكون أول نوفمبر ... فهل يمكن لي ألا أختار تاريخا كهذا, لأبدأ بههذا الكتاب ؟

بشعر نرتله كالصـــــلاه تسابيحه ...............
مـــــــــــــــــــــن حنايا الجزائـــــــــــــــــــــــــــــــر
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06099 seconds with 11 queries