يقول المفكر محمد اراكون في كتابه ( التراث و تحديات العصر ) : " التراث الذي يدعو إليه الفكر العربي المعاصر سلاح من أسلحة الكفاح أكثر منه مفهوما ً ثقافيا ً ذا أبعاد تاريخية معرفية " .
ويقول سيغموند فرويد : " كل جهود الفكر العلمي تنصب على الوصول إلى توافق مع الواقع ، أي ما هو موجود خارجا ً عنا و مستقلا ً عنا ، و هذا التوافق مع العالم الخارجي هو ما يسمى بالحقيقة ،و هو ما ينشده كل عمل علمي " .
لذا انطلاقا من كلامك بوجوب تصحيح الفكر العربي بالمفهوم العام ، يحتاج آلية يتشارك فيها الأفراد و المجتمع ككل مع السلطة الحاكمة و المشرعة للقوانين ، هنا يظهر لنا دور السلطة بالمجتمع العربي ككل و دورها في تكريس التخلف و التعلق بأمجاد الماضي ، و دور افراد المجتمع المنغلق على نفسه نتيجة لظروف اقتصادية و اجتماعية و سياسية و ..... الخ ، كيف نستطيع يا صديقي بناء فرد مؤمن بمنهج التفكير و التحليل العلمي ليساهم في بناء أسرته بطريقة صحيحة و من ثم بناء مجتمعه ككل ، كيف لنا أن ننتزع من طريقة تفكير الفرد العربي بكل أطيافه البنية السلطوية التي تتعزز بهيئة الأب و الاخ و المعلم و رب العمل ........ الخ ،
فنلاحظ أن العلاقة بين المعلم و الطالب في المدرسة و الجامعة غالبا ً ما تـُبنى على التسلط و الإجبار من جانب المعلم ، و الخوف و الإذعان و الإستسلام من جانب الطالب، حتى أصبحت مهمة كثير من المعلمين إنتاج متعلمين مدجنين غير قادرين على النقد و الإعتراض و المناقشة و مذعنين لمختلف أشكال التعسف و القهر .
أذا كيف نستطيع خلق طالب و من ثم معلم وفق نظرية فكرية جديدة تماشي العصر و تحاكي المنهج العلمي القائم على الحوار و النقاش و التدريب العملي .
انظري خيط الدم ِ القاني على الأرض ، هنا مرَّ ، هنا انفقأت تحت خطى الجند عيون الماء و استلقت على التربة قامات السنابل