إلى أين نحن ذاهبون و أصبحنا في نهاية العقد الأول من القرن الحادي و العشرين
إن التخلف الذي يحاصر مجتمعاتنا يُردي بكل أفراده بتنوع فئاته العمرية في براثن التهلكة ، اليوم و نحن نشاهد الإنزلاقات التي وقع بها النظام التدريسي بفرعيه المدرسي و الجامعي ، يعطينا دلالات و اضحة و صور للمستقبل القريب و البعيد في آن واحد .
طرق التدريس : هي أساليب نقل المعرفة و الخبرة و مضامين المنهاج إلى المتعلمين ، بإستخدام نظريات التعليم و مبادئها و غير ذلك من مكتشفات سيكولوجية و تقنيات ذات علاقة بطبيعة المعرفة و نظامها و منهجيتها و طرق إكتسابها أو تعلمها بطرق مختلفة مثل التلقين أو الإكتشاف أو المناقشة و الإستقراء وتمثيل الأدوار و نماذج التعليم الجماعي و حل المشكلات و التعلم الذاتي و غير ذلك من أساليب في إطار التعلم الذاتي أو الجماعي .
لكن قراءة صحيحة للتعليم في مدارسنا و جامعاتنا نرى أن طريقة التدريس الرئيسية التي تُستخدم : هي التلقين أو ما أسماه باولو فريري " التعليم البنكي " الذي ينحصر دور الطلاب فيه في الحفظ و التذكر و إعادة ما يسمعونه ، من دون أن يتعمقوا في مضمونه أي التخزين من دون وعي ،و يصبح التعليم نوعا ً من الإيداع ، الطلاب هم البنوك التي يقوم المعلمون بالإيداع فيها ،فأصبح جوهر التعليم في مدارسنا و جامعاتنا : هو تعويد الطالب تسلم المعلومات و تخزينها مؤقتا ً إلى أن يحين وقت الإمتحان الذي هو موعد تسليم تلك المعلومات للمعلم .
و نلاحظ هنا أن شيوع أسلوب التلقين لا يقتصر على ساحة التعليم المدرسي ، بل يتعداه ليشمل التعليم العالي بشكل عام و التعليم الجامعي بشكل خاص ، فالجامعة في مجتمعاتنا بشكل عام تظل أسيرة لطرق التدريس التي ألِفها الطالب في خلال التعليم العام ،و ليس من الميسور أن تغيرها بما يتناسب مع الدراسة الجامعية القائمة على البحث و المراجع و ما يتطلبه من مهارات ،لذا يعتمد على أسلوب المحاضرة ، و قلما يستخدم التدريب العملي الجيد و المناقشات .
إن هذه المشكلة يجب تسليط الضوء عليها لما تحمل من نتائج سلبية على المستقبل التعليمي ، لذا رجاء من كل الأصدقاء مشاركتنا بالنقاش للوصول إلى حلول قد نتوصل بها لإنقاذ الواقع التعليمي في مجتمعنا ...
انظري خيط الدم ِ القاني على الأرض ، هنا مرَّ ، هنا انفقأت تحت خطى الجند عيون الماء و استلقت على التربة قامات السنابل