19 أيار
يذكرني هذا السجين بما قاله فيكتور فرنكل في كتابه " بحث الإنسان عن معنى " ، عن رفاقه السجناء في مخيم داخو .
" كان بعضهم ، يقول فرنكل من الذين يتشوقون بلهف كبير إلى الحرية ، وكانوا قد قضوا سنين طوال في السجن ، عندما اطلق سراحهم ، خرجوا إلى الضوء وفتحوا عيونهم بشيء من العصبية ، ثم قفلوا راجعين نحو ظلام السجن الذي اعتادو رؤيته منذ زمن طويل "
تلك هي صورة ولو مأساوية للمعضلة التي نعيشها جميعا ً ، في فترة من حياتنا ونحن نحاول المضي في مسيرة نمونا الشخصي ، أننا في غالبيتنا نلبي بخجل كبير الدعوة إلى " لقاء " الآخرين . لأننا نشعر بانزعاج عميق ونحن نظهر حقيقتنا الشخصية . يظهر بعضنا بمظهر الملبي للدعوة فقط والبعض الآخر يبدي شجاعة ويكمل المسيرة نحو الحرية وبين الاثنين محطات كثيرة
سنتكلم لاحقا ً كما قلنا عن تلك المحطات كمستويات خمسة في عملية الاتصال
وسنبدأ بالمستوى الخامس الذي يمثل أقل قدر من إرادة الخروج من ذواتنا نحو الآخرين . والمستويات الباقية تشير نزولا ً إلى قدر أكبر فأكبر من النجاح في المخاطرة نحو عالم الآخرين